ارتفعت أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين، مدفوعة بعدد من العوامل، مع التركيز الرئيسي على اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية المقبل. ويأتي تعافي المعدن النفيس في الوقت الذي يتوقع فيه المستثمرون أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة لأول مرة منذ عام 2020.
تهدف التغييرات المقبلة في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تطبيع أسعار الفائدة من أعلى مستوياتها في 23 عامًا. وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إلى هذا التغيير قبل بضعة أسابيع في ندوة اقتصادية في جاكسون هول بولاية وايومنغ. وأكد أن الوقت قد حان لتعديل سياسة البنك المركزي.
وأعرب مسؤولون آخرون في بنك الاحتياطي الفيدرالي عن هذا الرأي، بما في ذلك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز، الذي أكد على الأساس المنطقي لخفض أسعار الفائدة، مستشهدا بالتقدم المحرز في التضخم وتباطؤ سوق العمل.
في حين يبدو خفض أسعار الفائدة أمرا مؤكدا، فإن حجم الخفض لا يزال مثيرا للجدل. تشير أداة FedWatch التابعة لشركة CME إلى احتمالات بنسبة 69% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 18 سبتمبر/أيلول، واحتمالات بنسبة 31% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
وبغض النظر عن النطاق الدقيق، فإن تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي عن السياسة النقدية يدعم أسعار الذهب، لأن أسعار الفائدة المنخفضة عادة ما تعزز جاذبية الأصول غير ذات العائد مثل الذهب.
ويأتي الارتفاع الأخير في أسعار الذهب بعد انخفاضه بمقدار 20 دولارا للأوقية يوم الجمعة الماضي. وجاء هذا الانخفاض نتيجة لتقرير الوظائف المخيب للآمال الذي أصدرته وزارة العمل الأميركية.
وفي أغسطس/آب، أضافت البلاد 142 ألف وظيفة جديدة فقط، وهو ما يقل عن توقعات الاقتصاديين البالغة 160 ألف وظيفة. وعلاوة على ذلك، تشير المراجعات النزولية لأرقام شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز إلى ضعف مستمر في القوى العاملة، وهو ما من المرجح أن يؤثر على قرارات السياسة النقدية في المستقبل.
يتجه اهتمام السوق الآن إلى تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر أغسطس، والذي من المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم. وبحسب موقع MarketWatch، يتوقع الخبراء أن يظهر التقرير انخفاض التضخم إلى 2.6%، مقارنة بـ 2.9% في يوليو/تموز. وقد تعزز هذه النقطة من التوقعات بخفض أسعار الفائدة وقد تؤثر على أسعار الذهب.
إن الجمع بين ضعف سوق العمل وانخفاض التضخم والتغيير الوشيك في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي من شأنه أن يخلق بيئة مواتية للذهب. لقد كان الذهب يعتبر منذ فترة طويلة بمثابة تحوط ضد عدم الاستقرار الاقتصادي والتضخم.
وسوف يراقب المستثمرون والمحللون عن كثب بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المقبلة وقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. وتتمتع هذه الأحداث بالقدرة على تشكيل مسار أسعار الذهب على المدى القريب وتوفير نظرة ثاقبة للمشهد الاقتصادي الأوسع.
مع استعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لإجراء تحول كبير في سياسته، تظل سوق الذهب مستعدة لمزيد من المكاسب المحتملة في الأسعار، مما يعكس التفاعل المعقد بين المؤشرات الاقتصادية وقرارات السياسة النقدية.
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://laodong.vn/tien-te-dau-tu/gia-vang-tang-khi-fed-chuan-bi-cat-giam-lai-suat-1392673.ldo
تعليق (0)