يورو 2024: الرقصة الأخيرة لتوني كروس

إن جلب "جين البطولة" من ريال مدريد إلى المنتخب الألماني يشكل تحديًا كبيرًا لتوني كروس في الوقت الحالي، ولكن هذه كانت مهمة كروس عندما قرر العودة إلى "المانشافت".

يجب على المشجعين الألمان أن يشعروا بالسعادة لأن كروس لا يزال متحفزًا مع المنتخب الوطني. (الصورة: وكالة فرانس برس)

ومن أبرز إنجازات المدرب جوليان ناجلسمان منذ تعيينه لقيادة المنتخب الألماني حتى الآن هو بالتأكيد إقناع توني كروس بالعودة لارتداء قميص "المانشافت" في يورو 2024.

ببساطة لأن كروس لا يزال اللاعب الألماني الأكثر أناقة في الوقت الحالي، بعد أن قاد ريال مدريد (إسبانيا) للتو إلى لقب دوري أبطال أوروبا مرة أخرى بأداء من الطراز الرفيع وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.

من المؤكد أن مساعدة ألمانيا على الفوز ببطولة يورو 2024 على أرضها مهمة صعبة للغاية، لكن كروس هو نوع اللاعب الذي يستمتع بمثل هذه التحديات، لأنه يتمتع بما يكفي من الموهبة والشخصية.

وقبيل انطلاق بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024، لم ينجح كروس في ترسيخ مكانته باعتباره اللاعب الأكثر نجاحا في تاريخ كرة القدم الألمانية برصيد 34 لقبا، بما في ذلك ستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا فحسب، بل تولى أيضا دور الزعيم بلا منازع للمنتخب الوطني.

اضطر كروس إلى مغادرة وطنه منذ 10 سنوات لتأكيد نفسه. وتحديدًا، غادر بايرن ميونيخ للانضمام إلى فريق أكثر شهرة، ريال مدريد.

وأذل كروس كل من شكك في موهبته. لم يثبت موهبته فقط في أعظم فريق في العالم، بل كان أيضًا ركيزة أساسية في نجاحهم الكبير على مدار عشر سنوات.

وأصبحت القيمة الفريدة لكروس واضحة للجماهير الألمانية عندما تولى قيادة خط وسط ريال مدريد، وقراءة اللعبة وإملائها بدقة غير مسبوقة.

وتعرضت سمعة كروس في ألمانيا لفترة طويلة لانتقادات بسبب تباطؤه في اللعب، مما أكسبه لقب "توني الممرر".

في حديثه خلال معسكر تدريب المنتخب الألماني في هيرتسوجيناوراخ، قال كروس: "ما زلتُ متعطشًا للفوز. خوض بطولة كبيرة على أرضنا بهدف الفوز هو ما يدفعني للعودة. فكرة إمكانية الفوز هي ما يدفعني للعودة. وإلا فلا جدوى من ذلك".

يجب على المشجعين الألمان أن يشعروا بالسعادة لأن كروس لا يزال متحفزًا مع المنتخب الوطني. فحتى قبل فوزه بدوري أبطال أوروبا السادس مع ريال مدريد، أعلن كروس أنه سيعتزل بعد نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024.

وأكد كروس دائمًا أن ريال مدريد سيكون ناديه الأخير ولن ينضم إلى أي فريق آخر على الرغم من أن الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية تعتبران وجهتين ماليتين كبيرتين.

علاوة على ذلك، أكد لاعب خط الوسط دائمًا أنه يريد ترك كرة القدم في القمة، لأنه لن يقبل أبدًا بدور أقل في الفريق.

ووفاءً بكلمته، اختار كروس مغادرة ريال مدريد بالطريقة الأكثر روعةً ممكنة، بعد فوزه بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، إلى جانب كأس السوبر الإسباني، وهو لا يزال في قمة مستواه.

أوضح كروس قراره قائلاً: "أردت ببساطة أن يُذكر اسمي بتوني كروس، البالغ من العمر 34 عامًا، والذي قدم أفضل مواسمه مع ريال مدريد في عامه الأخير. وقد فعلت ذلك. أعتبر ذلك إطراءً عندما يعتقد الكثيرون أنني اعتزلت مبكرًا جدًا".

ولم يتحدث كروس مطلقًا عن الرضا المتأخر، إذ يبدو أن إنجازاته تحكي القصة. ولكن عند الحديث عن المنتخب الألماني، رأى الكثيرون ابتسامة على وجهه، لأن كروس بدا وكأنه يستمتع بالإنصاف الذي فقده منذ فترة طويلة.

ويشكل نقل "جين البطولة" من ريال مدريد إلى المنتخب الألماني تحدياً كبيراً لكروس في الوقت الحالي، ولكن هذه كانت مهمة كروس عندما قرر العودة إلى "المانشافت".

وهو بمثابة حلقة الوصل المثالية بين النجوم الراسخين من جهة والمواهب الشابة الناشئة من جهة أخرى في الفريق الألماني.

من المؤكد أن كروس يواجه ضغوطًا عند عودته، لكنه لا يشعر بأي ثقل. لأن هذا هو ما عاشه كروس وتغلب عليه طوال مسيرته الكروية المتميزة.

المصدر: https://www.vietnamplus.vn/euro-2024-vu-dieu-cuoi-cung-cua-toni-kroos-post959204.vnp