مجموعة شعرية "اتبع التدفق" للشاعر تران سانج.
لقد أعجبتني هذه المجموعة من القصائد منذ القصيدة الأولى بعنوان "الدائرة". القصيدة تحتوي على المقطع التالي: "الوقت عبارة عن دورة متكررة/ أدور في الأيام/ أستمر في المضي قدمًا وفي يوم من الأيام سألتقي/ بنفسي التي فقدت اليوم."
ومن هذا المنطلق أقرأ وأشعر بشعر تران سانغ مع قليل من التأمل، وقليل من القلق، وأيضا فلسفة الحياة التي تقول أنه كلما كانت الرحلة أطول، كلما أصبحت أكثر عمقا. كما هو الحال مع "متاهة البيانات"، يتأمل تران سانغ في الشبكات الاجتماعية، وفي "محركات البحث" التي تخلق مسافة بين الناس: "غدًا، من سيتذكر/ عندما يتم تأريخ السلسلة الثنائية/ عندما يتم إخفاء المشاعر في الرموز/ "الإعجاب" و"الحب" و"هاها"/ إخفاء الفراغ في الداخل".
لقد وجدت في هذه المجموعة من القصائد الرقة والسلام منذ عنوانها. إنها "الاستماع في الصباح إلى أصوات الطيور"، أو "الاستماع إلى رائحة أزهار الشمع المزهرة في الليل"، أو ببساطة رحلة "العودة إلى الوطن". في السطور اللطيفة من الشعر، يمكننا أن نرى تران سانغ في ألم: "العودة لحرث الأرض التي ولدت فيها / للعثور على جذوري / بعد عشرين عامًا من التيه / من كان ليتصور أن زهرة الياسنت العائمة لن تزدهر؟" ("عن").
ربما تتعلق الصورة الكبيرة والعاطفة الطويلة في "متابعة النهر" بالوطن والنهر والأم. ذات مرة، أثناء حديثه عن الإصدار القادم لـ"من بنات أفكاره"، أبدى الشاعر تران سانغ في قلبه الألم الذي لا يطاق عندما غادرت والدته هذا العالم. في هذه المجموعة الشعرية: "أكتب عن أمي، عن أيام طفولتي الهادئة، عن زاوية البيت القديم حيث كانت أمي تجلس وتُصلح الملابس. أكتب عن دعواتها الحنونة، وابتساماتها الرقيقة، والأوقات التي ودّعتني فيها أمي بهدوء دون أن تقول لي سوى كلمات النصيحة المألوفة." وأضاف أيضًا أنه منذ ما يقرب من عشر سنوات كان يكتب بصمت ويحتفظ بالقصائد باعتبارها قطعًا من الذكريات والعواطف التي عاشها. لا داعي للتسرع، لا داعي للضوضاء، فقط اكتب بهدوء واحتفظ بها. بدا الأمر كما لو أنه سيبقى خطوطًا خاصة إلى الأبد، ولكن بعد ذلك جاء الوقت للشعر ليخرج إلى النور. بالنسبة له، "اتبع التدفق" هي رحلة، وهي أشياء يريد أن يقولها لكنه لم يقلها أبدًا...
وبالفعل، عندما تقلب صفحات الكتاب، سوف تجد ذكرياتك الخاصة في ذكريات تران سانغ. «مصباح الزيت» في زاوية البيت «يلقي بظله على غبار الزمن». "أعود للاستحمام في بركتي"، كتب تران سانغ في "العودة إلى الحقول" ببيت شعر يبدو مفزعًا ومخيبًا للآمال ويخنق القارئ: "نصف حياة امتلأت فجأة بتهويدة وطني". ربما، بعد نصف عمر من التيه، يمكننا أخيرا أن نفهم تهويدة وطننا. وبحلول وقت عودتنا، كانت الحجارة قد سُحقت والذهب قد بهت، وأصبحت العديد من الشخصيات الآن مجرد ذكريات.
إذن، بعد قراءة "اتباع التدفق"، فهمت مرة أخرى أبياتك "الوقت عبارة عن دورة متكررة". تلك المليارات من التكرارات، ربما سأعود إلى نفس الوضع القديم، ولكن هل سيظل المشهد القديم والأشخاص القدامى موجودين وهل سأظل نفس الشخص كما كنت من قبل؟ إن أفكار تران سانغ في قصيدة "الموعد" التي اختتمت بها مجموعة القصائد جميلة حقًا: "دعنا نحدد موعدًا غدًا / سأعود وأمشط الصقيع المتلاشي في شعري".
المقال والصور: دانج هوينه
المصدر: https://baocantho.com.vn/doc-tho-tran-sang-thoi-gian-la-vong-lap-lai--a184953.html
تعليق (0)