الإنقاذ عبر الحدود
ضرب زلزال مدمر ميانمار في 28 مارس/آذار، بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، مما أسفر عن مقتل وإصابة وفقدان آلاف الأشخاص. انتشرت مشاهد الدمار في جميع أنحاء المناطق التي شهدت الزلزال مع انهيار عدد من المباني، وسماع صرخات الاستغاثة وسط الغبار، وترددت أصوات صفارات الإنقاذ.
وفي هذا السياق، لا تبدو فيتنام خارج الصورة. وبروح "الإنسانية بلا حدود" و"الولاء في أوقات الشدة"، تم إرسال قوة إنقاذ خاصة على وجه السرعة إلى ميانمار، وهي لا تحمل معدات إنقاذ حديثة فحسب، بل تحمل أيضًا روح المشاركة غير المشروطة من جانب الشعب الفيتنامي.
رجال الإنقاذ الفيتناميون يقتربون من موقع الزلزال في ميانمار. الصورة: لي هوانغ |
بعد يومين فقط من كارثة الزلزال، في 30 مارس/آذار، وصلت مجموعة عمل خاصة تضم 80 جنديًا من جيش الشعب الفيتنامي و26 ضابطًا وجنديًا من الأمن العام الشعبي إلى المنطقة المتضررة بشدة في ميانمار.
هذا ليس مجرد فريق إنقاذ عادي، بل هو تجسيد للذكاء والانضباط والشجاعة والرحمة التي يتسم بها الشعب الفيتنامي. وشملت القوات المشاركة ضباط القيادة والطاقم الطبي وجنود الإنقاذ النخبة من سلاح الهندسة؛ الضباط والموظفين والكلاب الخدمية المدربة من حرس الحدود؛ فرق الوقاية من الحرائق ومكافحتها والإنقاذ والاستجابة للطوارئ والخبراء ذوي الخبرة الفنية العالية من وزارة الأمن العام. وتم حشد جميعها على وجه السرعة، وتنسيقها عن كثب، وهي تحمل أطنانًا من مواد الإغاثة والأدوية والمعدات الحديثة لخدمة البحث عن الناجين والدعم الإنساني.
ولم يقدم فريق الإنقاذ المساعدة فحسب، بل أظهر أيضًا الحضور القوي لفيتنام في المهمة الإنسانية العالمية. ويؤكد هذا الإجراء بوضوح السياسة الخارجية الاستباقية والمسؤولة والنشطة للحزب والدولة والشعب الفيتنامي.
وفي مواجهة الكارثة والدعوة التي أطلقها شعب ميانمار، لم تشارك فيتنام بالكلمات فحسب، بل شاركت أيضًا بالأفعال الملموسة والعملية والمنظمة والمنضبطة. إنه تبادل يتجاوز كل الاختلافات الجغرافية والثقافية والدينية، ويخلق صورة جميلة للتضامن الدولي.
خلال عملية الإنقاذ في ميانمار، اندفع الضباط والجنود الفيتناميون إلى قلب الأنقاض، حيث واجهوا المخاطر الكامنة بسبب الخرسانة المتشققة والأرض غير المستوية وظروف الطقس القاسية. ومع ذلك، فهم ليسوا وحيدين في مهمتهم، لأن روح "لا أحد يتخلف عن الركب" هي أمر من القلب. إن انتشال الأطفال من بين الأنقاض، وكبار السن الذين يتلقون الحبوب ورشفات الماء من أيدي القوات الفيتنامية ــ كل هذا دليل حي على القيمة النبيلة للروح الإنسانية في العصر الجديد.
"لا أحد يتخلف عن الركب"
ولا تتوقف فيتنام عند الشعور بالمسؤولية فحسب، بل أظهرت أيضاً قدرتها على تنظيم وتشغيل ونشر مهام الإنقاذ وفق المعايير الدولية. لأن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها جيش الشعب الفيتنامي والأمن العام الشعبي بمهام دولية لدعم الإغاثة من الكوارث. إن قوات الإنقاذ تؤدي مهامها دائمًا على أكمل وجه، مما يترك انطباعًا جيدًا لدى البلد المضيف والمجتمع الدولي.
رجال الإنقاذ الفيتناميون يساعدون في البحث عن الضحايا بعد الزلزال. الصورة: لي هوانغ |
إن وجود قوات الإغاثة الفيتنامية في ميانمار ليس لإنقاذ الناس فحسب، بل أيضاً لتأكيد مكانة فيتنام وقدرتها في التعاون الدفاعي الدولي. إن صورة قوات الإنقاذ الفيتنامية التي تعمل على إنشاء معسكرات ميدانية بشكل عاجل، وتستخدم معدات حديثة للبحث عن علامات الحياة، وتنسق بسلاسة مع قوات الإنقاذ الدولية، تشكل تأكيداً قوياً على أن فيتنام ليست مستعدة للمشاركة فحسب، بل لديها أيضاً القدرة على المساهمة في بعثات حفظ السلام والإنسانية العالمية.
إن الإجراءات التي اتخذتها فيتنام في الوقت المناسب والمسؤولة للغاية تشكل أيضًا دعوة للعالم للقيام بدور التضامن والمشاركة في الأوقات الصعبة. في عالم متزايد التقلب، فإن توسيع التعاون ودعم بعضنا البعض عند وقوع الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الأوبئة هو السبيل الوحيد لبقاء البشرية في سلام والتطور بشكل مستدام. ومن ثم فإن الدعم الإنساني الذي تقدمه فيتنام إلى ميانمار ليس مجرد بادرة حسن نية، بل هو أيضا التزام بالمسؤولية أمام المجتمع الدولي - فيتنام استباقية وإنسانية وإيجابية وجاهزة للمساهمة.
كل مصافحة بين فريق الإنقاذ الفيتنامي وفريق الإنقاذ الميانماري، كل نظرة امتنان، كل دمعة من الأشخاص الذين تم إنقاذهم هي اتصال يتغلب على كل الحواجز.
"لن نترك أحدًا خلفنا" ليس مجرد شعار. وهذا هو الالتزام والعمل والدم والعرق الذي بذلته قوات الإنقاذ الفيتنامية في المنطقة المتضررة من الزلزال. وهذه الإجراءات المحددة والمسؤولة هي التي تؤكد تدريجيا أن فيتنام لا تتكامل فحسب، بل تساهم أيضا في بناء عالم آمن وإنساني ورحيم.
وفي حديثه لمراسلي صحيفة كونغ ثونغ، قال السيد نجوين فان هوان، وهو جندي سابق (من منطقة فونغ ماي، هانوي)، إن صورة فريق الإنقاذ الفيتنامي المغادر إلى ميانمار جعلته عاطفيًا للغاية وفخورًا. إن هذا العمل ليس مجرد مساعدة مادية فحسب، بل هو أيضًا مصدر عظيم للتشجيع الروحي، ويعطي القوة لشعب ميانمار للتغلب على الأوقات الصعبة.
قال السيد هوان: " إن دعم فيتنام الصادق وفي الوقت المناسب سيخفف من آلام الخسارة، ويساعد شعب ميانمار على استقرار حياته وإعادة بناء البلاد. وهذا أيضًا دليل على الصداقة الطيبة والتضامن بين شعبي فيتنام وميانمار ".
بحلول 5 أبريل، ارتفع عدد القتلى جراء الزلزال الذي ضرب ميانمار في 28 مارس إلى أكثر من 3300 شخص. وذكرت وسائل إعلام محلية أن عدد المصابين بلغ 4850 شخصا، بينما لا يزال 220 آخرون في عداد المفقودين. وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، انهار نحو 500 مبنى بشكل كامل، وتضرر 800 مبنى آخر بشكل جزئي، مما خلق تحديات هائلة لفرق الإنقاذ والرعاية الطبية. |
المصدر: https://congthuong.vn/cuu-ho-dong-dat-myanmar-khong-ai-bi-bo-lai-phia-sau-381686.html
تعليق (0)