قال السفير الفيتنامي لدى الولايات المتحدة نجوين كووك دونج إن زيارة الرئيس جو بايدن ستساعد في فتح فصل جديد في العلاقات الثنائية مع العديد من مجالات التعاون المعزز.
وقال السفير الفيتنامي لدى الولايات المتحدة نجوين كووك دونج في مقابلة نشرتها وزارة الخارجية اليوم: "منذ تطبيع العلاقات بين البلدين في عام 1995، زار رؤساء الولايات المتحدة الحاليون فيتنام. وتواصل زيارة الرئيس جو بايدن المقبلة لفيتنام هذا "التقليد" الرائع".
قال السفير نجوين كووك دونج إن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فيتنام يومي 10 و11 سبتمبر هي حدث "ذو مغزى خاص"، حيث تأتي في سياق احتفال البلدين بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الشراكة الشاملة. وستساهم الزيارة في خلق المزيد من الإطار والزخم للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، بروح الاتفاق الذي اتفق عليه الأمين العام نجوين فو ترونج والرئيس بايدن خلال مكالمتهما الهاتفية في 29 مارس/آذار.
وقال السفير نجوين كووك دونج إن الرئيس بايدن سيجري خلال الزيارة محادثات ويلتقي بالأمين العام نجوين فو ترونج وكبار القادة الفيتناميين. وسوف يقوم البلدان بمراجعة الشراكة الشاملة وتحديد الاتجاهات للفترة المقبلة.
وقال السفير نجوين كووك دونج: "إن هذا من شأنه أن يفتح فصلا جديدا في العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة، في حين يخلق ظروفا موضوعية أكثر ملاءمة لفيتنام لتؤكد تدريجيا مكانة أعلى في سلسلة القيمة الإقليمية والعالمية". ومن المنتظر أيضًا أن يجتمع الجانبان مع شركات التكنولوجيا وتوقيع العديد من الاتفاقيات والعقود الاقتصادية المهمة التي قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.

السفير الفيتنامي لدى الولايات المتحدة نجوين كووك دونج. الصورة: سفارة فيتنام في الولايات المتحدة
من جانبه، أكد السيد نجوين كووك دونج أن التعاون بين فيتنام والولايات المتحدة يتطور بشكل متزايد في المجالات المتعلقة بالتنمية الاقتصادية الخضراء والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا العالية. ووقع الجانبان العديد من مذكرات التفاهم وحافظا على قنوات الحوار في مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة والعلوم والتكنولوجيا.
وقعت الولايات المتحدة وعدة دول أخرى على شراكة التحول العادل للطاقة (JETP)، والتي من المتوقع أن تحشد 15.5 مليار دولار من مصادر مختلفة لدعم انتقال فيتنام إلى الطاقة الخضراء والتنمية الاقتصادية.
وبحسب السفير فإن زيارة الرئيس بايدن ستساهم في تعزيز التعاون الثنائي في هذه المجالات في ثلاثة اتجاهات رئيسية. أولا، سيعمل الجانبان على تحديد أولويات التعاون بشكل أكثر وضوحا في التكنولوجيا العالية والذكاء الاصطناعي وشبكات الاتصالات وما إلى ذلك. ثانيا، يخطط البلدان لإطلاق عدد من مبادرات وآليات التعاون المحددة في مجال أشباه الموصلات وتدريب الموارد البشرية ذات التكنولوجيا الفائقة.
ثالثا، خلال الزيارة، ستوقع الوكالات والشركات من كلا الجانبين عددا من مذكرات التفاهم والاتفاقيات، مما يشكل أساسًا للمساعدة في تعزيز التنمية الأقوى في فيتنام في الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا العالية.
إلى جانب التعاون السياسي والاقتصادي، اعتبر السفير أن التغلب على عواقب الحرب يعد أحد النقاط المضيئة في العلاقات الثنائية. منذ عام 2018، استثمرت الولايات المتحدة مالياً وفنياً لاستكمال عملية تنظيف مطار دا نانغ من مادة الديوكسين، والتزمت بتخصيص المزيد من الموارد لتسريع عملية التنظيف في مطار بين هوا. وفي الوقت نفسه، تعهدت الولايات المتحدة أيضًا بتخصيص المزيد من الموارد لفيتنام للبحث عن الجنود المفقودين في المعارك والتعامل مع القنابل والألغام المتبقية.
وفيما يتعلق بالتبادل الشعبي، قال السفير نجوين كووك دونج إن هناك حاليا نحو 25 ألف طالب فيتنامي يدرسون في الولايات المتحدة. هذا العام، ارتفعت فيتنام إلى المركز الخامس على مستوى العالم وتستمر في تأكيد مكانتها الرائدة في رابطة دول جنوب شرق آسيا في عدد الطلاب الذين يدرسون في الخارج في الولايات المتحدة.
وخلال زيارة الرئيس بايدن، ستطلق الدولتان أيضًا العديد من المبادرات في مجال تدريب الموارد البشرية وتوفير المنح الدراسية للطلاب الفيتناميين للدراسة في الولايات المتحدة.

10 سنوات من الشراكة الشاملة بين فيتنام والولايات المتحدة. انقر لرؤية التفاصيل
وقال السفير نجوين كووك دونج إن العامل الأكثر أهمية في خلق التطور الإيجابي للعلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة هو أن هذه العلاقة تعكس وتلبي المصالح المشتركة للبلدين وكذلك المنطقة. وهذا أيضًا هو نتيجة لرؤية وتصميم ومساهمات أجيال عديدة من القادة والشعبين في البلدين.
بعد ما يقرب من 40 عامًا من التجديد، أصبحت فيتنام دولة متوسطة الحجم ذات اقتصاد يحتل المرتبة 36 من حيث الحجم في العالم، وتشارك في 16 اتفاقية للتجارة الحرة إقليمية وعالمية، ودخلت مجموعة الاقتصادات الثلاثين ذات أكبر قيمة تصدير في العالم، وتلعب دورًا نشطًا بشكل متزايد في العديد من المؤسسات المتعددة الأطراف الإقليمية والدولية.
وقال السفير "إن الاقتصاد الصاعد للبلاد، والسوق التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، والمكانة المتنامية هي عوامل مهمة تجعل الشركاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، يقدرون العلاقات مع فيتنام ويرغبون في تطويرها".
وهناك عامل آخر يتمثل في التنفيذ المتسق والفعال للسياسة الخارجية القائمة على الاستقلال والاعتماد على الذات والتعددية والتنويع والصداقة والشريك الموثوق به والعضو المسؤول في المجتمع الدولي، مما أدى إلى تطور قوي في العلاقات بين فيتنام والدول الأخرى بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص.
أعرب السفير نجوين كووك دونج عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الفيتنامية الأمريكية، استناداً إلى التقدم والإنجازات التي حققتها الدولتان، وإمكانات وتطلعات شعبي البلدين، والأطر الجديدة التي سيخلقها زعماء البلدين خلال زيارة الرئيس بايدن .
وأكد السفير أن "التاريخ أثبت أنه عندما تتطور العلاقات بين فيتنام والولايات المتحدة بشكل إيجابي ومستقر، فإن ذلك لا يخدم المصالح العملية لشعبي البلدين فحسب، بل يتوافق أيضًا مع اتجاه السلام والتعاون والتنمية، مما يساهم بشكل إيجابي في تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان، فضلاً عن الحفاظ على الاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة بأكملها والعالم".
فينكسبريس.نت
تعليق (0)