القفزات، المعروفة علميًا باسم Humulus lupulus، هي نبات متسلق من عائلة القنب. لقد تم استخدامه في إنتاج البيرة منذ القرن السابع عشر، حيث لعب دورًا مهمًا في خلق المرارة ورائحة البيرة المميزة.
قام الخبراء في معهد أبحاث التغير العالمي التابع للأكاديمية التشيكية للعلوم مؤخرًا بدراسة تأثير تغير المناخ على جودة وكمية نبات القفزات.
وبحسب هذا العمل، فإن كمية ونوعية ومحتوى الأحماض ألفا في نبات القفزات في عام 2050 قد تنخفض بشكل كبير. ويؤدي هذا إلى ارتفاع تكلفة البيرة، أو إجبار مصانع الجعة على تغيير أساليب التخمير الخاصة بها.
وقد تنخفض غلة نبات القفزات بنسبة تتراوح بين 4 و18 في المائة، كما قد ينخفض محتوى حمض ألفا (الذي يعطي نبات القفزات نكهته ورائحته المميزة) بنسبة تتراوح بين 20 و31 في المائة على مدى السنوات الـ27 المقبلة، بسبب المناخات الأكثر حرارة وجفافاً.
تعتبر نباتات القفزات مهمة جدًا لصناعة البيرة. (مصدر الصورة: جوجل)
وللوصول إلى هذا الاستنتاج، ركز الباحثون على بيانات من عام 1970، وتوقعوا بيانات حتى عام 2050 في 90% من مناطق زراعة القفزات الرئيسية في العالم، وخاصة في ألمانيا وجمهورية التشيك وسلوفينيا.
ووجد الباحثون أن تغير المناخ يتسبب في نضج نبات القفزات قبل حوالي 20 يومًا من متوسط وقت النضج قبل عام 1994. كما ينخفض إنتاج نبات القفزات بنحو 2 طن سنويًا. انخفض محتوى حمض ألفا في نبات القفزات بنحو 0.6% عند مقارنة البيانات قبل عام 1994 وبعده. وهذا يوضح تأثيرًا معينًا لتغير المناخ على جودة نبات القفزات وإنتاجيته.
وقال ميروسلاف ترنكا، الخبير في معهد أبحاث التغير العالمي التابع للأكاديمية التشيكية للعلوم، لصحيفة الغارديان: "من المؤكد أن سلوك وعادات شاربي البيرة ستتأثر بتغير المناخ". بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الدراسة أيضًا أن الانخفاض الكبير في إنتاج ونوعية نبات القفزات بحلول عام 2050 من شأنه أن يشكل تهديدًا لصناعة البيرة العالمية .
إن التدهور في جودة وكمية نبات القفزات الناجم عن المناخ يتطلب اتخاذ تدابير تكيف فورية. (مصدر الصورة: جوجل)
ولمعالجة هذه المشكلة، أوصى الباحثون باتخاذ تدابير عاجلة لضمان مستقبل صناعة التخمير.
وتتضمن الدراسة نهجًا جديدًا يجمع بين البيانات من نماذج الطقس لتحليل كيفية تأثير تغير المناخ على نباتات القفزات في أوروبا من عام 1970 إلى عام 2050. وخلال هذه الفترة، قد ترتفع درجات الحرارة المتوسطة بمقدار 1.4 درجة مئوية وقد ينخفض هطول الأمطار بمقدار 24 ملم.
يقول أندرياس أورنهامر، وهو مزارع نبات القفزات في شبالت، جنوب ألمانيا، إن إجمالي هطول الأمطار على حقول القفزات الخاصة به لم يتغير إلا قليلاً، لكن المشكلة الآن هي أن المطر لا يأتي في الوقت المناسب. لذا، توصل إلى نظام ري مبتكر لرعاية نبات القفزات، في حالة هطول الأمطار في الوقت الخطأ.
يقول أندرياس أورنهامر: " سوف نواجه مشكلة كبيرة إذا لم نتمكن من ري نباتات القفزات بشكل كافٍ".
وباختصار، سيتعين على مزارعي نبات القفزات أن يبذلوا جهدا أكبر لضمان الجودة، والإنتاج المستمر للقفزات، والمعايير العالية لتزويد صناعة البيرة، حسبما قال ميروسلاف ترنكا، الخبير في معهد أبحاث التغير العالمي.
HUYNH DUNG (المصدر: Interestingengineering/Nature)
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)