من عادة والدي الاستيقاظ مبكراً. في الساعة الرابعة والنصف صباحًا، وبينما كانت العائلة بأكملها لا تزال غارقة في النوم، استيقظ الأب. لا حاجة للإنذار. نفس الشيء كل صباح. بغض النظر عن برودة الشتاء أو الرذاذ، لا يزال والدي يرتدي بانتظام سترة واقية من الرياح وخوذة من القش وحذاءً ويخرج من المنزل لممارسة الرياضة.
في الماضي، عندما لم تكن الهواتف الذكية موجودة، كان والدي يحمل معه جهاز راديو صغير. لا أزال أتذكر بوضوح الراديو الرمادي الفضي، الذي كان بحجم يد شخص بالغ، وحزامه المصنوع من القماش البالي. يمشي الأب وهو يستمع إلى الموسيقى أو الأخبار. بدا لي أن هذا الصوت الثابت يلاحقني طوال طفولتي، مختلطًا بصوت صياح الديكة، وصوت الريح التي تهب عبر أشجار التنبول... قبل بضع سنوات، تحول والدي إلى استخدام الهاتف. كل صباح، يقوم والدي بتشغيل البودكاست، ويستمع إلى القنوات التي تتحدث عن الصحة والعافية ومهارات الحياة أو القصص الإيجابية. ذات يوم، أثناء تناول العشاء، أخبر والدي العائلة بأكملها عن تمارين التنفس العميق التي تساعد على تقوية الرئتين، وعن اتباع نظام غذائي متوازن، أو عن طبيب عجوز متفانٍ في مكان ما في المنطقة الوسطى. لقد استمعنا وضحكنا معًا على شغف والدنا. لكن في أعماقه، يشعر الجميع بالدفء والإعجاب به سراً، لأنه في سن الستين، لا يزال يتعلم ويحافظ على عادات صحية بشكل مستمر.
كان والدي يقول دائمًا: "إن لم تمارس الرياضة، فلن تملك القوة الكافية لعيش حياة صحية. إن كنت في الأربعين من عمرك فقط وتشكو من آلام في ركبتيك وظهرك، فكيف ستعيش حياة سعيدة وأنت في الستين أو السبعين؟" سمعت هذا القول بخفة عندما كنت طفلاً ولكن لم أنتبه إليه. ولم أتذكر كلمات والدي إلا عندما ذهبت إلى العمل وبدأ جسدي "يتحدث" في كل مرة يتغير فيها الطقس. لقد تبين أن الصحة ليست شيئاً يأتي بشكل طبيعي، بل هي شيء يحتاج إلى رعاية من خلال نمط حياة معتدل كل يوم.
عندما عدت إلى مسقط رأسي، هطلت الأمطار لعدة أيام. في الصباح الباكر، بينما كنت لا أزال متكوّرا في السرير، رأيت ظل والدي يلوح في الفناء، يحمل مظلة، ويسير ببطء خارج الزقاق. صرخت: "إنها تمطر، ولكنك ستستمر في ممارسة الرياضة يا أبي؟" ابتسم أبي وقال: "كلما تقدمت في العمر، زادت الحاجة إلى ممارسة الرياضة بانتظام. إذا كنت كسولاً في يوم، فسيشعر جسمك بالخمول في اليوم التالي."
أحيانًا أفكر، ربما أن هذه العادة هي طريقة والدي في حب عائلته. حب ليس صاخبًا، وليس متكلفًا، بل دائم وثابت. الأب لا يتحدث كثيرًا وليس جيدًا في التعبير عن مشاعره. لكن من خلال الحفاظ على صحته، وعيش حياة معتدلة ومتفائلة، فقد تحمل بهدوء دوره في الأسرة - مثل عمود صامت ولكن ثابت.
ذات يوم لم أستطع النوم فاستيقظت مبكرا. ولم يكن الفجر قد أشرق بعد، وكانت الساحة لا تزال مغطاة بالندى. من خلال النافذة رأيت والدي. كان الأب واقفا في منتصف الفناء، يمد ذراعيه، ويأخذ نفسا عميقا، ثم يتجول بهدوء حول الفناء كما لو كان يتجول في مساحته الخاصة. لا يوجد أضواء. لا يوجد صوت. رجل واحد فقط يعيش صباحًا هادئًا. لقد كنت صامتا. لأول مرة، لم أعد أرى ذلك كعادة، بل كجمال. يأتي الجمال من الانتظام، ومن روح العناية الاستباقية بنفسك وبمن تحب.
ومنذ ذلك اليوم، بدأت أيضًا في ممارسة الاستيقاظ مبكرًا، لإنشاء عادة لنفسي. أحيانًا أتجول بضع مرات، وأحيانًا أجلس على الشرفة أقرأ بضع صفحات من كتاب، وأراقب ضوء الشمس الصباحي ينتشر على الحائط وأستنشق رائحة العشب بعد المطر. عادة صغيرة، لكنها كافية لتجعلني أتذكر والدي كل صباح.
انتشرت عادات الأب تدريجيا إلى الأشخاص في المنزل. استيقظت أمي أيضًا مبكرًا لإعداد الشاي ثم مشت بضع لفات مع أبي. بدأت أنا وأختي في الاهتمام أكثر بالأكل وتمارين التنفس والنوم المبكر. لم يخبر أحد أحدًا، فقط أشعر وتكيف. ربما كان إصرار والدي هو الذي ألهمني، بهدوء ولكن بقوة.
إن العادة التي ظل الأب يحافظ عليها لسنوات طويلة أصبحت فجأة ذكرى عظيمة في قلوب الأطفال. وأعلم أنه في يوم من الأيام عندما لن أسمع صوت الباب يُفتح بهدوء كل صباح، ولن أرى صورة والدي وهو يمشي ببطء في الفناء، فإن قلبي سوف يتألم من الشوق إليه. لكن الآن، عندما لا يزال والدي موجودًا مع عاداته اليومية البسيطة، نشعر بسعادة غامرة وحظ، لأنه علمنا كيف نعيش بقوة ومرونة وكيف نحب أنفسنا.
مرحبا بالحب، الموسم الرابع، تحت عنوان "الأب" تم إطلاقه رسميًا في 27 ديسمبر 2024 على أربعة أنواع من الصحافة والبنية التحتية الرقمية للإذاعة والتلفزيون وصحيفة Binh Phuoc (BPTV)، واعدًا بإيصال القيم الرائعة للحب الأبوي المقدس والنبيل إلى الجمهور. |
المصدر: https://baobinhphuoc.com.vn/news/19/171573/thoi-quen-cua-ba
تعليق (0)