من الأمل الساطع في كرة القدم البرازيلية إلى رمز الموهبة المهدرة، عاد نيمار إلى وطنه بعد صفقة فاشلة في الهلال السعودي. ولكن هل هذه ولادة جديدة أم أنها مجرد نهاية هادئة لمسيرة مهنية لم تصل أبدًا إلى المرتفعات المتوقعة؟
العودة ليست خيارا بل أمر لا مفر منه
يقولون "لا تعود أبدًا إلى المكان الذي أتيت منه"، لكن في بعض الأحيان، يكون هذا هو السبيل الوحيد المتبقي. بعد 18 شهراً فقط من انضمامه إلى الهلال في عقد ضخم، قرر نيمار والنادي السعودي إنهاء عقده، مما يسمح له بالعودة إلى سانتوس - حيث بدأ حلمه.
كم تكلفة هذه الصفقة؟ 322 مليون جنيه إسترليني مقابل سبع مباريات وثلاث تمريرات حاسمة وهدف واحد. ودفع الهلال 77 مليون جنيه إسترليني كرسوم انتقال، بالإضافة إلى 2.5 مليون جنيه إسترليني أسبوعيًا، وانتهى به الأمر إلى عدم الحصول على أي شيء تقريبًا في المقابل.
مرة أخرى، أصبحت مسيرة نيمار محاطة بالندم. من موهبة رائعة، أصبح رمزا لما هو خاطئ في كرة القدم الحديثة - حيث يحول المال والشهرة والتوقعات المفرطة اللاعب الرائع إلى متجول ضائع.
قصة نيمار هي أكثر من مجرد مسيرة كرة قدم. إنها مأساة كرة القدم الحديثة - حيث لا يتعين على اللاعب أن يتحمل ضغوط ملايين المشجعين فحسب، بل أيضًا ضغوط صناعة كرة القدم بأكملها التي تبحث دائمًا عن "خليفة".
البرازيل بحاجة إلى بيليه جديد. العالم يحتاج إلى خليفة لميسي. وهكذا، عندما تألق نيمار بقميص سانتوس وساعد النادي على الفوز بكأس ليبرتادوريس 2011، اعتقد الجميع أن هذا الصبي هو مصير كرة القدم العالمية.
ولكن كلما كان التوقع أكبر، كلما كان الإحباط أعمق. لقد تم تدليل نيمار كثيرًا في وقت مبكر لدرجة أن المبادئ الأساسية لكرة القدم لم تنطبق عليه.
وكان أحد الأمثلة النموذجية في عام 2010، عندما رفض نيمار منح ركلة الجزاء لزميله في الفريق، ودخل في جدال حاد مع المدرب دوريفال جونيور. وعندما اقترح هذا المدرب عقوبة داخلية، تم طرده على الفور من قبل النادي.
ويمنح الحكام في الدوري البرازيلي الوطني أيضًا نيمار حماية خاصة. ولكن عندما خطى خطوة نحو أرض الملعب في بطولة كوبا أمريكا 2011، لم يسمح له المدافعون المخضرمون من فنزويلا وباراجواي باللعب بحرية. نيمار أصبح مشوشًا عندما لم يحصل على قرارات إيجابية كما في السابق.
انتقد لاعب الوسط السابق كارلوس كاساجراندي صحيفة "جلوبو" علنًا ذات مرة: "إنه دائمًا محور كل شيء. يبدو أن نيمار نسي أن كرة القدم هي رياضة جماعية".
وبعد ذلك، تكررت الصورة. كأس العالم 2014، 2018، 2022، نيمار لا يزال محور الاهتمام، لا يزال يتألق في كل لحظة، لكن البرازيل تنهار دائمًا عندما تصل التوقعات إلى ذروتها.
من برشلونة إلى باريس سان جيرمان - نقطة التحول والسقوط المؤلم
في عام 2013، غادر نيمار سانتوس للانضمام إلى برشلونة، مما خلق صفقة أحاطت بها فضيحة مالية. وكان من المعتقد أن برشلونة دفع 57.1 مليون يورو فقط، لكن السلطات الإسبانية اكتشفت لاحقا أن الرقم الحقيقي يصل إلى 86.2 مليون يورو، منها 45 مليون يورو تذهب إلى جيوب والدي نيمار.
وأجبرت الفضيحة الرئيس ساندرو روسيل على الاستقالة، مما مهد الطريق لجوسيب ماريا بارتوميو، الذي دفع برشلونة إلى أزمة مالية غير مسبوقة.
لم يكن الموسم الأول لنيمار في إسبانيا سلسًا، لكنه بعد ذلك، إلى جانب ميسي - سواريز - نيمار (MSN)، نجح في خلق أحد أقوى الهجمات في التاريخ، مما ساعد برشلونة على الفوز بالثلاثية في موسم 2014/2015. لكن بدلاً من الاستمرار في لعب دور "وريث" ميسي، غادر نيمار برشلونة فجأة في عام 2017، بعد أن وافق على أن يصبح أغلى عقد في التاريخ مع باريس سان جيرمان (222 مليون يورو).
سبب؟ تريد الهروب من ظل ميسي والفوز بالكرة الذهبية. لكن تبين أن هذا كان أكبر خطأ في مسيرة نيمار.
باريس سان جيرمان لا يستطيع الفوز بدوري أبطال أوروبا رغم وجود الثلاثي نيمار - مبابي - ميسي. يستمر نيمار في التعرض للإصابات في الأوقات الأكثر أهمية. لقد فقد شغفه بكرة القدم تدريجيا، وأصبح رمزا تجاريا أكثر من كونه لاعبا.
وأخيرا، شعر باريس سان جيرمان بالإحباط أيضا. أبدوا استعدادهم لرحيل نيمار في صيف 2023، ويظهر الهلال بعرض ضخم.
في الهلال كانت الأمور أسوأ من المتوقع. تعرض نيمار للإصابة على الفور تقريبًا، ولم يظهر إلا في سبع مباريات قبل أن يتم إنهاء عقده.
السؤال هو: لماذا أتيت إلى السعودية؟ من أجل المال؟ من أجل الشهرة؟ أم أن السبب هو ببساطة عدم وجود خيار آخر؟ بغض النظر عن ذلك، فإن هذا هو الفصل الأكثر ظلمة في مسيرة نيمار.
ماذا الآن؟ هل التناسخ ممكن؟ وافق نيمار على خفض راتبه بنسبة 99% للعودة إلى سانتوس - لكنه لا يزال يحصل على 2.125 مليون جنيه إسترليني أسبوعياً من الهلال.
ويعتبر هذا القرار بمثابة إشارة إيجابية. ربما يجد نيمار متعة كرة القدم مرة أخرى. ربما أراد الهروب من دوامة الشهرة والمال. أو ربما، بعد كل شيء، نيمار يريد فقط إنهاء مسيرته حيث بدأ الحلم. لكن هناك أمر واحد مؤكد، وهو أن نيمار لم يعد ذلك الشاب الموهوب الذي كان عليه في السابق.
عاد نيمار إلى سانتوس ليس باعتباره "لاعب العالم المستقبلي"، بل كرجل مستهلك بكرة القدم، منهك، ويبحث عن السلام النهائي.
ربما يعود سانتوس إلى الحياة. وربما يكون هذا مجرد فصل أخير هادئ من مسيرة مهنية كان من الممكن أن تكون أعظم بكثير. هل يتمكن نيمار من العثور على نفسه مرة أخرى، أم أن هذه نهاية عبقرية لم تصل إلى حد الكمال أبدًا؟
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://vtcnews.vn/noi-tiec-nuoi-mang-ten-neymar-ar923422.html
تعليق (0)