اختتمت الدورة الثالثة للجنة الوطنية الرابعة عشرة للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني رسميا يوم الثلاثاء، مما يمثل أحد أهم الأحداث السياسية في الصين هذا العام.
ولا تشكل هاتان الاجتماعان أهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد والسياسة في الصين فحسب، بل إنهما يجذبان أيضا اهتماما خاصا من جانب المجتمع الدولي، مما يعكس مكانة الصين المتزايدة الأهمية على الصعيد العالمي. قام أكثر من 3000 صحفي محلي وأجنبي بتغطية الحدث، مما يدل على زيادة كبيرة في الاهتمام الإعلامي.
وحضر الرئيس الصيني شي جين بينج وقادة آخرون الجلسة في قاعة الشعب الكبرى في بكين. الصورة: وكالة أنباء شينخوا
لماذا يهتم العالم؟
والسبب الرئيسي وراء جذب هذين الاجتماعين للاهتمام العالمي هو أن القرارات المتخذة لا تؤثر على الصين فحسب، بل لها أيضا تأثير كبير على الاقتصاد والسياسة العالميين.
مع هدفها بتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5% في عام 2025، تواصل الصين إظهار التزامها بالحفاظ على التنمية المستدامة على الرغم من التحديات التي تواجهها السوق العالمية.
وبالإضافة إلى ذلك، تشكل هاتان الدورتان فرصة للعالم لمراقبة نموذج الحكم في الصين وكيفية ضمانه للاستقرار في سياق الاقتصاد العالمي الذي يواجه العديد من التقلبات.
في حين تعاني العديد من الدول الغربية من ارتفاع معدلات التضخم وتباطؤ النمو، حافظت بكين على سيطرتها الصارمة على اقتصادها مع مواصلة سياسات الإصلاح الرامية إلى جذب الاستثمار الأجنبي.
التكنولوجيا وسبل العيش – موضوعان رئيسيان
وكان أحد أبرز ما يميز دورة هذا العام هو التركيز القوي على التكنولوجيا وتحسين حياة الناس. تعمل الصين على تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث يصل DeepSeek - وهو منتج ذكاء اصطناعي محلي الصنع - إلى أكثر من 30 مليون مستخدم نشط يوميًا.
وبالإضافة إلى ذلك، يتم تنفيذ مشاريع مثل الروبوتات لرعاية المسنين، وتطوير اقتصادات الأراضي المنخفضة، والاستثمار في الصناعات ذات التقنية العالية بشكل نشط، مما يساعد الاقتصاد الصيني على التحول نحو التحديث.
الالتزام بالانفتاح والتأثير العالمي
ومن بين النقاط البارزة الأخرى في الاجتماع التزام الصين بمزيد من الانفتاح أمام الاستثمار الأجنبي. وأعلنت الحكومة أنها ستزيل تماما القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع، في حين ستعمل أيضا على تخفيف قواعد الوصول إلى السوق في قطاعي الاتصالات والرعاية الصحية.
وبحسب حسابات بلومبرج المستندة إلى بيانات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن تساهم الصين بنحو 22% في النمو العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهو رقم أكبر من إجمالي حصة السوق لجميع دول مجموعة السبع مجتمعة. ويظهر هذا الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه للصين في تعافي الاقتصاد العالمي ونموه.
مع وجود ما يقرب من 3000 مندوب من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وأكثر من 2100 عضو في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني يمثلون مختلف مناحي الحياة، فإن الدورتين لا تعكسان الأولويات الاستراتيجية للصين فحسب، بل تعملان أيضًا كمنتدى لحكومة بكين لإرسال رسائل إلى العالم.
يمثل عام 2025 العام الأخير من الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025) وهو العام الذي تبدأ فيه الصين التخطيط الاستراتيجي للخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030). إن القرارات التي اتخذت في الدورتين هذا العام ستلعب دورا رئيسيا في تشكيل اتجاه التنمية في الصين في العقد المقبل.
هوآي فونج (وفقا لصحيفة جلوبال تايمز، وكالة أنباء شينهوا)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/noi-dung-hai-ky-hop-quan-trong-cua-trung-quoc-post337999.html
تعليق (0)