(NLDO) - في مكان مظلم وبارد للغاية في النظام الشمسي، فإن دليل أرييل حول وجود محيط من الماء السائل هو أمر مدهش تمامًا.
كشف قمر أورانوس أرييل، الذي سمي على اسم أحد الأرواح في الكوميديا المأساوية "العاصفة" لويليام شكسبير، عن علامات غير مباشرة على وجود محيط تحت الأرض في بيانات رصدية جديدة من تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
كانت العلامة المدهشة التي اكتشفها جيمس ويب هي الوجود غير المعتاد لجليد ثاني أكسيد الكربون على السطح، وخاصة بكثافة على "نصف الكرة المتأخر"، وهو الجانب الذي يواجه دائمًا بعيدًا في حركة القمر حول كوكبه الأم.
هذه الحقيقة مثيرة للدهشة لأنه مع درجة الحرارة الباردة لنظام أورانوس - بمعدل 2.9 مليار كيلومتر - يتحول ثاني أكسيد الكربون بسهولة إلى غاز ويتسرب إلى الفضاء.
افترض العلماء أن هناك شيئًا يزود سطح أرييل بثاني أكسيد الكربون.
قد يكون للقمر أرييل محيط تحت سطحه الجليدي، مع وجود أورانوس في الأفق - رسم توضيحي للذكاء الاصطناعي: آنه ثو
كانت هناك فكرة سابقة تؤيد فكرة أن التفاعلات بين سطح القمر والجسيمات المشحونة في الغلاف المغناطيسي لأورانوس تنتج ثاني أكسيد الكربون من خلال الاضمحلال الإشعاعي، حيث تتحلل الجزيئات بواسطة الإشعاع المؤين.
لكن فريق بحثي بقيادة علماء من مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز (الولايات المتحدة) وجد إجابة أخرى.
ونشر الفريق نتائجه في المجلة العلمية Astrophysical Journal Letters، وقال إنهم استخدموا تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة ناسا لجمع الأطياف الكيميائية للقمر، ثم قارنوها بأطياف الخلطات الكيميائية المحاكاة في المختبر.
وأظهرت النتائج أن أرييل يحتوي على أكبر الرواسب الغنية بثاني أكسيد الكربون في النظام الشمسي، ويقدر سمكها بنحو 10 ملم أو أكثر في النصف الخلفي من الكرة الأرضية.
ومن بين تلك الرواسب كان هناك اكتشاف محير آخر: الإشارات الواضحة الأولى لوجود أول أكسيد الكربون.
قال الدكتور ريتشارد كارترايت، المؤلف الرئيسي للدراسة: "لا ينبغي أن يكون موجودًا. يجب أن تنخفض درجة الحرارة إلى -243 درجة مئوية حتى يستقر أول أكسيد الكربون".
وفي الوقت نفسه، يبلغ متوسط درجة حرارة سطح أرييل حوالي -208 درجة مئوية، مما يشير إلى أن أول أكسيد الكربون هذا يجب أن يتم تجديده بشكل نشط.
قد تكون النشاط الإشعاعي لا يزال مسؤولاً عن بعض هذه الإضافات، لكن العديد من الأسئلة لا تزال قائمة حول الغلاف المغناطيسي لأورانوس ومدى تفاعله مع أقمار الكوكب.
حتى أثناء تحليق مركبة فوييجر 2 فوق أورانوس منذ ما يقرب من 40 عامًا، اشتبه العلماء في أن مثل هذه التفاعلات قد تكون محدودة لأن المحور المغناطيسي لأورانوس والمستوى المداري لأقماره غير متوافقين بما يصل إلى 58 درجة.
ولكي تكون هذه العناصر موجودة بالطريقة التي توجد بها على القمر الجليدي، فلا بد من وجود محيط من الماء السائل الذي من شأنه أن يغذي بعض العمليات الكيميائية، مما يدفع المواد المذكورة أعلاه إلى الخارج من خلال الشقوق في القشرة الجليدية أو الأعمدة البركانية.
وعلاوة على ذلك، تشير الملاحظات الطيفية الجديدة إلى أن سطح أرييل قد يحتوي أيضًا على معادن الكربونات، والتي لا يمكن أن تتشكل إلا من خلال تفاعل الماء السائل مع الصخور.
من المبكر جدًا أن نقول ما إذا كان هذا المحيط صالحًا للسكن أم لا، ولكن الماء السائل هو دائمًا مؤشر رئيسي على وجود حياة محتملة.
لذا فإن أرييل سيكون عالمًا مثيرًا للاهتمام لاستهداف البعثات الفضائية المستقبلية.
[إعلان 2]
المصدر: https://nld.com.vn/he-mat-troi-xuat-hien-mot-dai-duong-su-song-moi-196240729100924422.htm
تعليق (0)