حلم أصبح حقيقة

في رحلة الفوز بالتذاكر وحضور كأس العالم 2023، لا تعد المساعدة دوآن ثي كيم تشي بمثابة "اليد اليمنى" الفعالة للمدرب ماي دوك تشونغ فحسب، بل هي أيضًا بمثابة عمة وأخت قريبة للاعبين. في استذكارها لللحظة التي غنت فيها لاعبات فيتنام النشيد الوطني بفخر لأول مرة في أكبر مهرجان لكرة القدم النسائية على هذا الكوكب، عبرت كيم تشي عن مشاعرها قائلة: "كانت تلك لحظة العمر التي يرغب أي لاعب في الاستمتاع بها".

أجرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن لقاءً وديًا مع فريق كرة القدم النسائي الفيتنامي في 15 نوفمبر 2022، في هانوي. الصورة: نام خانه

بعد تركها ألعاب القوى، اتجهت كيم تشي إلى كرة القدم في سن التاسعة عشرة. متغلبة على الصعوبات والمصاعب، في 11 عامًا من المنافسة، حققت كيم تشي العديد من الألقاب مثل: 4 ميداليات ذهبية في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا، وبطولة جنوب شرق آسيا مرة واحدة، و4 كؤوس بطولة وطنية، والفوز بالكرة الذهبية للسيدات في فيتنام 4 مرات... صورة كيم تشي، على الرغم من اضطرارها إلى ارتداء ضمادة على رأسها بسبب الإصابة، لا تزال تلعب بمرونة وتتألق في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا 2009 ألهمت اللاعبات بقوة.

بعد تقاعدها، دخلت كيم تشي مهنة التدريب وحققت بسرعة نجاحًا كبيرًا مع نادي كرة القدم للسيدات في مدينة هوشي منه بحصولها على 7 بطولات وطنية وكأسين وطنيتين وميدالية ذهبية واحدة في المهرجان الرياضي الوطني. قالت كيم تشي: "عندما كنت لاعبة، كنت أنا وزملائي نبذل قصارى جهدنا، ولم نتخيل يومًا أن كرة القدم النسائية الفيتنامية ستشارك في كأس العالم. والآن، وقد حقق الجيل الشاب ذلك، فأنا فخورة بهم".

التقى رئيس الوزراء فام مينه تشينه مع فريق السيدات الفيتنامي بعد رحلته التاريخية في كأس العالم 2023. الصورة: كوي لونغ

في قائمة منتخب فيتنام لكرة القدم للسيدات المشارك في كأس العالم 2023، ساهم نادي كرة القدم للسيدات بمدينة هوشي منه بـ 6/23 لاعبة، بما في ذلك: تران ثي كيم ثانه، تشونج ثي كيو، تران ثي ثو ثاو، تران ثي ثو، نجوين ثي بيتش ثوي، تران ثي ثوي ترانج. في حين أن حارسة المرمى كيم ثانه حاولت دائمًا بذل قصارى جهدها للقيام بالعديد من التصديات الممتازة، إلا أن بيتش ثوي، على خط الهجوم، تركت ندمها على إضاعة فرصة التسجيل عندما واجهت حارسة مرمى فريق السيدات الهولندي. ومع ذلك، فإن الاستمتاع بأجواء كأس العالم مع اللاعبات لا يزال شعورًا لا يوصف. قال لاعب خط الوسط بيتش ثوي: "بالنظر إلى الماضي، ما زلت أعتقد أنني أحلم. لطالما كانت كأس العالم شرفًا ورغبةً لي."

تعتبر بيتش ثوي أكثر حظًا من العديد من الشباب لأنها تتلقى دائمًا التشجيع والدعم من عائلتها. ومع ذلك، عندما حققت النتائج المتوقعة، كان الشخص الذي أرادت بيتش ثوي إظهاره أكثر من أي شيء آخر هو والدها، لكنه لم يعد موجودًا. تتذكر بيتش ثوي: "نصحني والدي ذات مرة بأن "أحرق" نفسي بشغف، وألا أعود إلى الوراء وأندم على ضياع شبابي. في عام ٢٠١٤، عندما فشل المنتخب الفيتنامي للسيدات في التأهل لكأس العالم ٢٠١٥، شجعني والدي قائلاً: "لا تزال لديكِ فرصة للفوز بهذه التذكرة مع زميلاتكِ يومًا ما".

كان وصول فريق كرة القدم النسائي الفيتنامي إلى كأس العالم للمرة الأولى، وإثارة فخر ملايين المشجعين المحليين، بمثابة رحلة شاقة كان على اللاعبات أن يخوضنها. كانت هناك فترة أصيب فيها معظم أعضاء الفريق بفيروس كوفيد-19، وكان العديد من اللاعبات يعانين من ضيق في التنفس على أرض الملعب لأنهن حصلن للتو على نتائج سلبية لاختباراتهن، لكن فريق السيدات الفيتنامي تغلب على الصعوبات بانتصارات أسعدت الجماهير.

تحدث رئيس الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم، تران كووك توان، عن هذه الرحلة قائلاً: "قبل ثماني سنوات، أضاع المنتخب الفيتنامي للسيدات فرصة التأهل لكأس العالم بعد خسارته أمام تايلاند في تصفيات كأس العالم. ومنذ ذلك الحين، غيّر الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم استراتيجيته وركز بشكل أكبر على تدريب الناشئين، لا سيما مع تركيز دورات الاختيار الأولي للناشئات على التدريب طويل الأمد. وقد انضمت لاعبات من هذه الدورة التدريبية إلى تشكيلة المنتخب الفيتنامي للسيدات لكأس العالم 2023."

قيم لا يمكن قياسها

خلال زيارتها لفيتنام في أواخر عام 2022، أجرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن حوارًا مع أعضاء فريق كرة القدم النسائية الفيتنامي. وفي جو ودي، قالت السيدة جاسيندا أرديرن إنها كانت تأمل أن يتنافس فريق السيدات الفيتنامي في نيوزيلندا، وهذا ما حدث بالفعل، وأكدت: "سيتم الترحيب بفريق السيدات الفيتنامي بحرارة في نيوزيلندا للعب في كأس العالم 2023". كما التقى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز خلال زيارته إلى فيتنام في يونيو 2023، بفريق السيدات الفيتنامي وتفاعل معه. قبل انطلاق بطولة كأس العالم 2023، أقامت سفارتا نيوزيلندا وأستراليا في فيتنام حفل وداع لتشجيع المدرب ماي دوك تشونغ وفريقه قبل رحلتهم التاريخية.

خلال عملية الاستعداد لكأس العالم 2023، حظي فريق السيدات الفيتنامي باهتمام قادة الحزب والدولة، فضلاً عن الدعم من الرعاة. أطلق رئيس الوزراء فام مينه تشينه على لاعبات كرة القدم الوطنية لقب "فتيات الماس" في الرياضة الفيتنامية، حيث أظهرن موهبة وذكاء وصفات وإرادة وشجاعة الشعب الفيتنامي.

في هذه الأثناء، أشاد رئيس الجمعية الوطنية فونج دينه هوي بفريق كرة القدم النسائي الفيتنامي باعتباره ليس فقط فخرًا للرياضة والمسيرة الكروية في البلاد، بل أيضًا لمنطقة جنوب شرق آسيا بأكملها. وتعتبر اللاعبات من نسل با ترونج وبا تريو الجديرين بالثقة، حيث يواصلن تأكيد وتعزيز القيم التقليدية الجميلة للمرأة الفيتنامية في عملية الابتكار والتكامل الدولي.

منذ تأهله لكأس العالم 2023، حظي منتخب كرة القدم النسائي الفيتنامي باهتمام دولي. يتم تقييم مكانة وصورة كرة القدم النسائية الفيتنامية بشكل صحيح، مما يساعدنا على الاتصال بسهولة بالتدريب في أوروبا ولعب مباريات ودية مع الفرق الرائدة في العالم. ثم شهد يوم 22 يوليو/تموز 2023 حدثًا تاريخيًا: حيث تم رفع العلم الوطني الفيتنامي والنشيد الوطني وتشغيلهما لأول مرة في أكبر مهرجان لكرة القدم النسائية على هذا الكوكب.

حظيت المباراة بين فريق السيدات الفيتنامي وفريق الولايات المتحدة بتغطية إعلامية واسعة النطاق، حتى أنها بثت مباشرة على شاشة كبيرة في تايمز سكوير (نيويورك، الولايات المتحدة) - وهو المكان الذي تبلغ تكلفة مقطع فيديو إعلاني مدته 30 ثانية فيه 500 ألف دولار أمريكي (حوالي 12 مليار دونج). حققت المباراة رقماً قياسياً في عدد مشاهدي التلفاز في الولايات المتحدة (6.5 مليون)، وأصبحت ثاني أكبر حضور جماهيري لمباراة في نيوزيلندا بواقع 41 ألف مشجع (بعد مباراة نيوزيلندا والنرويج بواقع 42 ألف شخص).

يوضح الرسم البياني عدد اللاعبات اللاتي يتم تدريبهن في الأندية في عام 2023. الرسم البياني من إعداد هوونغ جيانج

في الأشهر الأخيرة، نشرت سلسلة من الصحف الكبرى ووكالات الأنباء الشهيرة مثل: نيويورك تايمز، سي بي إس سبورتس، الغارديان، سي إن إن، رويترز، وكالة فرانس برس... مقالات متزامنة تتعلق بفريق السيدات الفيتنامي. أثناء مشاهدته المباشرة لمباراة منتخب فيتنام للسيدات مع منتخب الولايات المتحدة بحضور رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم جياني إنفانتينو، تأثر رئيس الاتحاد الفيتنامي لكرة القدم، تران كووك توان، قائلاً: "إن مشاركة منتخب فيتنام للسيدات لكرة القدم في كأس العالم لا تُمثل خطوةً عظيمةً في مجال الخبرة فحسب، بل تُمثل أيضًا خطوةً مهمةً في نشر القيم الفيتنامية على الساحة الدولية. كما تُثبت أن الاستثمار في الرياضة عمومًا، وكرة القدم خصوصًا، ليس مسألة خبرة فحسب، بل هو أيضًا قضية استراتيجية في مسيرة التنمية الوطنية".

ومن الناحية المهنية، قال المدرب ماي دوك تشونغ إن كأس العالم 2023 فتحت فرصًا كبيرة لكرة القدم النسائية الفيتنامية للتبادل والتنافس مع فرق كرة القدم الرائدة في العالم. وأكد الاستراتيجي ماي دوك تشونغ أنه إذا لم نتمكن من الحصول على تذكرة التأهل لكأس العالم 2023، فقد نضطر إلى إنفاق الكثير من الأموال ولكننا لا نستطيع أن نكون متأكدين من لعب مباريات ودية مع فرق كبيرة مثل الولايات المتحدة وهولندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال.

في غضون ذلك، أكد السيد فان آنه تو، نائب الرئيس والأمين العام لاتحاد هانوي لكرة القدم: "لقد أحدثت مشاركة منتخب فيتنام لكرة القدم للسيدات في كأس العالم 2023 تأثيرًا كبيرًا على المجتمع. فقد أصبحت صورة اللاعبات الفيتناميات الشغوفات بكرة القدم، والراغبات في الوصول إلى الساحة العالمية، معروفة لدى ملايين الفيتناميين والجمهور الدولي. وكان لهذا أثر إيجابي على قطاعات أخرى من المجتمع، مما ساهم في تعزيز مكانة البلاد. وأصبحت اللاعبات قدوة للشباب، وخاصة الفتيات، للسعي وراء شغفهن بثقة".

حصل كل لاعب من منتخب فيتنام لكرة القدم للسيدات، المشارك في كأس العالم 2023، على 30 ألف دولار أمريكي (حوالي 700 مليون دونج) من الاتحاد العالمي لكرة القدم. لقد ساعد المبلغ المذكور أعلاه العديد من اللاعبات على تغيير حياتهن، وحققت بعض اللاعبات أمنيتهن في الحصول على المال لإعطائه لوالديهن لبناء منزل جديد. وتفتح بطولة كأس العالم 2023 العديد من الفرص لتطوير كرة القدم النسائية، مما يساهم في مساعدة الرياضات المحلية على إيجاد المزيد من الحلول لمشكلة صناعة الرياضة والاقتصاد الرياضي لجذب الاستثمارات وموارد الرعاية.

يجب أن يرتكز المنتخب الوطني القوي على البطولة الوطنية والأندية القوية. يجب تغيير مفهوم الاستثمار في كرة القدم للرجال بدلًا من تطوير كرة القدم النسائية في بعض المناطق. إذا وُضعت آلية، فسيتمكن كل نادٍ نسائي قوي اليوم من دعم ومساعدة بعض المناطق على الاستثمار في كرة القدم النسائية. إذا ضمت البطولة الوطنية لكرة القدم النسائية من 10 إلى 14 فريقًا، فسيساهم ذلك في تطوير كرة القدم النسائية في البلاد بشكل أكثر رسوخًا، كما اقترح السيد فام هاي آنه، مدير مركز التدريب والمنافسة الرياضية في مقاطعة ها نام.

(يتبع)

رئيس

* يرجى زيارة قسم الرياضة لرؤية الأخبار والمقالات ذات الصلة.