وفي الصين، تقوم مجموعة من علماء الفيروسات بإجراء أبحاث نشطة حول مصادر الأمراض المعدية لدى البشر والحيوانات. تمكن الفريق من تحديد فيروسات جديدة في ما يقرب من 2500 من الخفافيش والقوارض والزبابات.
باحثون صينيون يكتشفون بشكل استباقي الفيروسات التي تشكل خطورة كبيرة على إصابة البشر. الصورة: سي إن إن
وبحسب أبحاثهم، فإن بعض الفيروسات التي حددوها، والتي يزيد عددها على 500، مرتبطة بمسببات الأمراض التي تسبب الأمراض لدى البشر أو الحيوانات.
وبحسب المؤلف الرئيسي تشانغ يونغ تشن، الذي قاد فريقًا في شنغهاي شارك أول تسلسل جينوم لفيروس SARS-CoV-2 مع العالم في أوائل يناير 2020، تظهر الدراسة أن فهم مثل هذه الفيروسات أمر أساسي لتوفير تحذيرات مبكرة من الأمراض المعدية في المستقبل.
وقال عالم الفيروسات إن الفيروسات التي تم تحديدها حديثًا تشكل خطرًا محتملاً وأن تتبع تطورها وانتقالها أمر بالغ الأهمية لمنع الوباء التالي.
"معظم الفيروسات لا تصيب البشر، في حين أن تلك التي يمكن أن تصيب البشر لا تسبب المرض بالضرورة. لكن بعض مسببات الأمراض يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة"، كما قال.
وقال تشانغ "لقد قمنا بتحليل العديد من الفيروسات التي وجدناها في الحيوانات الثلاثة، بدلاً من التركيز على فيروس محدد أو حيوان محدد"، وهي طريقة لتتبع ما إذا كانت الفيروسات تندمج لتشكل مسببات أمراض هجينة.
وأضاف أن "الصورة الكاملة للفيروسات في الطبيعة ستساعدنا على فهم تطورها وتمكيننا بشكل أفضل من التنبؤ بموعد ومكان ظهور الأمراض المعدية في المستقبل".
السيد تشانغ ليس عالم الفيروسات الصيني الوحيد الذي يدق ناقوس الخطر بشأن تفشي فيروس مماثل لفيروس سارس-كوف-2 في المستقبل. وحذرت الباحثة شي زينجلي من معهد ووهان لعلم الفيروسات أيضًا من أنه "من المحتمل جدًا" ظهور فيروس كورونا آخر في المستقبل وأن العالم يحتاج إلى الاستعداد.
قام فريقها بتقييم خطر انتشار 40 فيروس كورونا إلى البشر وصنف نصفها على أنها "عالية الخطورة". واستندت الدراسة، التي نُشرت في يوليو/تموز، إلى تحليل خصائص الفيروس، بما في ذلك سكانه، والتنوع الجيني، والأنواع المضيفة، وأي تاريخ سابق لانتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان.
ولفهم أفضل لتنوع وبيئة وتطور الفيروسات في الحيوانات المختارة للدراسة، قام العلماء بصيد آلاف الحيوانات في أربعة مواقع في مقاطعة هوبي ومقاطعة تشجيانغ في وسط الصين على الساحل الشرقي.
تم اصطياد القوارض والزبابات باستخدام أقفاص الطُعم في المناطق الزراعية والغابات، في حين تم اصطياد الخفافيش في الكهوف الجبلية.
تم تحليل عينات من الأعضاء الداخلية وبراز الحيوانات لتحديد تسلسل الفيروس. تمكن الباحثون من تحديد 669 فيروسًا، 80% منها لم يتم تسلسلها مطلقًا.
وخلص العلماء إلى أن حالات انتقال الأمراض بين الأنواع ربما حدثت بين الثدييات، حيث تم تحديد 138 فيروسًا في أكثر من نوعين من الثدييات.
وفقًا للأبحاث، تحمل الزبابات معظم الفيروسات، وهي منتشرة بشكل خاص في نوع يسمى زبابة سميث.
"الزبابات هي مجموعة من الثدييات لم تتم دراستها بشكل كافٍ. وقال السيد ترونج "لقد فوجئنا عندما وجدنا أن أحد الأنواع في هوبي يحتوي على ما لا يقل عن 150 فيروسًا، وهو مستوى خطير للغاية". "تتغذى بشكل أساسي على الحشرات والمفصليات الأخرى التي تحمل العديد من الفيروسات. تلعب الزبابات دورًا في نقل الفيروسات من اللافقاريات إلى الثدييات، مما يزيد من التهديد الذي يتعرض له البشر.
وقال ترونج إن الهدف هو تطوير آلية إنذار مبكر للأمراض المعدية، على غرار التنبؤ بالطقس.
وللقيام بذلك، يحتاج العلماء أولاً إلى فهم كيفية تصرف الفيروسات في الطبيعة، ومن ثم، من خلال التسلسل الجيني والتجارب، تحديد الفيروسات التي يمكن أن تسبب المرض لدى البشر.
وسيتعين على الباحثين بعد ذلك دراسة العوامل البيئية والإيكولوجية التي تساهم في انتشار الفيروسات بين الأنواع لتقييم مخاطرها.
وقال السيد ترونج: "إذا درسنا الفيروس مسبقًا، فسنكون قادرين على تحديد العامل الممرض في أقصر وقت عندما يظهر المرض وتقييم مخاطره على الصحة العامة لتقليل التهديد على صحة الإنسان".
هوانج نام (وفقا لشبكة CNN)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)