منذ العصور القديمة، اعتاد الناس دفن الأشياء الجنائزية في القبور. إذا كان صاحب القبر شخصًا ذا مكانة عالية، فمن الطبيعي أن تكون الأشياء المدفونة غنية جدًا وقيمة. وهذا يخلق عامل جذب للصوص القبور والعديد من الأشخاص الذين يتاجرون بالآثار الثقافية.
لكن في الواقع هناك أشياء غريبة ذات مظهر عادي ولكنها بشكل غير متوقع عبارة عن كنوز نادرة عمرها آلاف السنين. والقصة أدناه هي الدليل.
في أكتوبر 1990، في قرية ثاتش دونغ، بلدة بان سون، مدينة هانج تشاو، مقاطعة تشجيانغ (الصين)، اكتشف عامل في مصنع للطوب بالصدفة عدة ثقوب صغيرة أثناء جمع التربة والطوب المحروق. اشتبه عمال المصنع في احتمال وجود مقبرة قديمة أسفل الحفر، لذا أبلغوا السلطات.
وبعد ذلك أرسلت هيئة إدارة التراث الثقافي خبراء في الآثار إلى المنطقة لإجراء التحقيقات والأبحاث.
تم اكتشاف المقبرة القديمة في أراضي مصنع للطوب في مقاطعة تشجيانغ (الصين).
ونتيجة لذلك، اكتشف علماء الآثار أنه تحت بعض الثقوب الصغيرة في أرض المصنع توجد مقابر قديمة يعود تاريخها إلى فترة الممالك المتحاربة.
يوجد في هذا القبر القديم العديد من الأشياء الثمينة للدفن مثل اليشم والأحجار الكريمة... وهذا يدل على أن صاحب القبر لا بد أن لا يكون شخصًا عاديًا. لسوء الحظ، تم انتهاك هذا القبر من قبل لصوص القبور وتم سرقة بعض الأدلة المهمة. ولذلك، لا يستطيع الخبراء تحديد الهوية الحقيقية لصاحب القبر بشكل دقيق.
خلال البحث عن أدلة، استناداً إلى نصف عمر الكربون المشع على العصا الخشبية في القبر، خلص الخبراء إلى أن هذا قبر قديم ينتمي إلى أواخر فترة الممالك المتحاربة (حوالي 250 قبل الميلاد).
وبعد ذلك قام الخبراء بتصنيف وجمع الآثار الثقافية الموجودة في المقبرة. وفي هذه اللحظة اكتشف علماء الآثار جسمًا لامعًا على الأرض. يبدو أنه جسم زجاجي. وعندما اقترب الخبير، اتضح أن هذا كوب زجاجي حديث.
في البداية، ظن الخبراء أن هذه مجرد كأس تركه لصوص القبور بعد شرب الماء. ومع ذلك، يقول آخرون إن هذا ليس شيئًا بسيطًا ويحتاج إلى دراسة أكثر دقة.
وبعد البحث، كانت النتائج تفوق الخيال. الكأس أعلاه ليس شيئًا حديثًا عاديًا. على وجه التحديد، يعود تاريخ هذه الكأس إلى أكثر من 2000 عام. لقد قدم هذا الاكتشاف المهم أدلة مهمة للباحثين، مما أثار صدمة المجتمع الأثري.
الكأس الذي يبدو كقطعة حديثة هو في الواقع كنز من الكريستال تم صنعه منذ أكثر من 2000 عام.
وبحسب الخبراء فإن الكأس الموجودة في هذا القبر مصنوعة من الكريستال الطبيعي، ارتفاعها 15.4 سم، وقطرها 7.8 سم، وقطر قاعدتها 5.4 سم. فاجأ الكأس من فترة الممالك المتحاربة العديد من الناس لأنه على الرغم من أنه يبدو بسيطًا بشكل عام ولا يحتوي على أي أنماط زخرفية، إلا أن هذا الكنز ينبعث منه ضوء كهرماني، على عكس الكؤوس العادية.
وهذا دليل على مهارة الحرفيين الذين صنعوا الكأس منذ أكثر من 2000 عام.
ويقدر الخبراء أن الأمر قد يستغرق سنوات عديدة من الحرفيين اليوم لصنع كوب من الكريستال من فترة الممالك المتحاربة.
جدل حول كنز عمره 2000 عام
كأس الكريستال في مقبرة فترة الممالك المتحاربة يثير نقاشا بين الخبراء حول ثلاثة ألغاز يصعب تفسيرها.
أولاً، طريقة التصنيع. يقول الخبراء أن هذا الكأس مصنوع من قطعة واحدة من الكريستال. فكيف قام الحرفيون منذ أكثر من 2000 عام بتفريغه؟ كيفية تحويل كتلة الكريستال إلى كوب من الماء؟ يعتقد الخبراء أن الحرفيين القدماء ربما استخدموا أساليب مشابهة لتلك المستخدمة في صناعة اليشم.
ثانياً، مسألة التلميع. على الرغم من مرور أكثر من 2000 عام على وجودها في مقبرة قديمة، فإن سطح هذا الكأس البلوري والجدران الداخلية ناعمة مثل اليشم. إن تلميع الجزء الخارجي ليس صعبًا، لكن تلميع الجزء الداخلي من الكأس ليس بالأمر السهل. فكيف قام الحرفيون بتلميع هذه القطعة الأثرية؟
ثالثا، المواد الخام. في البداية، لم يسأل أحد من أين جاءت المواد الخام التي صنع منها هذا الكأس. ومع ذلك، بعد أن أصبحت الكأس مشهورة، جذبت انتباه الكثير من الناس في المجتمع. هل يعتقد خبراء من إدارة الجيولوجيا والموارد المعدنية في مقاطعة تشجيانغ أن الصين لا تمتلك بلورات ذات جودة ونقاء عاليين؟ ولذلك، يتكهن العديد من الخبراء بأن المادة المستخدمة في صنع الكأس التي يزيد عمرها على 2000 عام ربما جاءت من منجم كريستال مستنفد أو كانت بمثابة تحية من الخارج.
تم الاعتراف بكأس الكريستال باعتباره كنزًا وطنيًا ويتم الاحتفاظ به الآن وعرضه في متحف هانغتشو. يعد هذا الكأس منتجًا فريدًا من بين الكنوز الوطنية. لكي يكون من الممكن استخدام كأس الكريستال الثمين خلال فترة الممالك المتحاربة، فمن الطبيعي أن يكون أصحابه من خلفيات نبيلة للغاية.
ونظراً لندرة القطع الأثرية الكريستالية، فقد تم إدراج الكأس التي يبلغ عمرها 2000 عام في قائمة الكنوز الثقافية المحظورة من العرض في الخارج في عام 2002.
(المصدر: نساء فيتناميات/سوهو، كيه كي نيوز)
مفيد
العاطفة
مبدع
فريد
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)