لماذا رفضت الولايات المتحدة إرسال طائرة الهجوم "أ-10 ثاندر" إلى أوكرانيا؟

VTC NewsVTC News04/02/2024

[إعلان_1]

في أعقاب اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تكهن كثيرون بأن الولايات المتحدة قد تسعى إلى توفير طائرات الهجوم الأرضي من طراز A-10 Warthog للقوات المسلحة الأوكرانية كجزء من حزم مساعدات الأسلحة المقدمة لحكومة كييف.

تبلغ الطائرة من العمر 45 عامًا، حيث دخلت الخدمة لأول مرة في عام 1977. تم تصميم الطائرة A-10 أثناء الحرب الباردة لمواجهة التشكيلات المدرعة السوفيتية، وتظل طائرة الدعم الجوي القريبة الرائدة في الغرب حتى يومنا هذا.

وتستند التكهنات حول إمكانية نقل الولايات المتحدة طائرات A-10 إلى حقيقة أن القوات الجوية الأميركية أخرجت عددا كبيرا من هذه الطائرات من الخدمة. علاوة على ذلك، لا تزال الطائرات من طراز A-10 تتمتع بالوقت التشغيلي وتعتبر مناسبة للغاية للظروف في ساحة المعركة الأوكرانية.

تعتبر تكاليف تشغيل وصيانة طائرة A-10 هي الأدنى على الإطلاق مقارنة بأي مقاتلة مأهولة في الولايات المتحدة، ولا يمكن مقارنتها إلا بالطائرات السوفيتية. على الرغم من أنها ليست قادرة على القتال مثل مقاتلة مثل F-16، فإن الطائرة A-10 مناسبة للعمل بالقرب من الخطوط الأمامية لفترات قصيرة من الزمن أو في المطارات المؤقتة.

طائرة مقاتلة من طراز A-10 Thunderbolt II.

طائرة مقاتلة من طراز A-10 Thunderbolt II.

سبب

كانت العقبة الأولى أمام توريد طائرات A-10 إلى أوكرانيا هي التسليح الرئيسي للطائرة. كان في الأصل مدفعًا دوارًا من طراز GAU-8 بسبعة براميل يستخدم ذخيرة اليورانيوم المنضب القادرة على اختراق دروع المركبات المدرعة الحديثة. على الرغم من أن المملكة المتحدة تزود أوكرانيا بهذه الذخيرة المثيرة للجدل منذ أوائل عام 2023، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تعارض ذلك.

وأوردت صحيفة التلغراف أيضا السبب وراء رفض الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بطائرات من طراز A-10، مؤكدة أن واشنطن لا تريد أن تفقد سمعتها في قطاع الدفاع، خاصة بعد أن تعرضت العديد من الأسلحة من الولايات المتحدة والغرب لأضرار جسيمة في ساحة المعركة الأوكرانية.

ويقول بعض الخبراء العسكريين إن القرار بعدم توفير طائرات الهجوم من طراز "أ-10" كان بسبب المخاطر التي قد تواجهها هذه الطائرات في ساحة المعركة في أوكرانيا. وهناك احتمال مقلق آخر وهو أن العشرات من الطائرات الأميركية الصنع قد يتم تدميرها في المطار دون أن يكون لها أي فرصة لمساعدة أوكرانيا.

ويسلط هذا الضوء على كثافة الدفاعات الجوية الأرضية الروسية التي تتسبب في خسائر فادحة لوحدات القوات الجوية الأوكرانية. منذ أواخر عام 2022، أكدت مصادر غربية أن التهديد للطائرات الأوكرانية زاد بشكل كبير بسبب نشر روسيا لطائرات اعتراضية من طراز ميج-31 بي إم، مزودة بصواريخ جو-جو من طراز R-37M، وهو الصاروخ الأطول مدى في العالم، ما وضع القواعد الأوكرانية في حالة تأهب دائم.

إن قدرة الطائرة A-10 على البقاء في أوكرانيا مشكوك فيها بشكل خاص، بالنظر إلى سجل الطائرة القتالي في عام 1991 أثناء حرب الخليج. لأن الدفاعات الجوية العراقية قصيرة المدى ألحقت الضرر أو دمرت أيضًا 20 طائرة من طراز A-10، مما أجبر الطائرات على وقف العمليات القتالية في ساحة المعركة.

وكان هذا الأمر مثيرا للقلق، لأن قدرات الدفاع الجوي العراقية كانت تعتبر ضعيفة للغاية في ذلك الوقت، وكانت القوات المسلحة في البلاد في حالة من الفوضى إلى حد كبير. ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة سعت أيضًا إلى تجنب إلحاق الضرر بأصولها العسكرية من خلال التحكم بعناية في كيفية نشرها، وخاصة بعد أن تكبدت الدبابات الألمانية من طراز ليوبارد 2 والدبابات البريطانية من طراز تشالنجر 2 خسائر فادحة في أوكرانيا.

المدفع الرئيسي GAU-8 على طائرة A-10.

المدفع الرئيسي GAU-8 على طائرة A-10.

ولم يقتصر الأمر على أن دبابات أبرامز M1 الأمريكية وصلت إلى أوكرانيا بعد وقت طويل من الدبابات البريطانية والألمانية، بل إن هذه الدبابات لم تُستخدم إلا في مناطق بعيدة عن خط المواجهة. لقد تكبدت مركبات برادلي القتالية الأميركية المنتشرة على الخطوط الأمامية خسائر فادحة، حيث يقدر أن أكثر من 70 مركبة قد دمرت أو تم الاستيلاء عليها، على الرغم من أن هذه المركبات القتالية ربما تكون أقل أهمية بكثير لصورة صناعة الدفاع الأميركية.

التهديد من الدفاع الجوي الروسي

ويقال أيضًا إن الخوف من الخسائر الفادحة هو السبب الرئيسي وراء تردد الولايات المتحدة أكثر من حلفائها الأوروبيين في السماح بنقل طائرات إف-16 المقاتلة إلى أوكرانيا.

كما قلل المسؤولون الأمريكيون مرارا وتكرارا من أهمية الهجمات الروسية المؤكدة على أنظمة الدفاع الجوي باتريوت في أوكرانيا، وهي أنظمة الأسلحة الأكثر تكلفة وتقدما التي تم تسليمها إلى البلاد على الإطلاق.

صاروخ 40N6 من منظومة إس-400.

صاروخ 40N6 من منظومة إس-400.

سجلت قوات الدفاع الجوي الروسية أرقاما قياسية في المدى الذي تستطيع فيه تدمير الأهداف الأرضية باستخدام منظومة "إس-400". ومن الجدير بالذكر أن نظام الصواريخ الأطول مدى الذي تمتلكه روسيا، وهو نظام "إس-500"، لم يستخدم قط في ساحة المعركة في أوكرانيا.

رغم أن مكانة الطائرات المقاتلة الروسية مقارنة بمنافساتها الغربية والصينية تراجعت بشكل كبير منذ نهاية الحرب الباردة، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي الأرضية في البلاد لا تزال تعتبر الأولى في العالم.

تمكنت القوات الجوية الأوكرانية من الحفاظ على العمليات القتالية حتى يومنا هذا بفضل عدد الطائرات المقاتلة التي تبرعت بها الدول الغربية، بما في ذلك العشرات من مقاتلات ميج 29 التي سبق أن تم تصديرها من قبل الاتحاد السوفييتي إلى دول حلف وارسو في الثمانينيات وأوائل التسعينيات.

لي هونغ (المصدر: ميليتاري ووتش)


[إعلان رقم 2]
مصدر

تعليق (0)

No data
No data

نفس الموضوع

نفس الفئة

مناظر طبيعية فيتنامية ملونة من خلال عدسة المصور خان فان
فيتنام تدعو إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا
تطوير السياحة المجتمعية في ها جيانج: عندما تعمل الثقافة المحلية كـ"رافعة" اقتصادية
أب فرنسي يعيد ابنته إلى فيتنام للبحث عن والدتها: نتائج الحمض النووي لا تصدق بعد يوم واحد

نفس المؤلف

صورة

إرث

شكل

عمل

No videos available

أخبار

الوزارة - الفرع

محلي

منتج