"يموت ويصاب عدد كبير جدًا من الناس في أماكن يحميها القانون الدولي"
وهذا هو التحذير العاجل والمؤلم الذي أطلقه رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). في كلمته أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 30 أكتوبر/تشرين الأول، أكد فيليب لازاريني: "إن مستوى الدمار في قطاع غزة غير مسبوق. سقط عدد كبير جدًا من القتلى والجرحى في أماكن يحميها القانون الدولي. لقد قلتُ مرارًا وتكرارًا: لا يوجد مكان آمن في غزة".
وقال السيد فيليب لازاريني أيضًا بألم: "إن معدل وفيات الفلسطينيين في الضفة الغربية وصل إلى "أعلى مستوى له منذ أن بدأت الأمم المتحدة في تسجيل الحالات في عام 2005". وفيما يتعلق بعدد الأطفال القتلى، قال السيد فيليب لازاريني أيضًا إن هذا العدد يفوق عدد الأطفال الذين يقتلون سنويًا في مناطق الصراع حول العالم منذ عام 2019.
فلسطينيون يخلون منازلهم هربًا من القتال في قطاع غزة في 13 أكتوبر 2023. الصورة: THX/TTXVN
وبعد ذلك مباشرة، واصل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير تحذيره: "إن كارثة صحية عامة تلوح في الأفق مع الهجرة الجماعية والاكتظاظ السكاني والأضرار التي تلحق بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي".
قبل أيام قليلة، كان على الدكتور ريك برينان، مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، أن يصرخ بألم: " نحن نركع نتوسل من أجل الحفاظ على الأنشطة الإنسانية وزيادتها وحمايتها"، ودعا إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري للسماح بنقل الإمدادات الطبية والوقود بأمان داخل قطاع غزة". وجاء هذا النداء في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية أنها لا تزال غير قادرة على توصيل الوقود أو الإمدادات الطبية إلى المستشفيات الكبرى في شمال قطاع غزة بسبب انعدام الأمن.
إن الواقع في غزة هذه الأيام أكثر فظاعة ومأساوية من صرخات الاستغاثة. وتشير إحصائيات أولية قدمتها مديرة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل إلى أن أكثر من 420 طفلاً يقتلون أو يصابون يومياً بالقنابل والرصاص. أكثر من نصف مستشفيات غزة البالغ عددها 35 مستشفى لم تعد تعمل، كما تضرر ما لا يقل عن 221 مدرسة وأكثر من 177 ألف منزل، ويحتاج 55% من البنية التحتية ذات الصلة إلى الإصلاح أو إعادة البناء. وعلى وجه الخصوص، فإن المياه النظيفة والإمدادات الأساسية لضمان الحياة... بعد أيام عديدة من الحرب، لا تزال مفقودة تمامًا، مما يتسبب في سقوط الناس هنا بشكل أعمق وأعمق في ظروف معيشية محرومة للغاية.
قال رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): "الخدمات الأساسية تنهار، والأدوية والغذاء والوقود آخذة في النفاد. شوارع غزة بدأت تمتلئ بمياه الصرف الصحي. الجوع واليأس يدفعان الناس إلى الغضب من المجتمع الدولي".
الحاجة الملحة إلى حل "وقف إطلاق النار الإنساني"
وأمام المعاناة الشديدة في غزة، دعا المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين وزيادة المساعدات للشعب في غزة. وفي منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول، خرج عشرات الآلاف من الناس إلى الشوارع في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا والولايات المتحدة للاحتجاج على العنف في غزة. وأعرب زعماء العديد من البلدان أيضًا عن آرائهم بشأن هذه القضية.
ودعا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في 31 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تحرك دولي لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدا موقف القاهرة الرافض لسياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني. وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول أيضاً، أجرى الملك عبد الله الثاني ملك الأردن مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث سلط الضوء على أهمية وقف إطلاق النار الإنساني الفوري في قطاع غزة، مشدداً على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الأراضي الفلسطينية، ودعا إلى تكثيف الجهود لإنهاء الصراع. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أهمية اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتقليل الخسائر وحماية المدنيين.
جنود إسرائيليون يقومون بدورية على طول الحدود مع قطاع غزة، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023. الصورة: THX/TTXVN
عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يومي 26 و27 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك (الولايات المتحدة)، الدورة الطارئة الخاصة العاشرة لمناقشة التطورات المتوترة في قطاع غزة. أعربت العديد من الدول عن قلقها إزاء تصاعد التوتر في غزة، وأدانت الهجمات التي تسببت في خسائر فادحة في صفوف المدنيين في كل من إسرائيل وفلسطين، ودعت الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتسهيل المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين والمرافق المدنية الأساسية.
وفي الدورة نفسها، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار "حماية المدنيين والامتثال للالتزامات القانونية والإنسانية" الذي يدعو جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار فوراً، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ويطلب من جميع الأطراف الامتثال للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية؛ ضمان وصول المساعدات الإنسانية؛ المطالبة بالإفراج الفوري عن المدنيين وضمان سلامتهم ومعاملتهم معاملة إنسانية.
وفوق كل ذلك، يبدو أن حل "وقف إطلاق النار الإنساني" أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى في قطاع غزة.
ومع ذلك، يبدو من غير المرجح أن تصدر أي دعوات للمساعدة في ظل تهديد الصراع بالانتشار. وخاصة منذ مساء 28 أكتوبر/تشرين الأول، عندما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المرحلة الثانية من الحرب ضد حماس قد بدأت بتوسيع حملة الهجوم البري إلى قطاع غزة. ويبدو أن السيد بنيامين نتنياهو يرفض جزئيا جهود الوساطة الإقليمية والدولية، حتى أنه أعلن أن جميع الحروب تؤدي إلى "خسائر مدنية" غير مقصودة.
وفي الدورة الطارئة الخاصة العاشرة، رحب رئيس البعثة الدائمة لفيتنام لدى الأمم المتحدة، السفير دانج هوانج جيانج، ودعم جهود المصالحة الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي مستدام وعادل، مؤكداً موقف فيتنام الداعم لحل الدولتين مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وحدود ما قبل عام 1967، على أساس الامتثال للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ودعا ممثل فيتنام أيضا الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى بذل الجهود من أجل التوصل إلى رسالة موحدة وبناءة للمساعدة في تخفيف التوترات وإنهاء القتال وحماية المدنيين ودعم الأطراف لاستئناف الحوار والمفاوضات. |
نجوين ها
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)