سيواجه الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية العديد من التحديات الداخلية والخارجية. [إعلان 1]
الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. (المصدر: وكالة اسوشيتد برس) |
في 30 يوليو/تموز في طهران، أدى السيد مسعود بزشكيان، البالغ من العمر 69 عاماً، اليمين الدستورية أمام الجمعية الوطنية، ليصبح رسمياً الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلفاً للسيد إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم طائرة في مايو/أيار. لكن تنتظره سلسلة من التحديات الداخلية والخارجية الصعبة.
مهمة صعبة
التحدي الأول الذي يواجه الرئيس الجديد مسعود بزشكيان هو تشكيل حكومة جديدة وتمرير تصويت الثقة. وسيكون أمام السياسي البالغ من العمر 69 عاما أسبوعين لتشكيل الحكومة، قبل مواجهة التصويت الأول على الثقة.
وقد عين الزعيم الآن محمد رضا عارف، 72 عاماً، نائباً له. ويتمتع السيد عارف بموقف إصلاحي معتدل، وشغل هذا المنصب في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، عندما كان السيد بزشكيان وزيراً للصحة. ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الإيراني الجديد خلال الأيام المقبلة بتعيينات رئيسية، مع ظهور سياسيين إصلاحيين أكثر اعتدالا.
ولكن حتى مع انتقاده للمتشددين لفشلهم في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 أو بيع النفط بأسعار منخفضة لتجنب العقوبات، فإنهم يظلون القوة المهيمنة، بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي. ومن المرجح نتيجة لذلك أن يضيف الزعيم بعض الشخصيات الأكثر تشددا إلى حكومته. وقد ساهمت جهود السيد بزشكيان في تعزيز موقفه في استعادة التوازن والوحدة بين القوى السياسية. وبالإضافة إلى ذكره لوفاة سلفه، أشاد باللواء قاسم سليماني، الشخصية الرمزية في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي اغتيل على يد الجيش الأمريكي في يناير/كانون الثاني 2020 في بغداد، العراق.
والمشكلة الثانية التي يتعين عليه حلها قريبا هي استعادة الاقتصاد وإيجاد محركات جديدة للنمو. تظهر بيانات المركز الإحصائي الإيراني أنه على الرغم من زيادة الإنفاق العام والإيرادات من مبيعات النفط، فقد تباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي، حيث انخفض من 7.9% (الربع الثاني من عام 2023) إلى 5.1% (الربع الرابع من عام 2023). ومن مارس/آذار 2023 إلى مارس/آذار 2024، بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي 4% فقط، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 3% في السنة المالية 2024-2025. وصل معدل التضخم إلى 43.6%، كما انخفضت الاستثمارات في إيران بشكل حاد وباتت تمثل 11% فقط من الناتج المحلي الإجمالي.
ومن الناحية الإيجابية، من المتوقع أن ينخفض معدل البطالة في إيران من 9% (السنة المالية 2022-2023) إلى 8.2% (السنة المالية 2023-2024). وفي الوقت نفسه، تشير إحصاءات البنك المركزي الإيراني إلى أن قطاع الخدمات يشكل نسبة كبيرة ومتزايدة (58%) في الهيكل الاقتصادي، مما يخلق فرص عمل مستقرة. وإذا تم الحفاظ على هذا القطاع وتحفيزه بشكل صحيح، فقد يصبح محرك النمو الجديد لإيران، وبالتالي تقليل اعتمادها على مبيعات النفط.
نقطة تحول في طهران؟
حتى الآن، تظل صادرات النفط المصدر الرئيسي للدخل. ومع ذلك، من أجل استغلال كامل إمكانات هذا القطاع، فإن استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة أو إيجاد اتفاق مماثل بشأن تخفيف العقوبات أمر ضروري. وفي حديثه يوم 30 يوليو/تموز، أكد الرئيس الإيراني الجديد: "لن أتوقف حتى يُرفع الحظر الجائر. نريد تطبيع العلاقات الاقتصادية مع العالم". أكد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرفاني أن استعادة الاتفاق النووي هو "الخيار الأفضل" وأن الحكومة مستعدة لتعديل برنامجها النووي إذا تم رفع العقوبات "بشكل كامل وقابل للتحقق". ويعد هذا تغييراً كبيراً في إدارة السيد بزشكيان مقارنة بخليفته رئيسي.
لكن السيد بزشكيان أكد أن استئناف الاتفاق النووي أو السعي إلى اتفاق مماثل لا يعني أن إيران تستسلم للولايات المتحدة. وفي مقال له في صحيفة مهر تايمز (إيران) بتاريخ 12 يوليو/تموز، أكد هذا السياسي: "إن أميركا بحاجة إلى النظر إلى الواقع لفهم أن إيران، قبل وبعد ذلك، لم تستسلم ولن تستسلم للضغوط". وأكد السيد بزشكيان أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعدائها لإيران هما السببان الرئيسيان للحالة الراهنة للعلاقات بين البلدين، ودعا الولايات المتحدة إلى "التعلم من الحسابات الخاطئة الماضية وإجراء التعديلات السياسية المناسبة".
إن آراؤه بشأن الموقعين المتبقين على خطة العمل الشاملة المشتركة أكثر اعتدالا إلى حد ما. واعترف السياسي بأن العلاقات بين إيران وأوروبا "شهدت العديد من التقلبات"، على سبيل المثال، حاولت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إنقاذ الاتفاق لكنها لم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها. ومع ذلك، فإنه يأمل أن يجري الجانبان "حوارات بناءة" لإعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح؛ إن هذا التصريح وحضور المبعوث الأوروبي الخاص للمفاوضات النووية الإيرانية إنريكي مورا في حفل أداء السيد بزشكيان اليمين الدستورية يشكلان إشارات إيجابية.
ويريد الرئيس الإيراني الجديد مواصلة إقامة "شراكة استراتيجية شاملة" ذات منفعة متبادلة مع الصين، استناداً إلى خريطة الطريق الممتدة لـ25 عاماً والتي اتفق عليها البلدان، نحو نظام عالمي جديد. وأشاد السياسي بدور الصين في تعزيز تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية.
وفيما يتعلق بروسيا، أكد أن روسيا لا تزال "شريكا وجارة استراتيجية مهمة" لإيران؛ وتعهد الجانبان بتوسيع وتعميق العلاقات. وفي الوقت نفسه، أبدت الحكومة الجديدة استعدادها لتعزيز مبادرات السلام في أوكرانيا. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الإيراني الجديد نظيره الروسي فلاديمير بوتن في قمة مجموعة البريكس في مدينة قازان الروسية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد أن إيران "تريد التعاون مع تركيا والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة والمنظمات الإقليمية" لتعزيز العلاقات السياسية والروابط الاقتصادية ومواجهة التحديات المشتركة. لكن موقفه من إسرائيل مختلف تماما. واستخدم لغة قوية للغاية لانتقاد إسرائيل وحملتها العسكرية في قطاع غزة، وأعرب عن دعمه القوي للبلد والشعب الفلسطيني. وهذا يتوافق مع الموقف العام للمتشددين والإصلاحيين المعتدلين في إيران.
فهل تساعد الرياح الجديدة في طهران على بناء الاستقرار السياسي، وإطلاق العنان لمحركات النمو الجديدة، والحفاظ على مكانة إيران وتعزيزها في الشرق الأوسط المتقلب؟ الجواب لا زال أمامنا.
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/tong-thong-masoud-pezeshkian-lan-gio-moi-tai-iran-280910.html
تعليق (0)