بطولة المستضعفين
ستكون بطولة كأس آسيا 2023 هي البطولة الأولى منذ عام 1972 التي لا يشارك في نهائيها أحد الفرق الأربعة: كوريا الجنوبية، اليابان، المملكة العربية السعودية أو إيران. تم إقصاء جميع المقاتلين الأربعة المذكورين أعلاه، بالإضافة إلى أستراليا، من سباق البطولة. وبدلاً من ذلك، ستقام المباراة النهائية هذا العام بين قطر والأردن.
هذه التفاصيل كافية لتوضيح المشكلة: كأس آسيا 2023 ستكون مثيرة للاهتمام للغاية. الفريقان المتنافسان في المباراة النهائية كلاهما خارج قائمة أفضل 50 منتخباً في العالم وأفضل 5 منتخبات في آسيا. وتحتل قطر المرتبة 58 عالمياً، في حين تأتي الأردن في المرتبة 87.
أبرز أحداث مباراة قطر 3 - 2 إيران: الفريق "الأضعف" يفوز بشكل دراماتيكي | كأس آسيا 2023
مع تصنيف مشترك يبلغ 145، تعد هذه واحدة من نهائيات كأس آسيا بين الفريقين الأقل تصنيفًا في تاريخ تصنيفات الفيفا.
قطر (القميص الأحمر) تفوز على إيران في مطاردة مثيرة للنتيجة
واحدا تلو الآخر، "سقطت" منتخبات مرشحة للفوز بالبطولة مثل كوريا واليابان أمام فرق جاءت في تصنيف أقل. خسرت كوريا الجنوبية أمام الأردن 0-2 وخرجت من الدور نصف النهائي. تم إقصاء اليابان في ربع النهائي على يد إيران. كما توقف قبل كوريا الجنوبية منتخبان "ضيفان دائمان" في كأس العالم، أستراليا والمملكة العربية السعودية.
كما خسرت أوزبكستان، التي تشهد صعودا متجددا بفضل النجاح في بطولات الشباب، أمام قطر في ربع النهائي بركلات الترجيح. وبعد ذلك تغلبت قطر المضيفة على إيران، الفريق الذي يحتل مرتبة أعلى بـ37 مركزاً في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لتصل إلى المباراة النهائية.
ولم يتمكن 12 منتخبا من المشاركة في الدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2022 من الوصول إلى المباراة النهائية، وهو أمر غير مسبوق أيضا في كأس آسيا.
أبرز أحداث مباراة الأردن 2 - 0 كوريا: زلزال تلو الآخر، وسون هيونج مين يختفي
كما أن كأس آسيا 2023 هي مباراة تصبح فيها قاعدة "القوي ينتصر على الضعيف" هشة. وحتى خروجها من البطولة، لم تحقق كوريا الجنوبية سوى فوز واحد خلال 90 دقيقة، وذلك بفوزها على البحرين بنتيجة 3-1.
الأردن (القميص الأبيض) أخرج كوريا الجنوبية من المباراة
كما خسرت اليابان مرتين، أمام العراق وإيران بنفس النتيجة 1-2. وتذكروا، قبل المشاركة في كأس آسيا، أن هاجيمي مورياسو وفريقه فازوا بـ10 مباريات متتالية ضد فرق قوية مثل ألمانيا وتركيا وكندا وتونس.
وفي الوقت نفسه، فاز الأردن بمباراة واحدة فقط من أصل 9 مباريات قبل كأس آسيا، لكنه دخل النهائي بثقة.
لم يعد التحكم بالكرة هو السلاح النهائي
إن فشل الفرق التي تجيد الاستحواذ على الكرة مثل اليابان وكوريا الجنوبية في كأس آسيا 2023 يظهر أن السيطرة على الكرة لم تعد عاملاً إلزامياً للفوز.
الأردن يفوز على كوريا الجنوبية دون استحواذ كبير على الكرة. طوال مباراة نصف النهائي، لم تتجاوز نسبة استحواذ ممثل غرب آسيا 30% (مقارنة بـ 70% لكوريا)، ومرر 285 تمريرة (مقارنة بـ 622 لكوريا)، لكنه خلق 17 فرصة، أي أكثر من ضعف المنافس (7).
وجاء هدفا جوردان من الضغط من أجل الحصول على الكرة ثم تنظيم هجمات مرتدة سريعة. فقط 2 أو 3 تمريرات، الكرة كانت في المرمى الكوري.
ولم تكن إيران أيضًا مستحوذة على الكرة بنسبة كبيرة (42%)، ولكنها مع ذلك تغلبت على اليابان. كما هو الحال مع الأردن، فإن إيران تهاجم بسرعة ومرونة وبشكل مباشر، ولا تحتاج إلى الكثير من التمريرات لإيصال الكرة إلى منطقة الجزاء. ورغم أنهم لم يسيطروا على الكرة بشكل حقيقي، إلا أن إيران "حققت" فوزاً مقنعاً للغاية.
لكن في مباراة نصف النهائي ضد قطر، وقعت إيران في فخ "ضرب نفسها بمتفجراتها". استحوذت إيران على الكرة بنسبة 59% من الوقت، وسيطرت على معظم فترات المباراة، لكنها عوقبت بهجمات قطر المتقنة قليلة اللمسات (والمحظوظة إلى حد ما).
أكرم عفيف لاعب قطري ممتاز
إن فرقاً مثل الأردن وقطر لا تمثل مدرسة التحكم بالكرة. حتى فيما يتعلق بفلسفة اللعب، لا يوجد لدى هذين الفريقين أي توجه واضح.
لكن الثنائي الغرب آسيوي نجح في الوصول إلى النهائي بفضل عوامل أساسية: دفاع متماسك، وأخطاء محدودة، وسرعة في تداول الكرة، واختيار الوقت المناسب لإطلاق العنان لطاقاتهما، ووجود لاعبين قادرين على حسم المباراة (موسان التعمري من الأردن وأكرم عفيف من قطر).
ليس من الضروري أن يكون الفريق أفضل في المباراة بأكملها أو يمتلك عقلية متفوقة، فقد فازت قطر والأردن بفضل حكمتهما ومرونتهما ومعرفتهما بكيفية الاختباء والنهوض في الوقت المناسب. هذا يكفي!
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)