في عام 2024، ستكون ميزانية قوة الفضاء الأمريكية أعلى من ميزانية إدارة الطيران والفضاء الأمريكية لأول مرة (32 مليار دولار مقارنة بـ 26 مليار دولار). وتنفق الصين أيضًا ما بين 17 مليار دولار و22 مليار دولار على الفضاء، في حين تتمتع روسيا بميزانية أكثر تواضعًا تبلغ أقل بقليل من 6 مليارات دولار.
الأرقام المذكورة أعلاه ليست إحصائية بحتة. وفي أواخر شهر مايو/أيار، اتهمت وزارة الدفاع الأميركية روسيا بإطلاق سلاح فضائي ونشر قمر صناعي حكومي أميركي في نفس المدار. ورفضت روسيا التعليق على هذه المعلومات، كما اتهمت الولايات المتحدة بالسعي إلى نشر أسلحة في الفضاء بعد أن رفضت واشنطن قرارا بشأن هذه القضية اقترحته موسكو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (أيضًا في مايو/أيار).
في هذه الأثناء، أشار الخبير آلان دي نيف في مركز دراسات الأمن والدفاع التابع لوزارة الدفاع البلجيكية، في مقابلة صحفية، إلى أنه في أوائل عام 2023 أطلقت الصين قمرًا صناعيًا، ومن هذا القمر الصناعي نفسه، تم إطلاق جسم مجهول الهوية مرة أخرى، يقترب من قمر صناعي عسكري أمريكي.
وفي ضوء هذه التطورات، يعتقد المراقبون أن سباق التسلح الفضائي قد بدأ. قال الجنرال ميشيل فريدلينج، القائد الأول لقوة الفضاء الفرنسية، إن عسكرة الفضاء تسارعت بالفعل منذ العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وأكدت السلطات الأميركية أن النصر في ساحة المعركة يعتمد على النجاح في الفضاء. وقد تجلى هذا الرأي جزئياً في حرب الخليج عام 1990. "خلال حرب الخليج الأولى، أدرك الجميع أن وجود أقمار صناعية قادرة على إحصاء الصواريخ في الصوامع أو رؤية الأشياء بدقة لم يكن مفيداً"، هذا ما قاله كزافييه باسكو، مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية الفرنسية. "لذلك استثمرت الولايات المتحدة في ذلك الوقت بشكل كبير في استراتيجية فضائية كانت أكثر عملية وأكثر ارتباطًا بساحة المعركة." وقال بول ووهرر، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إن الفضاء أصبح تدريجيا أقرب إلى ساحة المعركة. وأضاف ووهرر "إذا كنت تستخدم الأقمار الصناعية لتوجيه القنابل، فمن المنطقي استهداف الأقمار الصناعية".
وقد أظهر الصراع الحالي في أوكرانيا بوضوح الطبيعة الهجينة للحرب المعاصرة مع دور الطائرات بدون طيار والهجمات الإلكترونية. وسلطت الحرب الضوء أيضًا على دور الأقمار الصناعية التجارية في الصراعات، وأبرزها دور شبكة الإنترنت ستارلينك التابعة للملياردير إيلون ماسك في الحملات العسكرية في أوكرانيا. في هذا السباق الفضائي، فإن المبدأ السائد هو إظهار القدرة على الرد عند التعرض للهجوم. وقد أدى هذا إلى سباق تسلح فضائي. أصبحت العديد من أفكار الحرب الباردة ممكنة بفضل التقدم التكنولوجي مثل الليزر المستخدم في حرب النجوم.
لا يقتصر استخدام الفضاء على ساحة المعركة فحسب، بل أصبح أيضًا ذا أهمية استراتيجية متزايدة بالنسبة للاقتصاد. وتعتمد العديد من المجالات مثل التمويل والزراعة والنقل الجوي أو البحري أيضًا على أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. ولذلك حذر السيد فرانك لوفيفر، المدير الفني لمركز أبحاث الطيران، من أنه من الممكن زعزعة استقرار اقتصاد أي بلد من خلال مهاجمة البنية التحتية الفضائية.
لؤلؤة
[إعلان 2]
المصدر: https://www.sggp.org.vn/cuoc-dua-vu-trang-khong-gian-bat-dau-post761108.html
تعليق (0)