يُعد جمع التبرعات الناجح دائمًا أحد المقاييس المهمة قبل أي انتخابات أمريكية. ولم تكن انتخابات هذا العام استثناءً، حيث قام الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب بحملات مكثفة لجمع الأموال للسباق إلى البيت الأبيض.
ميزة الرئيس الحالي
وتظهر سجلات لجنة الانتخابات الفيدرالية أن حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتمتع بميزانية أكبر بثلاث مرات من ميزانية الرئيس السابق دونالد ترامب. وتسمح هذه الميزة المالية للسيد بايدن بالسفر عبر البلاد للقيام بالحملة وجمع المزيد من الأموال. وبحسب لجنة الانتخابات الفيدرالية، جمعت حملة السيد بايدن 53 مليون دولار في فبراير/شباط 2024، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما جمعته حملة السيد ترامب (20 مليون دولار). كما أن هناك فارقًا كبيرًا في حجم الأموال المتاحة للجانبين للحملة في مارس/آذار، حيث يتوفر لدى السيد بايدن ما يصل إلى 155 مليون دولار أميركي في حسابه، بينما لا يتوفر لدى السيد ترامب سوى حوالي 42 مليون دولار أميركي.
يُذكر أن ظهور الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون، إلى جانب مجموعة من النجوم، ساعد حملة بايدن في جمع أكثر من 25 مليون دولار خلال حملة في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي.
أما بالنسبة للسيد دونالد ترامب، فقد أمضى الرئيس الأمريكي السابق معظم وقته في المحكمة في نيويورك، حيث كان مستشاروه القانونيون يحاولون إيجاد طرق لتجاوز الغرامات. منذ فوزه بترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة في 12 مارس/آذار، لم تعقد حملة السيد ترامب سوى حدث انتخابي واحد. أشارت حملة ترامب إلى خططها لعقد تجمع انتخابي بهدف جمع تبرعات تصل إلى 33 مليون دولار حتى الآن. وفي السادس من أبريل/نيسان، سيلتقي السيد ترامب بالرعاة المحتملين في نادي مار إيه لاغو في فلوريدا.
فرصة ساحقة
وبحسب المراقبين، فإن المشاكل القانونية التي يواجهها ترامب تمنحه وقتا أقل للترشح للمنصب، كما أنها تشكل مصدر قلق لكل من المؤيدين والمستثمرين. وأثار كثيرون مخاوف من أن ترامب قد يستخدم الأموال التي جمعها لدفع فواتيره القانونية. وعلقت وسائل إعلام أميركية على أنه في حال تنظيم الحدث بنجاح، فإن الرئيس السابق دونالد ترامب سيسجل "هدفا مشرفا ضد" الرئيس جو بايدن. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التمويل البالغ 33 مليون دولار سيساعد في تخفيف بعض الأعباء المالية على ترامب، حيث يواجه الرئيس السابق غرامات يبلغ مجموعها أكثر من 460 مليون دولار.
وفي الوقت نفسه، أصبحت هبة اللجنة الوطنية الجمهورية الآن متأخرة عن هبة اللجنة الوطنية الديمقراطية. وبحسب البروفيسور بول وايتلي من جامعة إسيكس (المملكة المتحدة)، فإن الحزب الجمهوري ينفق أكثر من الحزب الديمقراطي في انتخابات 2024. فإذا احتسبنا فقط الأموال التي أنفقت على الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2024، دون احتساب الأموال التي أنفقت على الانتخابات التشريعية والمحلية على مستوى الولايات، فإن الحزب الجمهوري أنفق 191 مليون دولار أمريكي بحلول أوائل مارس 2024.
ويبلغ رقم الحزب الديمقراطي 48 مليون دولار فقط. ويرجع هذا الاختلاف بشكل رئيسي إلى حقيقة أن السيد جو بايدن ليس لديه أي منافسين مهمين تقريبًا في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، بينما يضم الجانب الجمهوري ما يصل إلى 9 مرشحين، ويتعين على اللجنة الوطنية الجمهورية إنفاق الأموال على حملات هؤلاء المرشحين.
تركيب ثانه هانج
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)