الصراع الروسي الأوكراني يهدد بـ"بوابة سرية للعالم السفلي" في الصورة: حفرة باتاجاي في سيبيريا، روسيا. (المصدر: معهد ألفريد وجنر، ألمانيا) |
ربما تحمل حفرة باتاجاي في سيبيريا، روسيا، أسرارًا عن الحياة على الأرض منذ أكثر من 600 ألف عام، ولكن منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، لم يتمكن الباحثون الغربيون من الوصول إلى الموقع إلا قليلاً.
كشف عالم الحفريات توماس أوبل من معهد ألفريد فيجنر في ألمانيا مؤخرا عن قلقه من أن الحملة العسكرية تعطل أبحاثهم بأكملها حول الحياة على الأرض وتعاونهم الطويل الأمد مع المؤسسات والباحثين الروس.
حفرة باتاجاي - أكبر انهيار أرضي متجمد على كوكب الأرض، وتمتد على مساحة 80 هكتارًا، وهي عبارة عن تلة عملاقة منهارة في مرتفعات يانا، شمال ياقوتيا، روسيا. وهذه أيضًا أرض جليدية واسعة في سيبيريا، وتعرف لدى السكان المحليين باسم "بوابة العالم السفلي".
تتغير حفرة باتاجاي باستمرار وهي بمثابة "نافذة" مفيدة لعلماء الجيولوجيا. تحتوي باتاجاي على طبقة من التربة الصقيعية التي يصل عمرها إلى 650 ألف عام، وهي الأقدم في سيبيريا وثاني أقدم طبقة في العالم، بعد منطقة يوكون في كندا.
وباعتبارها "خزنة" آمنة لـ 650 ألف عام من الجليد الجليدي، فإن باتاجاي عبارة عن حفرة رسوبية عملاقة يمكنها الكشف عما حدث للبيئة والمناخ في المنطقة، وذلك بفضل تحليل التركيب الكيميائي لطبقات الرواسب.
وبحسب موقع "لايف ساينس" ، أظهرت أبحاث جديدة أجراها فريق عالم الحفريات توماس أوبل، أن الحفرة العملاقة باتاجاي يمكن استخدامها لإعادة إنشاء المناخ والبيئة القديمة للأرض. إن دراسة هذه التغيرات بالتفصيل قد تساعد الناس على فهم المزيد عن تغير المناخ الحديث. يمكن استخدام التربة الصقيعية للتعرف على درجات الحرارة والنظم البيئية السابقة، مما قد يساعد في التنبؤ بكيفية استجابة العالم الحديث للتغيرات المناخية المستقبلية.
منذ اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لم يتمكن الباحثون الغربيون من الوصول إلى الموقع تقريبًا. وقال العالم توماس أوبل إنه إذا وصلت الترسبات إلى قاع الصخر، فلن يكون هناك "مزيد من المواد الغنية بالجليد" لأخذ عينات منها.
"لا أحد يعلم متى سيحدث ذلك، ربما بعد 10 سنوات أو 50 سنة أو 100 سنة"، هذا ما أعرب عنه خبير أوبل.
وأوضح أن التغييرات هنا واضحة للعيان. وحذر الخبير من أن "مياه الذوبان ستتساقط بشكل مستمر، وستسقط كتل ضخمة من التربة المتجمدة من الجبل".
ولا يزال سبب هذا التراجع غير واضح، لكن الباحثين يعتقدون أنه من المرجح أن يكون مرتبطا بإزالة الغابات والاهتزازات الناجمة عن الآلات الثقيلة.
من خلال إزعاج طبقات الغطاء النباتي العازلة على سطح الهبوط، يمكن للحرارة أن تخترق عميقًا في التربة، مما يتسبب في ذوبان التربة الصقيعية المدفونة بعمق. وفي الوقت نفسه، ومع التقدم السريع لتغير المناخ، فمن المرجح أن تستمر هذه الظاهرة في التطور بشكل مستمر.
ويعتقد الخبراء أنه خلال العقود المقبلة، ستظهر حفر عملاقة أخرى مثل باتاجاي، خاصة وأن الدراسات تشير إلى أن القطب الشمالي كان يسخن بمعدل ضعف معدل بقية العالم على مدى السنوات الثلاثين الماضية. إن ذوبان الجليد الدائم قد يكون له تأثيرات كبيرة على استقرار الكوكب.
أولا، سيتم إطلاق نحو 1700 مليار طن من الكربون - والتي من المعتقد أنها مخزنة في هذه الأرض المتجمدة - في الغلاف الجوي مع ذوبان الجليد.
ثانياً، قد تبدأ البكتيريا المسببة للأمراض، والتي ظلت محاصرة في التربة لآلاف السنين، في الظهور.
أما بالنسبة لتأثير ظاهرة باتاجاي على نظام المناخ الأرضي، والذي لا يزال غير واضح، فقد قال عالم الحفريات توماس أوبل إنه وفريقه ما زالوا يعملون لمعرفة ماهية تلك التأثيرات.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)