ساهمت فيتنام في المؤتمر بخمسة حلول للمساعدة في جعل التعاون الدولي في منع ومكافحة التطرف والعنف المتطرف فعالاً وعميقاً وعملياً.

أفاد مراسل وكالة الأنباء الفنزويلية (VNA) في الاتحاد الروسي، أن المؤتمر الدولي الرابع لمكافحة التطرف العنيف افتتح في موسكو يوم 25 سبتمبر/أيلول.
وحضر الفعالية أكثر من 40 وفداً من الدول والمنظمات، من بينهم رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) أحمد ناصر الرئيسي، وممثلون عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شنغهاي للتعاون.
ترأس نائب وزير الأمن العام اللواء نجوين نجوك لام الوفد الفيتنامي لحضور الحفل وإلقاء كلمة.
وفي كلمته الترحيبية في المؤتمر، أكد نائب وزير الداخلية في الاتحاد الروسي إيغور زوبوف أن قضية انتشار الفكر المتطرف وتأثير الفكر المتطرف أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
أصبحت الهجمات الإلكترونية على البلدان أمرًا شائعًا، ولا تؤدي فقط إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، بل تؤدي أيضًا إلى تغيير الدستور بالقوة.
وأشار رئيس الإنتربول أحمد ناصر الرئيسي إلى أن التكنولوجيا سمحت الآن للمعلومات، بما في ذلك المعلومات المتطرفة والإرهابية والعنيفة، بالانتشار بسرعة كبيرة، مما يتطلب من قوات مكافحة الإرهاب والتطرف أيضاً تطوير تقنيات متقدمة في تحقيقات مكافحة الإرهاب.
وأكد الرئيسي أن المؤتمر في موسكو يعد منتدى جيدا للدول والمنظمات لتبادل الخبرات وكذلك اقتراح المبادرات في هذا المجال.

بالنيابة عن وفد وزارة الأمن العام في فيتنام، تحدث نائب الوزير نجوين نجوك لام في المؤتمر حول الواقع الاجتماعي الحالي في فيتنام، والتي تم الاعتراف بها دوليًا كوجهة سلمية ومستقرة وجديرة بالثقة وآمنة ومنظمة ومتحضرة وتقدمية.
وعلى الرغم من أن المجتمع بأسره يظهر قدراً كبيراً من التضامن، إلا أن هناك بعض العوامل المعقدة الكامنة وراء العنف المتطرف والإرهاب، مثل الاستفادة من "الحق في تقرير المصير الوطني" للتحريض على المطالبات ببناء "دولة منفصلة"، واتهام فيتنام بالتمييز وقمع الأقليات العرقية، وإثارة الشغب، وتعطيل الأمن والنظام، والتخطيط للإطاحة بالحكومة؛ الأنشطة الهرطوقية أو الهراطقة؛ استخدام "غطاء" المنظمات المدنية والمنتديات الديمقراطية وشبكات التواصل الاجتماعي لاستقطاب والتأثير والتدريب والإرشاد على أساليب ممارسة الأنشطة الإرهابية والهدامة.
من أجل أن يعيش الناس بسعادة وأمان في بيئة آمنة ومأمونة وسعيدة، قام الحزب والدولة في فيتنام بتنفيذ العديد من الحلول بشكل متزامن:
أولا، إيلاء اهتمام خاص للتنمية الاقتصادية، وضمان الأمن الاجتماعي، وتحسين مؤشر السعادة بشكل مستمر، واعتبار هذا هو الحل الأكثر جوهرية لتقليل العوامل المعقدة الكامنة وراء الإرهاب والعنف المتطرف.
ثانياً، إصدار السياسات والقوانين والأنظمة المتعلقة بالعرق والدين على أساس احترام وضمان حرية المعتقد، وخلق الظروف لجميع الأقليات العرقية لتضييق فجوة التنمية تحت شعار "لا أحد يتخلف عن الركب"؛ وقد نص الدستور وقانون المعتقدات والأديان لسنة 2016 وغيرها من الوثائق القانونية ذات الصلة على هذه المسائل.
ثالثا، تحسين فعالية إدارة الدولة للأنشطة في الفضاء الإلكتروني من خلال إصدار القوانين في هذا المجال.
رابعا، التركيز على تعزيز كتلة الوحدة الوطنية الكبرى من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقضاء تدريجيا على الفجوة في مستويات التنمية للمجتمعات الإقليمية، حيث حقق البرنامج الوطني للقضاء على الجوع والحد من الفقر نتائج مستدامة حظيت باعتراف وتقدير المجتمع الدولي.
خامسا، تعزيز التعاون الدولي على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف في مكافحة التطرف والعنف المتطرف والإرهاب.
حتى الآن، أصبحت فيتنام عضواً في 13/19 معاهدة دولية لمكافحة الإرهاب تابعة للأمم المتحدة، وتشارك في العديد من المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات العرقية.
وفي منطقة رابطة دول جنوب شرق آسيا، تعد فيتنام عضواً في اتفاقية رابطة دول جنوب شرق آسيا لمكافحة الإرهاب وتشارك في مشروع "شبكة خبراء المنطقة في جنوب شرق آسيا بشأن منع التطرف العنيف" التابع لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وبفضل ثقتها في تجربتها، ساهمت فيتنام في المؤتمر بخمسة حلول للمساعدة في جعل التعاون الدولي في منع ومكافحة التطرف والعنف المتطرف فعالاً وعميقاً وعملياً، بما في ذلك:
أولا، استنادا إلى المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي واحترام الاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة في منع ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف المتطرف.
ثانياً، تعزيز التعاون بين البلدان، وفي مقدمتها بين وكالات إنفاذ القانون في مجال تبادل المعلومات في الوقت المناسب؛ تنسيق مكافحة ومنع الأنشطة التي تحمل علامات العنف الشديد، وحجب مصادر التمويل، وخاصة في الجمعيات والمجموعات المغلقة وفي الفضاء الإلكتروني. التركيز على الوقاية “المبكرة، عن بعد”.
ثالثا، تعزيز إدارة الدخول والخروج، وإدارة الأجانب الذين يعيشون ويدرسون ويعملون في كل بلد، وتطبيق العلوم والتكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي، والبيومترية، والبيانات الضخمة في إدارة الدخول والخروج وإدارة السكان.
رابعا، تعزيز التعاون لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف المتطرف والإرهاب.
خامسا، تضييق الفجوة في القدرة على منع ومكافحة التطرف والعنف المتطرف بين البلدان؛ تعزيز الدعم المقدم للمعدات والمركبات ونقل التكنولوجيا لخدمة عمل الوقاية من التطرف والعنف المتطرف ومكافحتهما.
وقد حظيت مقترحات فيتنام بقبول جيد من جانب المندوبين، حيث دعا نائب وزير الداخلية في الاتحاد الروسي إيغور زوبوف المؤتمر إلى تطوير وجهات نظر وسياسات محددة من تلك المقترحات لتحويلها إلى حقيقة واقعة.
وفي المؤتمر، أعرب المندوبون عن قلقهم إزاء الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لجلب أيديولوجية التطرف إلى الوعي العام، وأكدوا على ضرورة مواصلة تحسين الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الثنائية والمتعددة الأطراف، وإنشاء ممر قانوني لمكافحة التطرف والعنف المتطرف، وفي المقام الأول التنفيذ الفعال لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وخطة عمل الأمم المتحدة لمكافحة التطرف العنيف وغيرها من الوثائق القانونية.
تعليق (0)