ووفقا للأستاذ المشارك الدكتور نجوين دانج بانج، بكلية جادج للأعمال بجامعة كامبريدج، فإن فيتنام لديها الأساس والفرصة لبناء مركز مالي دولي بنجاح.
الأستاذ المشارك، الدكتور نجوين دانج بانج، كلية جادج للأعمال، جامعة كامبريدج. (المصدر: FTU) |
وقال الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج، على الرغم من أن الحجم الحالي للاقتصاد الفيتنامي ليس كبيرًا، إذا كان بإمكانه الحفاظ على زخم النمو الجيد الحالي، فإن تشكيل مركز مالي دولي في فيتنام ضرورة موضوعية عندما يتطور حجم الاقتصاد.
ويعتقد خبراء جامعة كامبريدج أن فيتنام تمتلك الأسس اللازمة لتحقيق هذا الهدف، وذلك بهدف بناء مركز مالي دولي لا يخدم رأس المال والاحتياجات المالية لفيتنام فحسب، بل يخدم العالم أيضا.
أولا، تتمتع فيتنام باقتصاد مفتوح للغاية، ويعتبر حاليا واحدا من أكثر خمسة اقتصادات انفتاحا في العالم، مع مؤشر أسعار الاستيراد والتصدير/الناتج المحلي الإجمالي يزيد عن 1.5 مرة. إن الاقتصاد المفتوح يؤدي إلى التجارة المالية المفتوحة، والتي تشكل الأساس والشرط الجيد لتطوير مركز مالي دولي.
ثانياً، تتمتع فيتنام بموقع جغرافي ملائم، حيث تقع في آسيا، بين جنوب شرق آسيا وشرق آسيا، حيث معدل النمو الاقتصادي هو الأسرع في العالم. وقال الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج إن هذه ميزة كبيرة عندما تقع فيتنام في مركز ديناميكي، مع طلب كبير على التمويل والخدمات المالية ومعظم المنتجات والخدمات في السوق المالية الدولية متوفرة بالفعل في المنطقة.
ثالثا، فيتنام بلد كبير نسبيا، إذ يبلغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة، وسكانه شباب، وسوق محلية كبيرة. وقال البروفيسور نجوين دانج بانج، إن هذا يشكل أساسًا جيدًا وميزة مقارنة ببعض المراكز المالية الحالية في المنطقة، مثل سنغافورة، أكبر مركز مالي دولي في آسيا، وهي دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 6 ملايين نسمة فقط ومساحتها تعادل جزيرة فو كوك.
وأخيرا ، تتمتع فيتنام بميزة جيوسياسية في المنطقة تمكنها من تطوير مركز مالي دولي، وهو ما لا تتمتع به كل الدول. وأشار الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج إلى أن بعض البلدان ذات المخاطر الجيوسياسية في المنطقة من غير المرجح أن تجتذب المستثمرين الدوليين أو أولئك الذين يمتلكون الكثير من الأصول.
وأشار الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج إلى أنه على الرغم من الأسس الجيدة، فإن بناء مركز مالي دولي في فيتنام يواجه أيضًا العديد من التحديات الكبرى. وأشار الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج إلى الشروط الأساسية لتشكيل وتطوير مركز مالي دولي والتي تفتقر إليها فيتنام حاليًا أو ضعيفة فيها وسيتعين عليها الاستثمار لتلبية هذه الشروط.
الشرط الأول هو الأساس القانوني الذي ينظم عمل المركز المالي الدولي، وهو أحد الأسس الأكثر تعقيداً والتي لا تستطيع الكثير من دول العالم وضعها. وقال إن أحد أعظم الأصول التي تمتلكها المملكة المتحدة، والتي تجعل لندن واحدة من أكبر المراكز المالية الدولية في العالم، هو نظامها القانوني الذي يعود تاريخه إلى ألف عام، والذي يتمتع باستقرار كبير وانفتاح كبير، مما يساعد على حماية أصول المستثمرين بقوة وفعالية ومعاقبة انتهاكات القانون في السوق المالية الدولية في لندن.
وأشار الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج إلى أن الوظيفة الأعظم للجهة المنظمة للسوق المالية الدولية هي وضع وتنفيذ القوانين لتنظيم عمليات السوق، وليس إعاقتها. وأكد أن فيتنام ليس لديها حاليًا أي خبراء تقريبًا في هذا المجال، كما أنها لا تمتلك أي خبرة في تنظيم هذه القضية. ولذلك، يتعين على فيتنام من الآن فصاعدا إعداد قاعدة قانونية جاهزة لدخول السوق المالية حيز التشغيل. في المراحل المبكرة، عندما لا يكون هناك وقت للتدريب وتنظيم السوق، سيكون من الضروري توظيف خبراء حتى لو كانت التكلفة مرتفعة.
والشرط الثاني هو ضمان وجود الموارد البشرية المحلية لخدمة عمليات المركز المالي الدولي. ويجب أن يكون هذا المورد البشري قادراً على المنافسة عالمياً في الصناعة المالية، بما في ذلك ثلاثة ركائز أساسية: التمويل؛ التكنولوجيا المتعلقة بالتمويل، بما في ذلك علوم الكمبيوتر وعلوم البيانات والموارد البشرية.
وعلى وجه الخصوص، فإن ضمان الموارد البشرية المالية يشكل تحديًا كبيرًا، مما يؤكد على أهمية تنظيم التدريب المنهجي والعلمي لضمان إنتاج كوادر قادرة على المنافسة دوليًا. وبحسب قوله، فإن بناء مركز مالي دولي يتطلب من فيتنام أن تصل على الأقل إلى مستوى سنغافورة، حيث توجد أفضل 3 جامعات في البلاد ضمن قائمة أفضل 50 كلية مالية في العالم، وضمن أفضل 8 كليات مالية في آسيا.
الشرط الثالث هو ضمان البنية التحتية للأجهزة. قال الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج إن فيتنام تتقدم بشكل أسرع، بل وأفضل من العديد من الدول، في تطوير البنية التحتية للأجهزة مثل اتصال الإنترنت، وشبكة المرور، وشبكة المطارات، وما إلى ذلك. ومع ذلك، أكد على أن البنية التحتية للأجهزة يجب أن تشمل المدارس والمستشفيات التي تلبي المعايير الدولية، لأن المركز المالي الذي يخدم العملاء الدوليين يجب أن يضمن بنية تحتية أساسية جيدة مثل الرعاية الصحية والتعليم.
وأكد الأستاذ المشارك نجوين دانج بانج أيضًا أنه لكي تصبح فيتنام مركزًا ماليًا دوليًا، يجب أن تكون قادرة على جذب المواهب العالمية. بالإضافة إلى وجود موارد بشرية محلية جيدة وقادرة على المنافسة، يجب على المركز المالي الدولي جذب المواهب العالمية في الصناعة المالية، ورواد الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية، والمصرفيين والمستثمرين إلى مدينة هوشي منه كمركز مالي.
وبحسب هذا الخبير، تتمتع مدينة هوشي منه بميزة في جذب المواهب والمستثمرين الدوليين، بفضل جاذبيتها الثقافية وتاريخها الطويل وحياتها الاجتماعية الغنية، مقارنة بسنغافورة، أكبر منافس في المنطقة في تطوير مركز مالي دولي. ويرى أن البيئة المعيشية تلعب دوراً هاماً في قرار المستثمرين في اختيار مكان العيش والعمل.
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquocte.vn/chuyen-gia-viec-hinh-thanh-mot-trung-tam-tai-chinh-quoc-te-o-viet-nam-la-tt-yeu-khach-quan-307803.html
تعليق (0)