منذ بداية الصراع، استغلت إسرائيل تفوقها العسكري والتكنولوجي على حماس، بما في ذلك آلاف الغارات الجوية لتدمير قدراتها، وإزالة العقبات لإفساح الطريق أمام الدبابات والمشاة لتشديد الحصار على مدينة غزة تدريجيا.
القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
يقوم النظام بمراقبة كل حركة
في صف من المباني بحجم الفصول الدراسية في صحراء النقب، يستخدم لواء جفعاتي، قوة المشاة الرئيسية لإسرائيل في غزة، التكنولوجيا لتنفيذ ضربات دقيقة بأسلحة مصممة خصيصًا.
ومن خلال سلسلة من شاشات الكمبيوتر والتلفزيون، يراقب قادة الألوية المواقع الحقيقية لجميع الجنود الإسرائيليين والمسلحين الفلسطينيين في غزة، ومن هناك يتخذون القرارات بنقل الجنود والأسلحة وطائرات المراقبة عبر ساحة المعركة مثل قطع الشطرنج.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال ، فإن المنشأة تضم آلاف نقاط بيانات ساحة المعركة من الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة والسفن الحربية والدبابات والجنود.
طائرة إسرائيلية بدون طيار في جنوب إسرائيل بالقرب من قطاع غزة في 9 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقد سمحت هذه البيانات للجيش الإسرائيلي بالسيطرة على مساحات واسعة من أراضي حماس في مدينة غزة في أقل من ثلاثة أسابيع، مع مقتل أقل من 50 جندياً. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير من لواء جفعاتي في مركز القيادة والسيطرة: "هذا الأمر برمته عبارة عن آلة صنع قرار".
وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني، أشرف قادة مركز قيادة "جفعاتي" على عملية الإخلاء في مستشفى الرنتيسي في غزة. وقاموا بجمع المعلومات من الجنود في الميدان، ومن الطائرات بدون طيار ومن ضباط الاستخبارات لمعرفة ما إذا كان هناك أي مسلحين بين الألف شخص الذين تم إجلاؤهم من المستشفى.
العثور على "مركز قيادة لحماس" في مستشفى بغزة
ويظهر في مقطع فيديو لعملية الإخلاء بعض الأشخاص يحملون أسلحة على أكتافهم أثناء مغادرتهم المستشفى وسط حشد من المدنيين. وتناقش القادة على الأرض وفي غرفة التحكم حول ما إذا كان ينبغي القضاء على المسلحين على الفور أو الانتظار. ويقول البعض في ساحة المعركة إن القناصة قادرون على القتل، لكن آخرين يخشون أن يتسبب ذلك في حالة من الذعر.
وأخيراً تم إطلاق سراح المسلحين. وفي اليوم نفسه، قُتل أحد المسلحين المفرج عنهم في غارة جوية لطائرة بدون طيار أثناء اختبائه في مدرسة. وهذا يدل على أن كل تحركات المسلح كانت مراقبة منذ مغادرة المستشفى.
أجهزة استشعار متقدمة

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري عند مدخل نفق لحماس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي مراكز القيادة أيضاً، ركز ضباط لواء جفعاتي على القتال تحت الأرض بعد أن اكتشف المشاة 160 مدخلاً للأنفاق، وهي البيانات التي تم استخدامها لرسم خريطة شبكة الأنفاق.
ونقل موقع "سبايتوك" عن مصدر مطلع قوله إن إسرائيل استخدمت أجهزة استشعار طيفية متطورة للبحث عن الرهائن ومخابئ مسلحي حماس. تستخدم هذه التقنية طيفًا كهرومغناطيسيًا واسعًا لتحليل وتحديد وجود البشر والأسلحة والمتفجرات والأشياء الأخرى في أعماق الأرض.
وقال المصدر إن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار المزودة بهذه المستشعرات قادرة على التحليق في السماء لجمع البيانات. وسوف يقوم الجيش بتنزيل البيانات إلى نظام استقبال قريب، ربما داخل الأراضي الإسرائيلية أو على متن سفينة حربية قبالة الساحل. لكن مشكلة هذا المستشعر أنه لا يستطيع اختراق الأنفاق المعززة بالخرسانة المسلحة، ولا يستطيع التمييز بين الرهائن والمسلحين.
جنود إسرائيليون عند مدخل نفق حماس في 9 نوفمبر/تشرين الثاني.
على شاشات التلفزيون المثبتة على الحائط، يستطيع القادة تكبير الصور عالية الجودة للحصول على نظرة أقرب على الشوارع الفردية. يتم تحديث البيانات بشكل مستمر من مصادر الاستخبارات والمراقبة التي يتم جمعها من مختلف الوحدات العسكرية ومن الجنود في ساحة المعركة.
عندما يتم رصد هدف عسكري فلسطيني، يلجأ الضباط الإسرائيليون إلى خبراء الأسلحة الجالسين بالقرب منهم لاختيار السلاح المناسب، سواء كان طائرة بدون طيار لضربات دقيقة أو طائرة مقاتلة لإطلاق الصواريخ والقنابل لتدمير مبان بأكملها. يمكنهم ربط ضابط في ساحة المعركة بطائرة هليكوبتر هجومية قريبة بشكل مباشر.
إذا تم اكتشاف وجود مدنيين بالقرب من المنطقة المستهدفة، يمكن لضباط الاستخبارات الاتصال بهم وطلب منهم المغادرة. إذا كانت وحدتان تتقدمان مباشرة نحو مجموعة من المسلحين الفلسطينيين، فإن مركز القيادة يستطيع توجيه الحركة لتجنب النيران الصديقة. إذا احتاج القادة الميدانيون إلى المراقبة الجوية، يمكن للقائد في مركز التحكم العثور على أقرب طائرة بدون طيار وإصدار الأوامر لها للطيران للدعم.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)