قناص أوكراني يتدرب على الرماية في ميدان رماية بالقرب من خط المواجهة في دونيتسك (صورة: رويترز).
في أوائل يناير/كانون الثاني، عقد المخططون العسكريون الأوكرانيون في قاعدة عسكرية أميركية في ألمانيا أسبوعا من المحادثات مع نظرائهم الأميركيين والأوروبيين، ركزت على كيفية الدفاع ضد القوات الروسية مع اقتراب الصراع من عامه الثالث.
وبحسب قناة سي بي سي نيوز ، فإنه في عام 2024، قد تظل أوكرانيا إلى حد كبير في موقف دفاعي في صراعها مع روسيا.
ولم تسفر الهجوم المضاد الأوكراني العام الماضي عن تحقيق سوى تقدم ضئيل على ساحة المعركة. في الوقت الذي تعاني فيه أوكرانيا من نقص في الذخيرة والجنود، فإن البلاد بحاجة إلى إعادة بناء وبناء قواتها، كما يقول خبراء الدفاع. لكن هذا يتطلب من الولايات المتحدة، أكبر مزود للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، ودول أخرى بذل المزيد من الجهود لدعم كييف.
يقول تيم ويلسي ويلسي، أستاذ دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن: "يتعين على أوكرانيا اتخاذ إجراءات دفاعية بموارد محدودة. وأعتقد أن أغلب الناس يعتقدون أن أوكرانيا قادرة على الصمود حتى عام 2024. ولكن بحلول عام 2025، سوف يصبح هذا الأمر محل استفهام كبير".
في الأشهر الأخيرة، حاولت أوكرانيا دفع روسيا إلى الوراء على جبهتيها الجنوبية والشرقية، من خلال بناء التحصينات على طول خط المواجهة الواسع بهدف إبقاء الجيش الروسي تحت السيطرة، في حين عززت موسكو ترسانتها من الأسلحة من خلال تعزيز الإنتاج المحلي والاعتماد على الشركاء الأجانب. ويتهم الغرب إيران وكوريا الشمالية بمواصلة توريد الأسلحة إلى روسيا لاستخدامها في حملتها العسكرية في أوكرانيا.
بعد خمسة أشهر من إطلاق أوكرانيا هجومها المضاد، اعترف أعلى جنرال في البلاد لصحيفة الإيكونوميست بأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود. لكن الجنرال الأوكراني تراجع عن هذا التصريح ردا على منشور أوكراني بعد شهر.
وتستعد أوكرانيا وروسيا للمرحلة التالية من حربهما الطويلة.
ورغم أن خطوط المعركة قد لا تتغير كثيرا في عام 2024، فإن المشهد السياسي الدولي قد يتغير بشكل كبير إذا انتُخب الرئيس السابق دونالد ترامب أو أي جمهوري آخر رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني.
تعثرت حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا في الكونجرس الأمريكي، حيث رفض الجمهوريون تمريرها ما لم يوافق الديمقراطيون على تشديد أمن الحدود ومكافحة المعابر الحدودية غير القانونية.
أوكرانيا تطلب المساعدة
خط الدفاع الروسي المتعدد الطبقات في أوكرانيا (صورة: رويترز).
عندما التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالزعيم الليتواني في فيلنيوس مؤخرًا، أعلن أن عام 2024 سيكون حاسمًا بالنسبة لأوكرانيا وشركائها، معترفًا بأن إحدى أكبر المشاكل التي تواجه كييف هي الافتقار إلى أنظمة الدفاع الجوي الحديثة.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، وعدت كندا بتزويد أوكرانيا بنظام صواريخ أرض-جو بقيمة 400 مليون دولار، لكن هذا النظام لم يتم تسليمه بعد. ويتم إنتاج النظام المعروف باسم "NASAMS" بشكل مشترك من قبل شركات أمريكية ونرويجية، ومن غير الواضح متى سيتم نشره في أوكرانيا.
وفي ديسمبر/كانون الأول، قال جنرال عسكري أوكراني كبير لرويترز إن نقص الذخيرة، وخاصة قذائف المدفعية، أجبر الجيش الأوكراني على تقليص عملياته العسكرية.
وقال باتريك بيري، وهو كابتن سابق في الجيش البريطاني ومحلل لحلف شمال الأطلسي، في مقابلة مع شبكة سي بي سي : "لا يمكنهم إطلاق الكثير من القذائف... لقد ارتفع المعدل من حوالي 7000 قذيفة يوميا إلى حوالي 1000-2000 على الجبهة بأكملها".
وقال بوري إن روسيا لديها الآن ميزة على أوكرانيا في عدد القذائف المدفعية التي يمكنها إطلاقها عبر خط المواجهة.
وقال الخبير بوري إن "هذا يرجع بشكل رئيسي إلى الإنتاج الأوروبي والأميركي، الذي على الرغم من الزيادة الكبيرة، إلا أنه لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب".
انتقد المستشار الألماني أولاف شولتز الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بسبب عدم بذلها جهودا كافية لتوفير الأسلحة الكافية لأوكرانيا.
وبحسب تقرير أصدرته وزارة الدفاع الإستونية أواخر العام الماضي، فقد قام الاتحاد الأوروبي بالفعل بتزويد أوكرانيا بـ300 ألف من المليون قذيفة مدفعية المتفق عليها، وسيتعين عليه زيادة معدلات الإنتاج بشكل كبير لتلبية الحد الأدنى من احتياجات أوكرانيا على مدى العامين المقبلين.
وتوقع التقرير أن تتمكن أوكرانيا من الفوز في الحرب مع روسيا بحلول عام 2026 على أقصى تقدير.
وقال كونراد موزكيا، محلل الدفاع ومدير شركة روشون للاستشارات، إن روسيا تمكنت من زيادة إنتاج المركبات العسكرية والمدفعية من خلال وضع الاقتصاد على أساس الحرب، مع تشغيل بعض المصانع على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
ولا توجد بيانات دقيقة عن مستويات الإنتاج في روسيا، لكن محللين أوكرانيين مستقلين يعتقدون أن روسيا قادرة على إنتاج وتحديث وإصلاح 1000 دبابة سنويا، وفقا لموزيكا.
وقال "نعتقد أن معدل الإنتاج الحالي (في روسيا) سيظل مستداما خلال السنوات القليلة المقبلة".
تمكنت روسيا من تعزيز قوتها العسكرية، بفضل التعبئة والتجنيد. لكن خبراء اقتصاد روس حذروا من تفاقم أزمة نقص العمالة مع رحيل ملايين الأشخاص من روسيا في الأيام الأولى للصراع.
وفي الوقت نفسه، غادر ملايين الأشخاص أوكرانيا أيضًا، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 30 مليون شخص فقط يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا حاليا.
ويدرس البرلمان الأوكراني مشروع قانون لخفض السن العسكرية من 27 إلى 25 عاما، في حين طلب الجيش 500 ألف جندي إضافي.
ومع ذلك، فإن نشر القوات في ساحة المعركة ليس سوى الخطوة الأولى، حيث يقول الخبراء إن برنامج التدريب في أوكرانيا يحتاج إلى التحسين لإعداد الجنود والضباط القياديين بشكل أفضل على الخطوط الأمامية.
وقال بوري "يمكنك أن تتخيل وضع مجموعة من المتطوعين في الميدان، ولكن منحهم خمسة أسابيع فقط من التدريب لمهاجمة الخطوط الروسية".
وقال إن أوكرانيا حققت نجاحا كبيرا في استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار لاستهداف البنية التحتية العسكرية الروسية، بما في ذلك أسطول البحر الأسود، ويعتقد أن هذا سيكون جزءا رئيسيا من استراتيجية كييف في الأشهر المقبلة.
تواصل أوكرانيا الضغط على شركائها لتزويدها بالأسلحة لتلبية احتياجاتها العسكرية. وقال بوري إن "أوكرانيا تتعرض لضغوط لأنها تريد أن تظهر لشركائها الغربيين أنها قادرة على الفوز في ساحة المعركة".
ويعتقد السيد بوري أن القرارات التي ستتخذها أوكرانيا هذا العام ينبغي أن تكون أكثر استراتيجية.
وأضاف الخبير أن "أوكرانيا بحاجة في عام 2024 إلى التركيز على توفير الموارد والحصول على أسس متينة للفوز في حرب كبرى وطويلة الأمد".
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)