طلبت عدة دول أوروبية من الجزائر زيادة إمدادات الغاز وسط تفاقم أزمة الطاقة العالمية في أعقاب الصراع بين روسيا وأوكرانيا في "القارة العجوز" والصراع بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط.
قال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في 28 أبريل/نيسان: "نحن دولة متوسطية، ودولة منتجة للغاز. ويتزايد طلب شركائنا الأوروبيين علينا لتزويدنا بمزيد من الغاز".
وأشار عطاف، خلال حديثه في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية الرياض، إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا تزال تؤثر وتعطل سلسلة توزيع الطاقة في المنطقة.
مع إطلاق الكرملين لحملته العسكرية في أوكرانيا، بدأت الدول الأوروبية ــ التي تعتمد إلى حد كبير على الغاز الروسي ــ في البحث عن سبل للحد من هذا الاعتماد وإيجاد إمدادات بديلة. ولذلك تم استهداف ألريجيا.
على سبيل المثال، تفاوضت إيطاليا ــ التي تعتمد على روسيا في 40% من وارداتها من الغاز ــ على صفقة طاقة طويلة الأجل مع شركة سوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة.
وبموجب الاتفاق، ستزيد الدولة الواقعة في شمال أفريقيا تدريجيا تدفقات الغاز إلى إيطاليا عبر خط أنابيب ترانسميد، بما في ذلك 9 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز هذا العام، تكملها المشتريات الفورية.
محطة غاز كريشبة في حقل غاز عين صالح في الجزائر. الصورة: الأسبوعية العربية
وتعد الجزائر أيضًا أحد كبار موردي الغاز إلى إسبانيا وفرنسا. من حيث حجم السوق، تمتلك الجزائر عاشر أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في العالم، وهي رابع أكبر مصدر للغاز في العالم. وهو ما يسمح للجزائر بتعزيز دورها الاستراتيجي والسياسي في المنطقة.
وسجلت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا زيادة بنسبة 25% على أساس سنوي في صادراتها من الغاز الطبيعي المسال في الأشهر السبعة الأولى من عام 2023، لتصل إلى 8.8 مليار متر مكعب. واستفادت دول الحزام الأوروبي من هذا النمو، حيث ستستوعب 3.7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الجزائري بحلول عام 2023، بحسب بلومبرغ.
وستتطلب جهود الجزائر لتعزيز الإنتاج المحلي والحفاظ على صادرات الغاز المرتفعة الاستمرار في تطوير حقول الغاز، على غرار مشروع تعزيز المرحلة الثالثة لحاسي الرمل التابع لشركة سوناطراك، والذي ساعد في تعزيز مستويات الإنتاج في عام 2021.
وأضاف وزير الخارجية الجزائري خلال حضوره الحدث في الرياض، أن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يؤثر أيضا على منطقتنا، ولدينا منطقة الساحل... وهو ما يتطلب تدخلا أكثر فعالية من الأمم المتحدة ومجلس الأمن".
منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حذر خبراء من أن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة قد تشكل تهديدا خطيرا لسوق الغاز الطبيعي في المنطقة، وقد تؤثر على إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
كما أن احتمال جر إيران، الداعمة لحماس والعدو اللدود لإسرائيل، إلى الصراع يشكل أيضاً مخاطر جدية على أسواق الطاقة .
مينه دوك (بحسب صحيفة العربي الجديد، عرب نيوز)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)