بعد المباراة الافتتاحية، أعجبت جماهير إسبانيا بشكل خاص بأداء النجم الشاب لامين يامال البالغ من العمر 16 عامًا، ومرونة ومهارة فابيان رويز، وخبرة داني كارفاخال. ولكن قليل من الناس لاحظوا أن إسبانيا أظهرت وجهاً مختلفاً تماماً، عندما استحوذت على الكرة أقل من خصومها للمرة الأولى منذ 16 عاماً، بعد خوضها 136 مباراة دولية منذ نهائي كأس الأمم الأوروبية 2008.
كشف القائد رودري عن هذا الأسلوب الجديد قبل المباراة: "عندما يفقد الاستحواذ فعاليته، سنجد أساليب لعب مختلفة للفوز. سيلعب الفريق بأي أسلوب وفلسفة، طالما أنها تحقق الفوز. هذه هي كرة القدم، ويجب عليك التكيف والتغيير ضد أي خصم".
قبل مباراة كرواتيا، لم تهتم وسائل الإعلام بتصريحات رودري، لأنها كانت الإجابة "النموذجية" المعتادة من اللاعبين. ومع ذلك، عندما انتهت المباراة ضد كرواتيا، اعتبرت تعليقات لاعب خط الوسط البالغ من العمر 27 عامًا بمثابة بيان ثوري فيما يتعلق بأسلوب لعب المنتخب الإسباني على مر السنين.
وتذكروا أنه في كأس العالم 2022، كان منتخب إسبانيا تحت قيادة لويس إنريكي يعتبر المرشح الأبرز للفوز بالبطولة عندما سحق كوستاريكا 7-0 في المباراة الافتتاحية. لكنهم خرجوا من دور الستة عشر على يد المغرب في مباراة سيطروا فيها على الكرة بنسبة 77٪، وأتموا أكثر من 1000 تمريرة، لكنهم لم يسددوا سوى تسديدة واحدة على المرمى طوال 120 دقيقة.
منذ الهزيمة المريرة في كأس العالم 2022، لم تكن رحلة إحياء أسلوب لعب المنتخب الإسباني تحت قيادة لويس دي لا فوينتي سهلة. وتعرض المدرب البالغ من العمر 62 عامًا لانتقادات شديدة بسبب اختباره ما يصل إلى 50 لاعبًا في أول 10 مباريات، وهو ما انتهى بالخسارة 0-2 أمام اسكتلندا في تصفيات بطولة أوروبا 2024. وبعد ذلك فقط، بدأ دي لا فوينتي يكتسب تدريجيًا دعمًا من جماهير الفريق المضيف من خلال عروضه المثيرة للإعجاب بفضل أسلوب لعبه الجديد.
وبعد ذلك في بطولة يورو 2024، لن تكون صورة الفريق الإسباني المهووس بالسيطرة على الكرة موجودة. وبدلاً من ذلك، ركز فريق دي لا فوينتي على البراجماتية، مستغلاً الكرات القطرية الطويلة إلى الجناحين ليتمكن لامين يامال أو نيكو ويليامز من الوصول إلى المرمى بأسرع ما يمكن. كانت الأهداف الثلاثة التي سجلتها إسبانيا في 18 دقيقة ضد كرواتيا دليلاً واضحاً على أسلوب اللعب المباشر والسريع والفعال الذي يجمع بين الشباب والخبرة.
في الماضي، كان أجنحة المنتخب الإسباني مثل بيدرو وأندريس إنييستا وديفيد سيلفا يميلون إلى استلام الكرة ثم الانتقال إلى منطقة الوسط لتوزيعها والحفاظ على الاستحواذ. ومع ذلك، تحت قيادة دي لا فوينتي، حصل الجناحان المتميزان مثل لامين يامال ونيكو ويليامز على المزيد من اللعب المباشر والإبداع. وبحسب الإحصائيات، نجح جناحو المنتخب الإسباني في إتمام 8 مراوغات ناجحة في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا.
لكن أداء لويس دي لا فوينتي كشف أيضا عن بعض العيوب، بعدما لجأت إسبانيا للعب ببطء وتخلت عن السيطرة على الكرة لصالح كرواتيا. اضطرار دفاع إسبانيا للدفاع بعمق جعله يواجه العديد من المواقف التي تضرب فيها كرواتيا في منطقة الوسط. حصل مهاجمو كرواتيا على ثلاث فرص جيدة على الأقل عندما استغلوا الثغرات أمام دفاع إسبانيا المكون من أربعة لاعبين - حيث واجه رودري يومًا صعبًا نسبيًا.
[إعلان 2]
المصدر: https://laodong.vn/bong-da-quoc-te/tu-bo-tiki-taka-lieu-tay-ban-nha-co-the-vo-dich-euro-2024-1355401.ldo
تعليق (0)