ومن المقرر أن تعقد مصر جولة جديدة من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة في العاشر من مارس/آذار لإنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحماس، وسط حرب تسببت في كارثة إنسانية خطيرة في هذا القطاع المطل على البحر الأبيض المتوسط.
قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولجاريك إن الوضع في قطاع غزة يتدهور كل ساعة. لا يوجد مكان آمن لأحد. (المصدر: وكالة فرانس برس) |
وبحسب وسائل إعلام مصرية، فإن الجولة الجديدة من المحادثات التي تعقد في القاهرة بمشاركة وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن حماس، ستناقش وتدعم نتائج الاجتماع في باريس (فرنسا) بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس قبل شهر رمضان المبارك.
وتهدف الجولة الجديدة من المحادثات أيضا إلى وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، وضمان عودة النازحين الفلسطينيين، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وانتهت الجولة السابقة من المحادثات في القاهرة في السابع من مارس/آذار دون تحقيق أي تقدم يذكر. وباتت احتمالات التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع قبل شهر رمضان، الذي يبدأ في الحادي عشر من مارس/آذار، ضئيلة.
واستمرت المحادثات الأسبوع الماضي لمدة خمسة أيام حيث وصلت جهود الوسطاء إلى طريق مسدود بعد أن قاطع الوفد الإسرائيلي المحادثات بسبب رفض حماس تقديم قائمة بأسماء الرهائن الناجين.
ويأمل المحللون أن تؤدي جهود الوسطاء، فضلاً عن بعض التنازلات من الأطراف المتحاربة، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة عشية شهر رمضان، وبالتالي خلق الأساس لوقف إطلاق نار طويل الأمد بين إسرائيل وقوات حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
* وفي وقت سابق، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 9 مارس/آذار إلى وقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح الرهائن، وإتاحة الوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين.
بعد خمسة أشهر من الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية، قيّمت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، الوضع في قطاع غزة قائلةً: "يتدهور الوضع في قطاع غزة ساعةً بعد ساعة. لا يوجد مكان آمن لأحد. إن عدد القتلى المدنيين واستمرار احتجاز الرهائن أمرٌ صادم وغير مقبول".
وفي ضوء الوضع الحالي، وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثلاثة نداءات عاجلة. ودعت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها إلى "وقف الأعمال العدائية" لتسهيل العمليات الإنسانية.
وجددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبها بالوصول إلى الرهائن الذين تم أسرهم في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والإفراج "غير المشروط" عن الرهائن المتبقين. ودعت السيدة سبولجاريك إلى احترام كرامة الرهائن وسلامتهم واحتياجاتهم الطبية.
وفي الختام طالب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمعاملة المعتقلين الفلسطينيين معاملة إنسانية والسماح لهم بالتواصل مع عائلاتهم. ويجب إبلاغ اللجنة الدولية للصليب الأحمر والسماح لها بزيارة الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.
* في هذه الأثناء، قالت جمعية "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الأميركية إنها تقوم بتحميل المساعدات لقطاع غزة على متن سفينة في قبرص ، استعدادا لتسليم أول شحنة مساعدات إلى القطاع عبر ممر ملاحي تأمل المفوضية الأوروبية في فتحه هذا الأسبوع.
رست السفينة "أوبن آرمز" التي تحمل العلم الإسباني في ميناء لارنكا في قبرص قبل ثلاثة أسابيع. قبرص هي الدولة الأقرب إلى غزة في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب إعلان صادر عن منظمة "مطبخ العالم المركزي" في الثامن من مارس/آذار، تقوم فرق من هذه المنظمة في قبرص بتحميل طرود المساعدات الإنسانية على السفن لنقلها إلى شمال غزة. على مدى الأسابيع القليلة الماضية، عملت منظمة World Central Kitchen مع شريكتها منظمة Open Arms غير الحكومية للتحضير لافتتاح ممر شحن يسمح بزيادة جهود الإغاثة في المنطقة.
وأعلنت منظمة "أوبن آرمز" عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" أن الجهود المبذولة لإنشاء ممر إنساني في البحر لتوصيل المساعدات إلى غزة تحرز تقدما وأن قاطرات المنظمة جاهزة للمغادرة على الفور، وهي تحمل أطنانا من الطعام والمياه والإمدادات الأساسية للمدنيين الفلسطينيين.
في وقت سابق، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن أملها في افتتاح ممر للنقل البحري في العاشر من مارس/آذار. وقالت إن "عملية تجريبية" انطلقت في الثامن من مارس/آذار، بدعم من الإمارات العربية المتحدة، لضمان "توصيل أولى شحنات المساعدات العديدة إلى سكان غزة".
ولا يوجد ميناء عامل في غزة حاليا، ولم يوضح المسؤولون إلى أين ستذهب الشحنة الأولى، وما إذا كانت ستخضع للتفتيش الإسرائيلي أو من سيوزع المساعدات.
وفي الثامن من مارس/آذار أيضاً، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الخطة الأميركية لإنشاء "محطة بحرية مؤقتة" في غزة قد تستغرق ما يصل إلى 60 يوماً وقد تشمل أكثر من ألف جندي أميركي.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)