خطر على الصحة العامة
وبحسب معلومات من السلطات، نظمت هذه العصابة إنتاج 21 نوعا من الأدوية المزيفة، معظمها أدوية حديثة لعلاج أمراض العظام والمفاصل وتحسين الصحة، مصنوعة من مكونات رخيصة مثل فحم الخيزران، ونشا التابيوكا، والمواد اللاصقة، والنكهات والأصباغ الصناعية.
يتم تعبئة المنتجات المقلدة بشكل متطور، وتقليد العلامات التجارية للعديد من شركات الأدوية الشهيرة، ثم يتم توزيعها من خلال الشبكات الاجتماعية ومنصات التجارة الإلكترونية ومنافذ البيع بالتجزئة بحجم معاملات يصل إلى أكثر من 200 مليار دونج.
والجدير بالذكر أن الأشخاص الموجودين في الحلقة ليس لديهم أي خبرة في الطب أو الصيدلة، وليس لديهم ترخيص لإنتاج أو تجارة الأدوية، ولكنهم لا يزالون ينظمون بكل وقاحة خط إنتاج "سري" مباشرة في المناطق السكنية، بغض النظر عن سلامة المستهلك والقانون.
إن مشكلة الأدوية المزيفة ليست جديدة، ولكن تعقيدها المتزايد وحجمها يجعل السيطرة عليها أمرا صعبا. إن عواقب الأدوية المزيفة على صحة الإنسان لا يمكن قياسها.
أولاً، إنه يشكل خطراً مباشراً على حياة المستخدم. بسبب مكوناتها ذات الأصل غير المعروف، فإن الأدوية المقلدة لا تملك تأثيرًا علاجيًا فحسب، بل يمكن أن تسبب أيضًا التسمم الحاد والحساسية وفشل الكبد وفشل الكلى وتلف الأعصاب وحتى الموت. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وغيرها، فإن استخدام الأدوية المقلدة يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، ويؤخر عملية العلاج، وحتى يجعل المرض أسوأ.
وليس هذا فحسب، بل إن الأدوية المقلدة ــ وخاصة المضادات الحيوية المقلدة أو رديئة الجودة ــ تشكل سببا مباشرا لمقاومة الأدوية، مما يقلل من فعالية أنظمة العلاج. وهذا هو التحدي العالمي الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية مرارا وتكرارا.
ولا تتوقف العواقب عند الصحة الشخصية، بل تؤثر بشكل خطير أيضًا على النظام الصحي الوطني، وتؤدي إلى تآكل ثقة الناس في الطب والأطباء، وزيادة عبء تكاليف العلاج على الأسر والمجتمع.
من منظور اجتماعي واقتصادي، تشكل الأدوية المقلدة عاملاً يعطل سوق الأدوية، ويضر بسمعة شركات التصنيع الأصلية ويربك المستهلكين. إن كل حبة دواء مزيفة تطفو في السوق تشكل خرقاً للثقة، ورابطاً يدفع سوق الأدوية إلى دوامة من المنافسة غير الصحية. علاوة على ذلك، غالباً ما يرتبط إنتاج واستهلاك الأدوية المزيفة بالتهرب الضريبي وغسيل الأموال والعمل غير المشروع وغير ذلك من الأنشطة الإجرامية المنظمة.
الحاجة إلى دراسة النظام القانوني واستكماله وإتقانه
من الناحية القانونية، يعد فعل إنتاج وتداول الأدوية المقلدة إحدى الجرائم الخطيرة المنصوص عليها في المادة 194 من قانون العقوبات لسنة 2015 (المعدل والمكمل سنة 2017).
وبناء على ذلك، يمكن الحكم على كل من ينتج أو يتاجر في الأدوية أو الأدوية الوقائية المزيفة بالسجن من سنتين إلى عشرين سنة، أو السجن المؤبد أو الإعدام - حسب خطورة الجريمة والعواقب والظروف المشددة. قد يتم تغريم الكيانات القانونية التجارية التي تنتهك القانون بما يصل إلى 20 مليار دونج، أو تعليق عملياتها بشكل دائم، أو منعها من العمل في مجالات معينة.
وفي قضية ثانه هوا ، كانت علامات الجريمة واضحة للغاية: منظمة، واحترافية، ومتكررة، وتتسبب في أضرار جسيمة للمجتمع والصحة البشرية. وبالنسبة لمثل هذه الأفعال، فمن الضروري تطبيق أقصى إطار من العقوبات لردع ومنع تكرار أفعال مماثلة.
إن التعامل الصارم ليس عادلاً للمستهلكين فحسب، بل هو أيضاً رسالة قوية من القانون ضد المجرمين "المختبئين" في المجال الطبي - وهو مجال وثيق الصلة بالحياة البشرية.
ومع ذلك، لمكافحة مشكلة الأدوية المزيفة، لا يمكننا الاعتماد فقط على الكشف عن المخالفات ومعالجتها بعد وقوعها. يجب أن يكون هناك نظام وقاية صارم من المدخل إلى المخرج. أولا، من الضروري تشديد إدارة تراخيص إنتاج وتداول الأدوية، وفي الوقت نفسه استكمال قاعدة البيانات الوطنية للأدوية، مما يساعد الناس على تتبع أصل المنتجات بسهولة. وتحتاج وكالات إدارة السوق ومفتشي الصحة إلى التنسيق الوثيق مع الشرطة والجمارك وحرس الحدود في الكشف عن وتدمير حلقات إنتاج وتهريب الأدوية المقلدة عبر الحدود.
وهناك عامل مهم آخر وهو رفع مستوى الوعي العام. يجب أن يكون الناس مزودين بالمعرفة الأساسية لتحديد الأدوية المزيفة، ومعرفة كيفية التحقق من معلومات المنتج، والملصقات، وتواريخ انتهاء الصلاحية، ويجب عليهم شراء الأدوية من المرافق المرخصة. وفي الوقت نفسه، من الضروري تعزيز دور الصحافة في الإبلاغ الفوري عن الحوادث، وكشف أساليب الاحتيال المعقدة، وخلق الضغط العام، والمساهمة في "تنظيف" سوق الأدوية.
وعلى المستوى الكلي، يتعين على الدولة دراسة واستكمال وتطوير النظام القانوني المتعلق بالأدوية واللوائح الخاصة بالعقوبات المفروضة على إنتاج وتجارة الأدوية المقلدة في اتجاه تشديد العقوبات، وخاصة في حالات تكرار الجرائم أو الجرائم المنظمة أو تلك التي تسبب عواقب وخيمة. وبالإضافة إلى ذلك، من الضروري إصدار آلية لحماية المبلغين عن المخالفات وتشجيع الشركات والمستهلكين على المشاركة في رصد وكشف الانتهاكات.
الصحة هي أغلى ما يملكه كل فرد والأمة بأكملها. إن حماية سلامة الأدوية ليست مسؤولية قطاع الصحة والسلطات فقط، بل هي مسؤولية المجتمع بأكمله. يجب أن يصبح كل فرد وكل عائلة "درعًا" ضد مشكلة الأدوية المزيفة، من خلال العمل معًا لبناء بيئة طبية صحية وشفافة وإنسانية. لأن في هذه الحرب اللامبالاة شريك، واليقظة حياة.
الفريق أول، الأستاذ المشارك، الدكتور دونج داي لوك
المصدر: https://baophapluat.vn/thuoc-gia-hiem-hoa-cho-cong-dong-doi-hoi-che-tai-nghiem-khac-post546215.html
تعليق (0)