تتعهد فيتنام ببذل كل الجهود الممكنة لتحقيق هدف انبعاثات صفرية صافية قبل عام 2050، مما يساهم في تطوير عالم أخضر ونظيف وجميل ومستدام.

وبحسب مراسل خاص لوكالة أنباء فيتنام، استمرت قمة مجموعة العشرين 2024، اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني بالتوقيت المحلي، في ريو دي جانيرو (البرازيل)، بجلسة نقاش حول التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة، برئاسة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس مجموعة العشرين لهذا العام.
حضر رئيس الوزراء فام مينه تشينه وألقى كلمة في جلسة المناقشة؛ شارك بثلاث توصيات للمساعدة في إعادة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة إلى المسار الصحيح، وتسريعها والوصول إلى خط النهاية في الوقت المحدد.
وفي جلسة المناقشة، أشار القادة إلى أن التقدم في تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة يتباطأ، مؤكدين على الصعوبات التي تواجهها البلدان النامية في ضمان التحول العادل في مجال الطاقة.
كما تبادل القادة الحلول الرامية إلى الحد من التفاوت الاقتصادي وتحسين الرعاية الاجتماعية وحماية البيئة. وتحظى سياسات التمويل الأخضر وتعبئة الموارد الدولية لدعم البلدان النامية بدعم كبير.
وأكد المؤتمر على ضرورة زيادة الموارد المالية اللازمة للتحول العالمي في مجال الطاقة، مشددا على ضرورة تنويع مصادر رأس المال الاستثماري في التكنولوجيا والبنية الأساسية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التحول في مجال الطاقة، وخاصة في البلدان النامية.

وفي كلمته، أكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه على سياسة فيتنام الثابتة بشأن التنمية المستدامة والتزامها بعدم التضحية بالضمان الاجتماعي والتقدم والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وحده.
واستنادا إلى المثل الشهير: "نحن لا نرث الأرض من أسلافنا، بل نستعيرها من الأجيال القادمة"، أكد رئيس الوزراء أن كل عمل نقوم به اليوم سيحدد مصير الأجيال القادمة.
ومن هذا المنطلق، تتعهد فيتنام ببذل كل الجهود، بالتعاون مع البلدان الأخرى والشركاء والمجتمع الدولي، من أجل تحقيق هدف الانبعاثات الصفرية الصافية قبل عام 2050، والمساهمة في تطوير عالم أخضر ونظيف وجميل ومستدام، من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
وللمساهمة في إعادة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة إلى المسار الصحيح، وتسريعها والوصول إلى خط النهاية في الوقت المحدد، قدم رئيس الوزراء للمؤتمر ثلاثة مقترحات:
الأول هو التركيز على تعزيز ثلاثة تحولات رئيسية: التحول الرقمي، والتحول الأخضر، وتحول الطاقة. وأكد رئيس الوزراء أن التحول الرقمي مطلب موضوعي وأساس؛ يعتبر التحول الأخضر أمرا مركزيا وموجها؛ يعد التحول في مجال الطاقة القوة الدافعة للتنمية المستدامة وخفض انبعاثات الكربون.
وأكد رئيس الوزراء أن العلم والتكنولوجيا والابتكار تلعب دورا محوريا ومبتكرا وهي المفتاح لعمليات التحول من أجل التنمية المستدامة.
ولذلك اقترح رئيس الوزراء أن تتولى مجموعة العشرين زمام المبادرة في ربط الموارد وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا وتوفير الدعم المالي وتعزيز القدرات وإنشاء نظام بيئي مفتوح للعلوم والتكنولوجيا والابتكار للدول النامية مع مبدأ عدم تسييس العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
ثانياً، التركيز على تعزيز الاستثمار في الإنسان مع وجهة نظر متسقة مفادها أن الإنسان هو المركز والموضوع والهدف والقوة الدافعة والمورد الأكثر أهمية للتنمية؛ مع التركيز على التقدم والمساواة والضمان الاجتماعي وحماية البيئة.
وبهذه الروح، رحب رئيس الوزراء بجهود البرازيل الرامية إلى الحد من عدم المساواة، وخاصة بالنسبة للنساء والأطفال، وضمان العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة خلال عام رئاستها لمجموعة العشرين.
وأكد رئيس الوزراء أن هذه شروط مهمة وأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة بما يخدم مصالح الشعب، "دون ترك أي أحد خلف الركب".
وأخيرا، دعا رئيس الوزراء إلى تعزيز نماذج التعاون المالي المبتكرة والاستثمار الفعال، وخاصة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتحرير وتعبئة واستخدام جميع الموارد بشكل فعال من أجل التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة.

وفي هذه المناسبة، أبلغ رئيس الوزراء فام مينه تشينه المؤتمر أيضًا أن فيتنام ستستضيف قمة الشراكة من أجل النمو الأخضر والأهداف العالمية (P4G) في أبريل 2025؛ ويؤكد أن هذا هو جهد فيتنام للمساهمة في تعزيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة. وحظي إعلان فيتنام بترحيب واستجابة من جانب المؤتمر.
وتحت قيادة الرئيس والجهود المبذولة لتنحية الخلافات جانباً، اعتمد المؤتمر إعلاناً مشتركاً للمؤتمر يؤكد على رسالة التضامن الدولي، وتعزيز التعددية، والتعاون في مكافحة الفقر، وتعزيز التنمية المستدامة.
وفي الحفل الختامي للقمة، سلم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مطرقة الرئاسة إلى الرئيس سيريل رافاموزا، مما يعني رسميًا انتقال رئاسة مجموعة العشرين لعام 2025 إلى جمهورية جنوب أفريقيا. ومن المتوقع أن يكون موضوع قمة مجموعة العشرين في العام المقبل هو "تعزيز التضامن والمساواة والتنمية المستدامة".
لقد حققت قمة مجموعة العشرين لعام 2024 نجاحًا كبيرًا، حيث اختتمت رئاسة البرازيل بتسليط الضوء على تعزيز أجندة مجموعة العشرين لمواصلة التركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك لدول نصف الكرة الجنوبي اليوم.
لقد عملت الدولة المضيفة البرازيل على الترويج من خلال العديد من المبادرات المهمة في مجالات الحد من الفقر، والحوكمة العالمية، ومبادئ تعزيز التنمية المستدامة، وتخطيط الطاقة، والتنوع البيولوجي...
وفي سياق المنافسة الجيوسياسية الشرسة الأخيرة، فإن حقيقة أن قمة مجموعة العشرين لعام 2024 تواصل تحقيق العديد من النتائج المهمة تظهر الحاجة إلى قيام البلدان بتعزيز التعددية والتضامن الدولي للعمل معا لمعالجة التحديات المشتركة.
حظيت مشاركة رئيس الوزراء فام مينه تشينه ومساهمته المسؤولة في المؤتمر بتقدير كبير من جانب دول مجموعة العشرين والضيوف، مما يدل على مكانة فيتنام المتنامية ودورها ومكانتها المرموقة ومكانتها الدولية في معالجة التحديات العالمية.
هذا هو النشاط الأخير لرئيس الوزراء فام مينه تشينه خلال رحلة العمل التي قام بها لحضور قمة مجموعة العشرين والأنشطة الثنائية في البرازيل. وفي نفس بعد الظهر، غادر رئيس الوزراء فام مينه تشينه وزوجته، برفقة وفد فيتنامي رفيع المستوى، ريو دي جانيرو في زيارة رسمية إلى جمهورية الدومينيكان بدعوة من الرئيس الدومينيكي لويس أبي نادر وزوجته.
مصدر
تعليق (0)