وبحسب صحيفة نيكي آسيا، فإن وزارة التجارة التايلاندية قد تختتم التحقيق في يونيو/حزيران، بعد تلقي طلب تحقيق العام الماضي من شركات ساهافيريا ستيل، وجي ستيل، وجي جي ستيل، وهي أكبر شركات إنتاج لفائف الصلب المدرفلة على الساخن في تايلاند.

وفي وقت سابق، تلقت الوكالة التماسًا من بعض أكبر مصنعي الصلب المدرفل الساخن في البلاد، في سياق معاناة الشركات في أرض المعابد الذهبية بسبب عدم قدرتها على بيع منتجاتها.

وطلب المدعون من وزارة التجارة والصناعة التحقيق في قضية 17 منتجا صينيا للصلب يزعم أنهم تهربوا من رسوم مكافحة الإغراق، بعد تغيير المكونات في منتجاتهم الفولاذية. وبحسب وزارة المالية التايلاندية، عثرت السلطات التايلاندية على أدلة على هذا التغيير والإغراق من جانب منتجي الصلب الصينيين.

وتواجه منطقة جنوب شرق آسيا، الوجهة الأولى لصادرات الصلب الصينية، فائضاً واسع النطاق في العرض مع ركود قطاعات العقارات والبنية الأساسية والتصنيع في الصين. ظل إنتاج الصين من الصلب الخام العام الماضي عند نفس المستوى الذي كان عليه في عام 2022، على الرغم من انخفاض الاستهلاك بنسبة 3.5% على أساس سنوي. ارتفعت الصادرات بنسبة 39%.

الفولاذ الصيني 2.jpg
انخفض إنتاج الصلب في تايلاند خلال العامين الماضيين بسبب النمو الهائل في الصلب المستورد.

وفي الوقت نفسه، تشهد واردات تايلاند من الصلب ارتفاعاً حاداً، لتصل إلى 63% من إجمالي العرض بحلول عام 2023، مقارنة بـ 58% في عام 2014. وخلال الفترة نفسها، انخفض الإنتاج المحلي من 42% إلى 37% من إجمالي العرض. استخدمت تايلاند ما مجموعه 16 مليون طن من الفولاذ في عام 2023. وأنتجت البلاد 30% فقط من طاقتها، وهو أقل من متوسط ​​جنوب شرق آسيا البالغ 58% أو المتوسط ​​العالمي البالغ 77%.

وقال السيد ويروت روتواتاناشاي، رئيس معهد الحديد والصلب التايلاندي، إن السماح لصناعة الصلب التايلاندية بالموت من شأنه أن يمثل مشكلة للأمن القومي. وأضاف في تصريح لصحيفة نيكي آسيا: "يتعين علينا حماية الصناعة المحلية في حالة حدوث مشاكل مثل اضطرابات سلسلة التوريد، خاصة الآن مع وجود العديد من الصراعات الجيوسياسية".

وقال ويروت، رئيس معهد الحديد والصلب التايلاندي، إن السبائك التي يخلطها المنتجون الصينيون في منتجات الصلب لتجنب إجراءات مكافحة الإغراق تسبب مشاكل في مراقبة الجودة بالنسبة لمصنعي الصلب التايلانديين، الذين يعتمدون على الخردة بدلاً من خام الحديد.

الفولاذ الصيني
صرح السيد ويروت روتواتاناشاي، رئيس معهد الحديد والصلب التايلاندي، بأن السماح لصناعة الصلب التايلاندية بالموت من شأنه أن يشكل مشكلة للأمن القومي.

بفضل العرض الوفير، يقدم المنتجون الصينيون للمشترين التايلانديين أسعارًا أرخص من منتجي الصلب المحليين. في عام 2023، كانت أسعار الفولاذ المجلفن من الصين أقل بنسبة 39% من أسعار الفولاذ المجلفن من تايلاند. يتم بيع لفائف الفولاذ الصينية بخصم 16٪.

وفي جلسة استماع عامة أمام وزارة التجارة والصناعة، عارض مستوردو الصلب من الصين في تايلاند الاقتراح المذكور أعلاه. وقالوا إن الأخطاء في قرارات الاستثمار هي التي أدت إلى فقدان صناعة الصلب المحلية قدرتها التنافسية.

في عام 2017، حذر مركز الاستخبارات الاقتصادية التابع لبنك سيام التجاري، عندما فرضت تايلاند تدابير مكافحة الإغراق على مجموعة من منتجات الصلب المستوردة، من أن "شركات صناعة الصلب التايلاندية يجب أن تركز على تحسين جودة المنتج وتوسيع قنوات المبيعات لتجنب المنافسة السعرية، وإلا فإنها ستخسر أمام الواردات الرخيصة على الرغم من تدابير الحماية الحكومية".

وتأمل بعض شركات الصلب التايلاندية الاستفادة من الحوافز الحكومية من خلال توريد الصلب المتخصص إلى مصنعي المركبات الكهربائية. لكن التحول إلى منتجات ذات قيمة أعلى سيتطلب الاستثمار وتبادل المعرفة من شركات مثل شركة نيبون ستيل اليابانية، التي استحوذت على شركتي جي ستيل وجي جي ستيل في عام 2022 مقابل 722 مليون دولار. استوردت شركات صناعة السيارات اليابانية الفولاذ منذ إنشاء سلاسل التوريد في تايلاند قبل 30 عامًا.

وقال السيد ويروت: "طلبت الحكومة التايلاندية من مصنعي السيارات الكهربائية استخدام سلسلة التوريد المحلية قدر الإمكان". "ولكننا قد نشهد قيام بعض مصنعي الصلب الصينيين بإنشاء متاجر في تايلاند لتزويد شركات صناعة السيارات الصينية، وهو ما سوف يتنافس مع شركات صناعة السيارات اليابانية."