وفي دراسة نشرت يوم الاثنين في مجلة نيتشر ميديسن، فحص العلماء بيانات الوفيات الرسمية من 35 دولة أوروبية ووجدوا زيادة ملحوظة في الوفيات من أواخر مايو إلى أوائل سبتمبر من العام الماضي مقارنة بالمتوسط المسجل خلال فترة الثلاثين عامًا السابقة.
الطقس الحار له تأثير كبير على صحة الإنسان. الصورة: وكالة اسوشيتد برس
ووجد الباحثون أن الزيادة في الوفيات المرتبطة بالحرارة كانت أعلى بين كبار السن والنساء وفي بلدان البحر الأبيض المتوسط. لكن البيانات تشير أيضاً إلى أن الإجراءات التي اتخذتها فرنسا منذ موجة الحر القاتلة التي ضربت البلاد قبل عقدين من الزمن ربما ساعدت في منع الوفيات هناك العام الماضي.
وقال جوان باليستر، المؤلف المشارك من معهد برشلونة للصحة العالمية: "عندما نظرنا إلى معدلات الوفيات المرتبطة بالحرارة، بدأنا نرى اختلافات". في حين سجلت فرنسا 73 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة لكل مليون نسمة في الصيف الماضي، سجلت إسبانيا 237 حالة وفاة وإيطاليا 295 حالة وفاة. ومن المحتمل أن فرنسا استفادت من تجربتها في عام 2003.
يتضمن نظام التحذير في فرنسا إعلانات عامة تتضمن نصائح حول كيفية التبريد، وتشجيع الناس على شرب الماء وتجنب الكحول.
ويقدر المؤلفون أن عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة في الصيف الماضي كان أكثر بنحو 25 ألف حالة مقارنة بالمتوسط بين عامي 2015 و2021.
وقال المؤلفون إنه بدون اتخاذ تدابير وقائية مناسبة، "يمكننا أن نتوقع عبء وفيات مرتبط بالحرارة يبلغ في المتوسط 68116 حالة وفاة في الصيف بحلول عام 2030". ويتوقع الباحثون أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 94 ألف شخص بحلول عام 2040، وأكثر من 120 ألف شخص بحلول منتصف القرن.
أعلنت إسبانيا وألمانيا مؤخرا عن إجراءات جديدة لمواجهة آثار الطقس الحار على سكانهما.
وقال ماتياس آن دير هايدن من معهد روبرت كوخ الألماني إن إحدى الصعوبات التي تواجه الباحثين هي أن الوفيات المرتبطة بالحرارة تحدث غالبًا لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية موجودة مسبقًا، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويعني هذا أن الحرارة لم تكن السبب الأساسي للوفيات، وبالتالي لم يتم تسجيلها في إحصاءات أسباب الوفاة. وقد يخفي هذا التأثير الكبير للحرارة على الأشخاص المعرضين للخطر، حيث قد تكون الوفيات الفعلية أعلى بنسبة تصل إلى 30% في بعض الفئات العمرية خلال الطقس الحار.
وأضاف أن "المشكلة سوف تتفاقم بسبب تغير المناخ، ويجب على الأنظمة الصحية التكيف مع ذلك".
وقال باليستر، المؤلف المشارك في الدراسة، إن تأثيرات الحرارة تعتمد إلى حد كبير على الصحة العامة للإنسان، وخاصة أمراض القلب والرئة.
وأضاف أن التدابير الأخرى المطبقة بالفعل في دول مثل فرنسا تشمل رفع الوعي بمخاطر درجات الحرارة المرتفعة وتحديد الأفراد الذين يحتاجون إلى اهتمام خاص خلال موجات الحر. وقال باليستر "إن هذه التدابير رخيصة وفعالة".
هوانغ آنه (وفقًا لوكالة أسوشيتد برس)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)