في سوق الواقع الافتراضي القابل للارتداء على الرأس، لا تزال شركة ميتا رائدة في هذا المجال. كان جهاز Quest 3 يُعتبر جهازًا رائدًا (الأفضل في فئته، ضمن الشريحة العليا) حتى أطلقت آبل جهاز Vision Pro. كان من المتوقع أن يُحدث هذا الجهاز الجديد منافسة، لكن في الواقع، يستهدف كل من Quest 3 وVision Pro فئتين مختلفتين تمامًا من المستخدمين.
مع ذلك، يصعب تجنب بعض المقارنات بين المنتجين. فبينما لم يناقش الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، جهاز Quest 3 علنًا بعد، كان الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، قد "أتيحت له الفرصة لتجربة Vision Pro" وشارك آراءه حول الجهاز الجديد من آبل.
يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة Meta ( على اليمين ) أن هناك العديد من الأسباب التي تدفع إلى استنتاج أن سماعة الرأس Quest 3 متفوقة على Vision Pro.
في فيديو نُشر حديثًا، صرّح مارك بأنه قبل تجربة جهاز Apple Vision Pro بنفسه، كان يتوقع أن يُقدّم Quest قيمة أفضل للمستخدمين، لأنه وجد الجهاز بالفعل أفضل، فضلًا عن أن سعره أرخص بسبع مرات تقريبًا. وأضاف: "لكن بعد استخدام Vision Pro، لا أعتقد فقط أن Quest يُقدّم قيمة أفضل، بل يجب أن أقول إن Quest منتج أفضل. هذا كل ما في الأمر."
بعد البيان المذكور أعلاه، استشهد الرئيس التنفيذي لشركة ميتا بعدة مزايا لمنتجهم "المطور محلياً" مقارنةً بجهاز آبل الجديد، مما دفعه إلى إجراء تقييمه. وشملت هذه المزايا جودة أعلى، وملاءمة أفضل للألعاب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإمكانية الوصول إلى مكتبة محتوى أكبر، وتصميم مريح، ووزن أخف.
لا شك أن هذه "مزايا" لا يمكن إنكارها، ولكن من منظور محايد - لا يميل إلى أي من الطرفين - لا يزال لجهاز Vision Pro نقاط قوته الخاصة. يتميز جهاز Apple الذي يُرتدى على الرأس بشاشة ذات دقة أعلى، ولم يُعتبر أبدًا منتجًا مخصصًا للألعاب (حتى من حيث التصميم)، ولا يحتاج إلى القلق بشأن مكتبة تطبيقات الواقع الافتراضي من Meta لأنه ليس جهازًا مُصممًا للترفيه... في الوقت نفسه، على الرغم من أن Quest 3 أخف وزنًا ويتمتع بتصميم مريح، فقد وردت شكاوى عديدة من المستخدمين بشأن عدم راحته.
والأهم من ذلك، أن الاستخدام المقصود وقاعدة العملاء المستهدفة لهذين الجهازين مختلفان، لذا تُعتبر مقارنة مارك "غير عادلة". أكد الرئيس التنفيذي لشركة ميتا أن جهاز Quest 3 "متفوق" من حيث الألعاب والترفيه - وهما المجالان اللذان تستهدفهما معظم أجهزة الواقع الافتراضي حاليًا. في المقابل، يبدو أن شركة آبل تحاول تغيير هذه النظرة من خلال جهاز Vision Pro.
منذ إطلاق جهاز Vision Pro، ومن خلال مقاطع الفيديو الترويجية، ركزت آبل بشكل أساسي على استخدام هذا الجهاز لتحسين الأنشطة اليومية، وخاصةً المهام المتعلقة بالعمل. أما الترفيه، كالألعاب ومشاهدة الأفلام، فهو جزءٌ فقط من هذه الاستخدامات، وليس كل ما تسعى إليه آبل.
يُعدّ فرق السعر محلّ نقاش، إذ تُباع أجهزة آبل عادةً بأسعار أعلى من المتوسط. ولا يزال نجاح المنتج غير واضح، لكن الأمر لا يتعلق بمدى تلبيته لاحتياجات قاعدة العملاء العامة، بل بمدى فعاليته في تلبية احتياجات شريحة العملاء المستهدفة. من الواضح أن Quest 3 يُعدّ حاليًا خيارًا مفضلًا لدى اللاعبين، لكن Vision Pro يتبنى نهجًا مختلفًا.
رابط المصدر






تعليق (0)