في فترة ما بعد الظهر من يوم 26 فبراير، وفي إطار منتدى مستقبل آسيان 2025 في هانوي، انعقدت الجلسة العامة الرابعة تحت عنوان "حوكمة التقنيات الناشئة لضمان الأمن الشامل".
وفي كلمته في الجلسة العامة، قال نائب وزير الخارجية ورئيس منظمة آسيان للتعاون في الصين سون ويدونغ إنه في سياق التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية التي تشكل المستقبل تدريجيًا بطرق غير مسبوقة، فإن التطبيق الفعال للتكنولوجيات الناشئة يلعب دورًا رئيسيًا في التنمية البشرية.
وقال نائب الوزير سون ويدونغ إن الصين حققت في السنوات الأخيرة العديد من الإنجازات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم وشبكات الجيل الخامس والطاقة النظيفة، ولم تقدم مساهمات إيجابية في تطوير العلوم والتكنولوجيا البشرية فحسب، بل شاركت أيضًا في عملية حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية بإحساس كبير بالمسؤولية.
إن ظهور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة يجلب معه التحديات والفرص للعالم. قال نائب وزير الخارجية الصيني إن هناك أربعة مبادئ ضرورية لتعزيز التنمية المستدامة للذكاء الاصطناعي.
أولاً ، الذكاء الاصطناعي من أجل الأمن العالمي، نحتاج إلى اغتنام كل فرصة لجعل الذكاء الاصطناعي أكثر قابلية للتنبؤ، ومنع إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بأغراض خبيثة، وضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وشفاف وقابل للسيطرة ولصالح الصالح العام للبشرية.
ثانياً ، تعزيز مبدأ المساواة والوصول الشامل، وضمان حصول جميع البلدان على فرص متساوية للوصول إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي دون تمييز، وتشجيع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، ودعم البلدان النامية لتضييق فجوة الذكاء الاصطناعي.
ثالثا ، دعم التعددية، وطرح آلية حوكمة الذكاء الاصطناعي بمشاركة عالمية من جميع البلدان على أساس إطار الأمم المتحدة، مع احترام سياسات كل دولة بشأن هذه القضية، وتعزيز مشاركة الأطراف ذات الصلة لتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي.
رابعا ، تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي، وتعزيز تطبيق الذكاء الاصطناعي في جميع الصناعات والمجالات لضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، ومواصلة توسيع آلية التبادل والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات المتقدمة، وإطلاق العنان للإمكانات، والابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل المنفعة المشتركة لجميع البلدان.
وقال نائب الوزير سون ويدونغ إن الصين وآسيان ليسا مجرد جارتين صديقتين فحسب، بل إنهما أيضا صديقتان مقربتان وشريكتان موثوقتان على الطريق نحو الانفتاح والابتكار والتنمية المستدامة. وقد وضع الجانبان برامج لتعزيز تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار وبناء نظام بيئي رقمي مستدام وشامل، فضلاً عن برامج لتحسين مهارات العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتسهيل التنمية.
علاوة على ذلك، أقامت الصين شراكات مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا في بناء مراكز البيانات وتوفير خدمات الحوسبة السحابية بتكاليف معقولة، وبناء نظام بيئي ملائم، ووضع أساس متين للتنمية المستقبلية للذكاء الاصطناعي.
وفيما يتعلق باتجاهات التعاون المستقبلية، قدم نائب وزير الخارجية الصيني أربعة مقترحات.
أولا ، تعزيز آليات تبادل الأفكار، ودعم القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز التعاون القائم على المبادئ الأخلاقية بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي، والعمل معا لبناء الإجماع الدولي بشأن الذكاء الاصطناعي.
ثانياً ، تعزيز التعاون النوعي بين الطرفين، وتشجيع التبادلات المتزايدة بين العلماء والشركات والصناعات لتبادل المعلومات والخبرات والتقنيات، وتعزيز التعاون الدولي لاحتضان مشاريع تعاون أعمق في مجال الذكاء الاصطناعي.
ثالثا ، تحسين المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي. وستواصل الصين تعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، مع التركيز بشكل أكبر على برامج التدريب والتبادل لتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي لدى أعضاء الآسيان. وبالإضافة إلى ذلك، من الممكن بناء الشراكات وتبادل المعلومات حول الذكاء الاصطناعي لمواكبة اتجاه التحول الرقمي والتخضير بوتيرة أسرع.
رابعا ، تعزيز الحوكمة المشتركة. إن الصين مستعدة لتبادل المعلومات حول المخاطر الأمنية الأخلاقية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا وقوات إنفاذ القانون والأمن في رابطة دول جنوب شرق آسيا للاستجابة للتحديات مثل تدفقات البيانات عبر الحدود، وضمان أمن المعلومات.
وفي حديثه خلال جلسة المناقشة، أشار وزير الخارجية الكوري الجنوبي تشو تاي يول أيضًا إلى تأثير التقنيات المبتكرة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدبلوماسي الكوري الجنوبي أن منتدى مستقبل الآسيان يعد حدثا مهما للمنطقة، في سياق التقلبات الجيوسياسية غير المسبوقة وانقطاعات سلسلة التوريد وظهور التقنيات المبتكرة التي تزيد من حالة عدم اليقين. وهذا يفرض على الحكومات والشركات والأفراد السعي جاهدين للتكيف مع عالم متغير باستمرار.
وفي مثل هذا السياق غير المؤكد، يحتاج العالم إلى تعزيز الذكاء الجماعي والتضامن.
وقال وزير الخارجية تشو تاي يول إن منتدى مستقبل الآسيان يعد منصة مهمة تجتمع فيها البلدان لمعالجة التحديات المشتركة واغتنام الفرص الجديدة. رابطة دول جنوب شرق آسيا كقاطرة إقليمية نحو السلام والازدهار، وفي قلب سلسلة التوريد العالمية.
وأكد الوزير تشو تاي يول أن كوريا مستعدة للتعاون الوثيق مع رابطة دول جنوب شرق آسيا. وترى كوريا الجنوبية أن هناك إمكانات كبيرة في تعزيز التعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا في جميع المجالات مثل تعزيز مرونة سلسلة التوريد والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الناشئة. وتدعم كوريا أيضًا بشكل نشط التحول الرقمي في رابطة دول جنوب شرق آسيا، مما يساهم في تضييق الفجوة الرقمية وتعزيز الابتكار في المنطقة.
خلال جلسة المناقشة بعنوان "دور الآسيان في توحيد وتعزيز السلام في عالم مجزأ"، توقع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن تعمل الآسيان والمملكة المتحدة على تعزيز التعاون بشكل أكبر في تعزيز مرونة سلسلة التوريد ووضع معايير للتكنولوجيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي لخلق الرخاء المشترك.
تعليق (0)