تحدد فيتنام دائمًا الحدود سواء على الأرض أو في البحر لتحديد مساحة المعيشة والتنمية للأمم، وفي الوقت نفسه تثبت سيادة الدول وحقوقها السيادية وولايتها القضائية وفقًا للقانون الدولي. ومن ثم فإن ترسيم الحدود بشكل واضح والإدارة والتعاون الفعال على أساس أحكام القانون الدولي تشكل عوامل أساسية لضمان السلام والاستقرار والتنمية المستدامة، فضلاً عن بناء علاقات ودية طويلة الأمد بين البلدان المعنية.
وفي السياق الحالي، برزت العديد من التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية وتشكل العديد من التهديدات للنظام الدولي والمصالح المشتركة للعديد من البلدان والمجتمع الدولي. ولذلك، لا يتعين على فيتنام أن تواجه النزاعات حول السيادة الإقليمية والبحرية والتطورات المعقدة والمقلقة الناجمة عن هذه النزاعات فحسب، بل يتعين عليها أيضا أن تواجه العديد من التحديات غير التقليدية مثل تغير المناخ، والتلوث البحري، واستنزاف الموارد، والجريمة العابرة للحدود الوطنية. إن هذه القضايا لا تؤثر بعمق على الأمن والتنمية المستدامة في كل بلد فحسب، بل تؤثر أيضاً على الأمن والتنمية في المنطقة والعالم. كانت هذه هي تعليقات نائب وزير الخارجية الدائم لفيتنام نجوين مينه فو في المؤتمر الدولي "التعاون من أجل الحدود والبحار والجزر والسلام والتنمية"، الذي عقد صباح يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول في هانوي. تم تنظيم الورشة من قبل وزارة الخارجية بالتنسيق مع وفد والوني بروكسل في فيتنام.ألقى نائب وزير الخارجية الدائم نجوين مينه فو الكلمة الافتتاحية في المؤتمر الدولي للتعاون من أجل الحدود والبحار والجزر السلمية والمتطورة. (الصورة: آنه سون)
وفي كلمته في افتتاح ورشة العمل، أكد نائب وزير الخارجية الدائم نجوين مينه فو أن تنظيم ورشة العمل ينبع من أهمية العمل الحدودي والأقاليمي والمتطلبات العملية الموضوعية للإدارة والتعاون من أجل حدود وبحار وجزر سلمية ومتطورة.
إن ترسيم الحدود والإدارة الفعالة والتعاون هي عوامل أساسية لضمان السلام والاستقرار والتنمية ليس فقط لبلد ما، بل وأيضاً في العلاقات بين البلدان، وخاصة تلك التي لها حدود مشتركة. يساعد ترسيم الحدود بشكل واضح البلدان على تحديد سيادتها الإقليمية. وهذا هو الأساس لحل النزاعات الحدودية سلميا، وتقليل الصراعات، وضمان الأمن الوطني. إن الإدارة الفعالة للحدود، بما في ذلك الدوريات والسيطرة والاستجابة للانتهاكات، أمر ضروري. إن التعاون بين حرس الحدود والجمارك والسلطات الأخرى في الجانبين من شأنه أن يساعد على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الحدود. الحدود المستقرة والسلمية تسهل التجارة والتبادل الثقافي والاقتصادي بين البلدان. وهذا لا يعود بالنفع على جميع الأطراف فحسب، بل يدعم أيضاً تنمية المجتمعات المحلية في المناطق الحدودية. إن التعاون الفعال في إدارة الحدود لا يحد من الصراعات فحسب، بل يخلق أيضًا فرصًا للدول لحل الخلافات من خلال الحوار والتفاوض. إن الحوار المفتوح من شأنه أن يساعد على بناء الثقة بين الأطراف. ويتطلب التعاون الفعال في إدارة الحدود أيضًا حماية البيئة والموارد الطبيعية. وتحتاج البلدان إلى العمل معًا لتطوير خطط مستدامة لحماية البيئة في المناطق الحدودية. إن الحدود المحددة بوضوح والمدارة بشكل جيد من شأنها أن تبقي الجانبين أكثر أمانا من التهديدات، مثل الجريمة عبر الحدود، والتهريب، والأنشطة الإرهابية. إن التعاون الفعال وإدارة قضايا الحدود من شأنه أن يسهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي، وإرساء أسس التنمية. ومن ثم فإن ترسيم الحدود بشكل واضح والتعاون في الإدارة سيكونان الأساس للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة بين البلدان، مما يساهم بشكل فعال في بناء عالم سلمي ومتعاون.
الوفود المشاركة في ورشة العمل الدولية حول التعاون من أجل حدود وبحار وجزر سلمية ومتطورة. (الصورة: آنه سون)
تتعهد فيتنام باحترام وتطبيق أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لحل القضايا البحرية. وفي معالجة هذه التحديات، يلعب القانون الدولي، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، دوراً بالغ الأهمية كإطار قانوني شامل وعالمي لجميع الأنشطة في البحر والمحيط، وهو ما يعترف به المجتمع الدولي على نطاق واسع. وباعتبارها إحدى الدول الرائدة في التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار وتنفيذها، تلتزم فيتنام باحترام وتطبيق أحكام الاتفاقية لحل القضايا البحرية، بهدف العمل مع المجتمع الدولي لحماية والحفاظ على النظام القانوني الدولي في البحر والمحيط على أساس اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وتشجيع التنمية والتعاون، كما أكدت الجمعية الوطنية في فيتنام في القرار الذي صادق على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في 23 يونيو/حزيران 1994. إن ترسيم الحدود بشكل واضح والتعاون في الإدارة سيكونان الأساس للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة بين البلدان، مما يساهم بشكل فعال في بناء عالم سلمي وتعاوني.ثانه تونغ
تعليق (0)