حيث تلامس السحب والجبال الروح

جيانج مان هي سلسلة جبال تقع بين المنطقة العازلة لمنتزه فو كوانج الوطني ( ها تينه ) ومنتزه فونج نها - كي بانج الوطني (كوانج بينه). تنتمي هذه السلسلة الجبلية المهيبة إلى سلسلة جبال ترونغ سون، وتمتد حتى لاوس مع الجبال العالية المغطاة بالغيوم طوال العام، بما في ذلك قمة في كو بي (2071 مترًا)، وهي الأعلى في مقاطعة كوانغ بينه، والمعروفة باسم "تران سون" وتعني الجبل الرئيسي. تحتل سلسلة جبال جيانج مان معظم أراضي مقاطعتي مينه هوا وبو تراش مع صعوبة الوصول إليها. ولكي أصل إلى هنا، كان عليّ أن أطلب المساعدة من جنود معبر را ماي الحدودي في بلدة ترونغ هوا، بمنطقة مينه هوا. من مدينة دونغ هوي، بعد أكثر من 150 كيلومترًا، وصلت إلى نقطة الحدود واستقبلني لطف وود الجنود في الهواء الطلق وزقزقة الطيور. لقد تركنا هموم الحياة وصخبها في الغابة، وأفسحت المجال لإثارة استكشاف الطبيعة وحياة الأقليات العرقية هنا.

في الصباح الصافي، نظرت بقلق إلى الجبال والغابات في المسافة، كانت السحب تحتضن الجبال لفترة طويلة. فقلت لنفسي لو كنت أعرف الطريق لخرجت من المحطة في الصباح الباكر. وبما أنه كان على علم بمزاج الضيف الذي كان يجهز كل أنواع المعدات التصويرية الضخمة، فقد انتهى الدليل السياحي بسرعة من وعاء الأرز وانطلق لزيارة قرى المجموعتين العرقيتين خوا وماي.

على طول الطريق إلى القرى، تمكنت من التمتع بمناظر السحب والجبال. صحيح أن السحب "تنتشر" فوق طبقات الجبال. وقال المرشدون السياحيون إنه داخل تلك الجبال الجيرية يوجد قسم من النهر الجوفي يمتد لعشرات الكيلومترات مع نظام كهفي معقد يمتد إلى منتزه فونج نها كي بانج الوطني.

الجبال الشاهقة على أحد جانبي الطريق والهاوية العميقة والمنعطفات الحادة على الجانب الآخر جعلت قلبي ينبض بقوة. بعد ركوب دراجة نارية لمدة 30 دقيقة تقريبًا على الطريق الوحيد المؤدي إلى القرية، توقفنا في قرية تشا كاب في أعلى موقع من بين القرى الأربع على هذا الطريق. من مكان آمن ومريح، يمكنني العمل بشكل مريح لالتقاط صور للسحب المحيطة بالجبال، والجبال التي تظهر وتختفي في السحب الرقيقة والخفيفة. لقد بدت السحب والجبال وكأنها تلمس روحي، وترسل لي هدية نقية من الطبيعة البكر. ومن هذه النقطة المرتفعة أيضًا، وبالنظر إلى الأسفل، يمكنك رؤية محطة لا ترونج للطاقة الكهرومائية. تبدو البحيرة الواقعة بين المنحدرين مثل "بحيرة معلقة" في وسط البرية المهيبة. هذه البحيرة الكهرومائية هي المكان الذي يتدفق إليه الماء من الجداول والخلجان في المنطقة. على جانبي البحيرة توجد غابات بدائية محمية بشكل صارم من قبل الدولة والمجتمعات المحلية.

مجلة التراث