المراسل: قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مؤخرًا بزيارة دولة إلى فيتنام. هل يمكنك أن تخبرنا عن أهمية هذه الزيارة؟
وزير الخارجية بوي ثانه سون: بدعوة من الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونج، قام رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين بزيارة دولة إلى فيتنام في الفترة من 19 إلى 20 يونيو 2024. هذه الزيارة لها العديد من المعاني المهمة، والتي يمكن اعتبارها من أبرز أحداث الشؤون الخارجية لفيتنام في عام 2024، والتي تنعكس في النقاط الرئيسية التالية:
أولا، تؤكد الزيارة على السياسة الخارجية الثابتة لفيتنام المتمثلة في الاستقلال والاعتماد على الذات والتعددية وتنويع العلاقات الخارجية من أجل السلام والصداقة والتعاون والتنمية والتكامل الدولي النشط والاستباقي بشكل شامل وعميق، كونها صديقًا وشريكًا موثوقًا به وعضوًا مسؤولاً في المجتمع الدولي. ومن خلال الترحيب بالرئيس بوتن، تؤكد فيتنام أنها تعتبر روسيا دائمًا واحدة من أهم شركائها، وترغب في العمل مع روسيا لتعزيز الصداقة التقليدية الطويلة الأمد وتعميق إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة الراسخ.
ثانياً، جاءت الزيارة في سياق احتفال البلدين بالذكرى الثلاثين لتوقيع معاهدة المبادئ الأساسية للصداقة بين فيتنام وروسيا (16 يونيو 1994 - 16 يونيو 2024)، وصولاً إلى الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية (30 يناير 1950 - 30 يناير 2025)، وهي فرصة للجانبين لتقييم النتائج المحققة وتحديد التوجهات لتطوير التعاون والشراكة بين فيتنام وروسيا في الفترة المقبلة بطريقة أكثر شمولاً وفعالية وجوهرية.
تعتبر الزيارة الرسمية التي سيقوم بها رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتن إلى فيتنام زيارة ذات أهمية كبيرة ويمكن اعتبارها من أبرز أحداث العلاقات الخارجية لفيتنام في عام 2024.
ثالثا، توضح الزيارة الأهمية التي تحظى بها فيتنام في تنفيذ السياسة الخارجية الروسية الموجهة نحو الشرق. خلال أكثر من عقدين من قيادة الاتحاد الروسي، هذه هي المرة الخامسة التي يزور فيها الرئيس فلاديمير بوتين فيتنام، وهي أيضًا واحدة من أولى رحلاته الخارجية بعد إعادة انتخابه رئيسًا لولاية خامسة في مارس 2024. تركت رحلات الرئيس فلاديمير بوتين انطباعًا قويًا وساهمت في وضع أسس مهمة لتطوير العلاقات الفيتنامية الروسية، بما في ذلك المبادرة ودعم إنشاء الشراكة الاستراتيجية بين فيتنام وروسيا في عام 2001 وترقيتها إلى شراكة استراتيجية شاملة في عام 2012.
أصدر الجانبان "بيانا مشتركا بين جمهورية فيتنام الاشتراكية والاتحاد الروسي بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة على أساس 30 عاما من تنفيذ معاهدة المبادئ الأساسية للعلاقات الودية بين فيتنام وروسيا"، مما يدل على تصميم قادة وشعبي البلدين على جعل التعاون الثنائي أكثر فعالية وجوهرية في جميع المجالات، بما يتناسب مع الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ويلبي احتياجات ومصالح الشعبين، ويساهم في السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.
المراسل: هل لكم أن تحدثونا عن النتائج المتميزة التي حققها الجانبان خلال الزيارة؟
وزير الخارجية بوي ثانه سون: يمكن القول إن زيارة الرئيس فلاديمير بوتن خلقت زخماً جديداً للتعاون المتعدد الأوجه بين فيتنام وروسيا. ومن خلال البيان المشترك و11 وثيقة تعاون موقعة واجتماعات وتبادلات بين كبار قادة البلدين، اتفق الجانبان على التوجهات الرئيسية لتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام وروسيا في الجوانب التالية:
الأول هو تعزيز الحوار والاتصال على كافة المستويات وعبر كافة القنوات؛ نشر آليات التعاون بشكل فعال لتعزيز التعاون في كافة المجالات؛ مواصلة التنسيق الوثيق في المنتديات المتعددة الأطراف، وخاصة الأمم المتحدة، ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وآليات التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا وروسيا... وتؤكد روسيا دعمها لفيتنام لاستضافة عام 2027 لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وهي مستعدة للتنسيق مع فيتنام لتنظيم هذا الحدث المهم بنجاح؛ مواصلة دعم الدور المركزي الذي تلعبه رابطة دول جنوب شرق آسيا في البنية الإقليمية.
ثانياً، التأكيد على أن التعاون الاقتصادي يظل الركيزة الأساسية ومحور التعاون المتعدد الجوانب بين البلدين. وسيعمل الجانبان معًا على حل الصعوبات والاتفاق على الحلول لتحسين كفاءة التعاون؛ تحسين فعالية آليات التعاون الثنائي، وخاصة اللجنة الحكومية الدولية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي؛ الاتفاق قريبًا على الخطة الرئيسية لتطوير التعاون بين فيتنام وروسيا حتى عام 2030 وتنفيذها. كما سيعمل الجانبان على التنسيق لتحقيق أقصى استفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومواصلة إزالة الحواجز التجارية، وتسهيل التجارة الثنائية بشكل أكبر؛ توسيع نطاق الوصول إلى السوق الروسية أمام صادرات فيتنام من السلع الاستهلاكية والمنتجات الزراعية والمائية؛ تعزيز التعاون الاستثماري، وخاصة في البنية التحتية والطاقة.
ثالثا، توسيع التعاون الدفاعي والأمني للاستجابة للتحديات الأمنية غير التقليدية والتنسيق الوثيق في المنتديات الدفاعية والأمنية المتعددة الأطراف، وخاصة الآليات التي تقودها رابطة دول جنوب شرق آسيا مثل المنتدى الإقليمي لرابطة دول جنوب شرق آسيا، وقمة شرق آسيا، واجتماع وزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا بلس، والمساهمة في السلام والاستقرار والأمن والسلامة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم.
رابعا، تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتدريب، والعلوم والتكنولوجيا، والسياحة، والعمل، والثقافة، والفنون، والرياضة، والتعاون المحلي، والتبادل الشعبي، وتعليم الشباب، وغيرها من المجالات، من أجل ترسيخ أساس إنساني متين للشراكة الاستراتيجية الشاملة. خلال الزيارة، وقع الجانبان 11 وثيقة تعاون بين الوزارات والفروع والشركات في البلدين، مما خلق زخما لتعزيز العلاقات الثنائية. واتفق الجانبان على مواصلة تهيئة الظروف المواتية للمواطنين الفيتناميين في روسيا والمواطنين الروس في فيتنام للعيش والدراسة والعمل بشكل مستقر، ليكونوا بمثابة جسر للصداقة بين البلدين.
خامسا، أجرى كبار القادة من الجانبين تبادلا صريحا وواثقا للآراء حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وبناء على ذلك، أكد الجانبان دعمهما لنظام علاقات دولية عادل يرتكز على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة التسوية السلمية للنزاعات، وعدم التهديد بالقوة أو استخدامها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض. وفيما يتعلق بقضية بحر الشرق، يدعم الجانبان ضمان الأمن والسلامة وحرية الملاحة والطيران؛ عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، وحل النزاعات سلميا وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982؛ دعم التنفيذ الكامل والفعال لإعلان سلوك الأطراف في بحر الشرق والإنجاز المبكر لمدونة قواعد السلوك في بحر الشرق.
كانت الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتن إلى فيتنام ناجحة للغاية. لقد قدمنا للرئيس فلاديمير بوتن والوفد الروسي رفيع المستوى ترحيبا محترما ودافئا ومدروسا. إن الشعب الفيتنامي، وخاصة أولئك الذين درسوا وعملوا في الاتحاد السوفييتي السابق وفي الاتحاد الروسي اليوم، يحتفظون دائمًا بمشاعر طيبة تجاه بلد وشعب روسيا. مع التقليد المتمثل في "تذكر مصدر الماء عند شرب الماء"، لن ينسى الشعب الفيتنامي أبدًا الدعم والمساعدة الكبيرة والصادقة التي قدمها الشعب الروسي لفيتنام في النضال الماضي من أجل الاستقلال الوطني وإعادة التوحيد، وكذلك في قضية بناء الوطن والدفاع عنه اليوم.
مع التقليد المتمثل في "تذكر مصدر الماء عند شرب الماء"، لن ينسى الشعب الفيتنامي أبدًا الدعم والمساعدة الكبيرة والصادقة التي قدمها الشعب الروسي لفيتنام في النضال الماضي من أجل الاستقلال الوطني وإعادة التوحيد، وكذلك في قضية بناء الوطن والدفاع عنه اليوم.
ويعتز الجانبان بالصداقة التقليدية الطويلة الأمد التي أسسها ورعاها أجيال عديدة من قادة وشعبي البلدين، لتصبح رصيدا مشتركا قيما بين البلدين، وأساسا للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والاتحاد الروسي لمواصلة التطور لصالح كل بلد والمساهمة في السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم. إن هذا الشعور والإنجازات الإيجابية في تنفيذ معاهدة عام 1994 بشأن المبادئ الأساسية للعلاقات الودية بين فيتنام وروسيا والنتائج المهمة التي تحققت خلال الزيارة ستكون أساسًا مهمًا للبلدين لتوارث وتعزيز ومواصلة تطوير ورفع مستوى الصداقة التقليدية الطويلة الأمد والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين فيتنام والاتحاد الروسي.
المراسلة: شكرا جزيلا لك يا معالي الوزير.
تعليق (0)