يواجه العالم حاليا سلسلة من التهديدات الصحية الخطيرة، وأبرزها تفشي الالتهاب الرئوي لأسباب غير معروفة وانتشار الأنفلونزا الموسمية.
الالتهاب الرئوي ذو السبب غير المعروف والإنفلونزا واسعة النطاق: تهديد صحي عالمي
يواجه العالم حاليا سلسلة من التهديدات الصحية الخطيرة، وأبرزها تفشي الالتهاب الرئوي لأسباب غير معروفة وانتشار الأنفلونزا الموسمية.
ولا تؤدي هذه التطورات إلى زيادة القلق العام فحسب، بل تشكل أيضاً تحديات كبرى لأنظمة الصحة العالمية.
توضيح |
أعلنت الصين مؤخرا عن زيادة في حالات الالتهاب الرئوي "غير المعروف السبب"، مع أعراض مشابهة لأعراض كوفيد-19 مثل الحمى والسعال والالتهاب الرئوي ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.
وتتسبب هذه الحالات في ازدحام المستشفيات، مما يخلق حالة من التوتر ونقص الموارد. ويخشى الخبراء من أن يشكل الفيروس الجديد تهديدا كبيرا، مماثلا للأوبئة السابقة، وأن تكون لديه القدرة على التسبب في تفشي المرض على نطاق واسع في المجتمعات.
ومن المفهوم أن الصين اتخذت تدابير للتعامل مع أسوأ السيناريوهات، مع تعزيز المراقبة والوقاية للحد من انتشار المرض. ولكن لم يتم تحديد نوع الفيروس المسبب لهذا المرض على وجه الدقة، مما يجعل الوضع معقدا ويصعب السيطرة عليه.
هناك فيروس آخر مثير للقلق وهو HMPV (الفيروس الرئوي البشري)، وهو عامل يسبب الالتهاب الرئوي يشبه فيروس الأنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
وعلى الرغم من أن الفيروس ينتشر بشكل رئيسي خلال فصل الشتاء، فإن الزيادة الأخيرة في حالات الإصابة بفيروس HMPV في الصين تشكل أيضا سببا للقلق.
ينتشر فيروس التهاب الكبد الوبائي البشري من خلال الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس أو الاتصال المباشر بإفرازات الشخص المصاب أو الأشياء المشتركة. أعراض هذا المرض تشبه أعراض نزلات البرد، لكنه يمكن أن يسبب بسهولة مضاعفات خطيرة، خاصة عند كبار السن والأطفال.
إلى جانب وباء الالتهاب الرئوي ذي السبب غير المعروف، ينتشر وباء الإنفلونزا الموسمية بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم. وفي الولايات المتحدة، تظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن وباء الإنفلونزا هذا العام يزداد سوءا، مع تسجيل ما لا يقل عن 5.3 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا، و63 ألف حالة دخول إلى المستشفى، وأكثر من 2700 حالة وفاة، بما في ذلك الأطفال.
وتشهد الولايات الجنوبية والجنوبية الغربية مستويات مرتفعة بشكل خاص من العدوى، كما أصبحت المستشفيات، وخاصة مرافق طب الأطفال، مثقلة بالمصابين.
عادة ما تكون الأنفلونزا الموسمية مرضًا خفيفًا عند الشباب الأصحاء، ولكن بالنسبة لكبار السن والأطفال وأولئك الذين يعانون من حالات طبية كامنة، يمكن أن تكون التأثيرات شديدة، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي وحتى الموت. وفي هذا العام، أصبح فيروس الأنفلونزا من النوع B هو الفيروس السائد المنتشر في العديد من البلدان، وخاصة في أوروبا، حيث تتزايد حالات تفشي الأنفلونزا بسرعة بعد عطلات نهاية العام.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، ينتشر الفيروس التنفسي في جميع أنحاء العالم، وتوصي وكالات الصحة العالمية بأن تحافظ البلدان على تدابير وقائية فعالة للحد من انتشاره. وعلى وجه الخصوص، يعد التطعيم ضد الإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي أحد التدابير المهمة للمساعدة في تقليل حالات الإصابة بالمرض ومضاعفاته الخطيرة.
بالنسبة للأنفلونزا، يعد التطعيم هو الوقاية الأكثر فعالية، حيث يقلل من خطر المرض والاستشفاء والوفاة. يوصي خبراء الصحة بأن يتلقى الأشخاص، وخاصة كبار السن والأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية كامنة، التطعيم ضد الإنفلونزا لحماية صحتهم وصحة المجتمع. يجب إعطاء لقاحات الإنفلونزا كل عام لأن سلالات فيروس الإنفلونزا يمكن أن تتغير، ويجب تحديث اللقاحات لتتناسب مع المتغيرات الجديدة.
على الرغم من تطوير لقاحات كوفيد-19 وتوزيعها على نطاق واسع، إلا أن المخاوف بشأن المتغيرات الجديدة لفيروس SARS-CoV-2 تظل مشكلة لا يمكن تجاهلها.
ويستمر الفيروس في التحور، وكل نسخة منه تحمل خصائص تساعد على انتشارها بسرعة أكبر، مما يجعل الوضع الوبائي يزداد تعقيدا. سجل الخبراء في الآونة الأخيرة بعض علامات تفشي مرض كوفيد-19 في العديد من البلدان، على الرغم من أن الوضع لم يعد خطيرًا كما كان من قبل.
يمكن أن تستمر أعراض كوفيد-19 لعدة أشهر، مع مشاكل مثل التعب وضيق التنفس وضعف الإدراك (ضباب الدماغ) ومضاعفات القلب والأوعية الدموية. وأظهرت العديد من الدراسات أن التطعيم ضد كوفيد-19 لا يقلل من خطر الإصابة بالعدوى فحسب، بل يقلل أيضًا بشكل كبير من خطر استمرار الأعراض لفترة طويلة.
وفي مواجهة ارتفاع عدد هذه الأمراض، يؤكد خبراء الصحة في جميع أنحاء العالم على أهمية التطعيم، وخاصة ضد الإنفلونزا وكوفيد-19.
إن المبادرة في الحصول على التطعيم لا يساعد فقط على حماية نفسك، بل يقلل أيضًا من خطر انتشار المرض إلى من حولك، مما يساهم في بناء "قطيع الأجسام المضادة" في المجتمع، مما يقلل العبء على النظام الصحي.
سواء كان الأمر يتعلق بالإنفلونزا الموسمية، أو الالتهاب الرئوي لأسباب غير معروفة، أو المتغيرات الجديدة من كوفيد-19، وفقًا للخبراء الطبيين، يحتاج كل منا إلى الحفاظ على عادات الوقاية من الأمراض من خلال الحصول على التطعيم الكامل، وارتداء الأقنعة، وغسل اليدين بانتظام، والحد من الاتصال بالأشخاص المرضى. الصحة ليست مسؤولية الفرد فقط، بل هي مسؤولية المجتمع بأكمله.
للوقاية من الإنفلونزا الموسمية بشكل استباقي وحماية صحتك وصحة عائلتك والمجتمع، توصي وزارة الصحة بأنه عندما يعاني الأشخاص من أعراض السعال أو الحمى أو سيلان الأنف أو الصداع أو التعب، فلا ينبغي لهم إجراء الاختبارات أو شراء الأدوية بشكل تعسفي للعلاج في المنزل ولكن يجب عليهم الاتصال بمرفق طبي للحصول على المشورة والفحص والعلاج في الوقت المناسب.
قم بتغطية فمك وأنفك عند السعال أو العطس، ويفضل أن يكون ذلك بمنديل ورقي أو منديل ورقي يمكن التخلص منه أو كمك لتقليل انتشار إفرازات الجهاز التنفسي.
ارتدِ قناعًا، واغسل يديك بالصابون والماء النظيف أو معقم اليدين (خاصة بعد السعال أو العطس). لا تبصق في الأماكن العامة.
تجنب الاتصال غير الضروري مع مرضى الإنفلونزا أو الحالات المشتبه بها. مارس نمط حياة صحي، وزد من نشاطك البدني، وحسّن صحتك.
وفيما يتعلق بعلاج الإنفلونزا الموسمية، يوصي الأطباء بأن يكون علاج الإنفلونزا سهلاً وفعالاً فقط عند اكتشافه مبكراً، لأنه إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته بسرعة، فإن هذا المرض قد يترك عواقب غير متوقعة مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهابات الأذن، والأخطر من ذلك، فشل العديد من الأعضاء.
لذلك، عند ظهور أي علامات، يجب على الأشخاص التنبه والتوجه إلى الطبيب فورًا لتلقي العلاج والكشف في الوقت المناسب، خاصة وأن المرض أكثر خطورة لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي المزمنة، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، وكبار السن (> 65 عامًا)، والأطفال (
لتجنب المضاعفات والعواقب غير المتوقعة التي يمكن أن تحدث بسبب الإنفلونزا، يشير الخبراء إلى أنه عند ظهور أعراض الإنفلونزا، يجب على الشخص التوجه إلى منشأة طبية لإجراء الفحص والاختبار في الوقت المناسب.
إذا كنت تعاني من أعراض الأنفلونزا مثل السعال، أو سيلان الأنف أو احتقانه، أو العطس، أو التهاب الحلق، أو الحمى، أو الصداع، أو التعب، أو القشعريرة، أو آلام الجسم؛ بعد 24 ساعة من ارتفاع درجة الحرارة هو الوقت المناسب لإجراء اختبار لمعرفة إذا كنت مصابًا بالأنفلونزا أم لا.
وبحسب الخبراء، بما أنه لا يوجد علاج محدد للإنفلونزا، فلا ينبغي للمرضى تناول الدواء عشوائياً، بل يجب عليهم تناول الدواء وفقاً لتعليمات الطبيب.
وبالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي للمرضى أن يقلقوا كثيراً عندما يصابون بالإنفلونزا، لأن المرضى عادة يتعافون تماماً بعد بضعة أيام وتختفي جميع الأعراض بعد 1-2 أسبوع.
فيما يتعلق بالتغذية ونمط الحياة، يحتاج الناس إلى استكمال نظامهم الغذائي بالماء (لأن الماء ينظف جسم المريض من السموم، كما أن للماء تأثير في تخفيف المخاط الذي يسبب احتقان الأنف ومنع التهابات الجسم)؛
تناول الأطعمة الطرية وسهلة الهضم والمغذية (العصيدة، حساء الدجاج)؛ تناول الأطعمة الغنية بالزنك (لحم البقر، والروبيان، والمحار، والبلح، والدجاج، والحبوب، والشوفان...)؛ تناول الخضروات والفواكه؛ أضيفي الزنجبيل والثوم عند الطهي؛ تناول الفواكه الغنية بفيتامين C لتعزيز جهاز المناعة (البرتقال، اليوسفي، الجريب فروت).
ملاحظة: عند تشخيص الإصابة بالأنفلونزا من النوع أ، يجب على المرضى تجنب الأماكن المزدحمة للحد من انتشار المرض إلى المجتمع.
وفيما يتعلق بالأنفلونزا من النوع أ، يوصي الخبراء بأن يظل التطعيم هو الأولوية القصوى، خاصة في سياق التطورات المعقدة الحالية لوباء كوفيد-19.
وفي الولايات المتحدة، توفي ما معدله نحو 900 شخص بسبب كوفيد-19 كل أسبوع على مدار العام الماضي، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
[إعلان 2]
المصدر: https://baodautu.vn/viem-phoi-khong-ro-nguyen-nhan-va-dich-cum-lan-rong-moi-de-doa-suc-khoe-toan-cau-d238925.html
تعليق (0)