توضيح
تألقت أشعة الشمس في الصباح الباكر على سياج الكركديه أمام المنزل، وكانت الزهور الحمراء مثل اللهب المتلألئ في صورة الريف الذي يقع بالقرب من نهر سوا الهادئ الذي يتدفق عند سفح التل، عبر القرية، ويصب في المحيط الشاسع.
يتحول الموسم تدريجيا إلى الصيف. ظلت الأسقف المتهالكة ساكنة تحت السماء الملتهبة. عندما أشرقت الشمس فوق قمة شجرة السو دونغ أمام المنزل، خرجت إلى الفناء، متجهًا بشكل أخرق نحو رصيف نهر سوا. ذهبت عمتي إلى هناك مبكرا. تتجمع النساء في هذه القرية في كثير من الأحيان عند رصيف نهر سوا كل صباح مبكر أو في وقت متأخر بعد الظهر لانتظار القوارب العائدة من البحر. يعتمد رجال القرية بشكل أساسي على صيد الأسماك. تعتمد الحياة الصغيرة على كل موسم من الأمواج الجيدة لمواصلة عيش حياة مليئة بالتحديات.
ذات مرة جلست عمتي تنظر إلي من خلال الضوء المتذبذب وهمست:
- كوان، حاول أن تدرس بجد، يا ابني. إذا لم تدرس، سوف تكبر وتذهب إلى البحر، سيكون الأمر صعبًا جدًا!
نظرت إلى عمتي. إمتلأت عيني بالدموع.
لم أرد على خالتي ولكن أومأت برأسي قليلًا. في تلك اللحظة، ظهرت صورة والدي فجأة في ذهني في فترة ما بعد الظهر العاصفة. وفي الشمال الشرقي، كانت السماء سوداء مثل الحبر. ارتفعت الأمواج فوق رؤوس الرجال. الأصوات مختلطة. الناس يتجولون خارج رصيف نهر سوا. أمسكت عمتي بقبعتها المخروطية الممزقة، ووضعتها على رأسها، وشقت طريقها عبر المطر وركضت إلى مصب النهر، وهي تنادي باسم والدي.
أبي لن يعود. للأبد…
ومنذ ذلك الحين، كان والدي غائبًا عن رصيف نهر سوا.
في تلك الأيام، كنت أسأل عمتي كثيرًا في الليالي التي أستلقي فيها وذراعيّ متقاطعتان على جبهتي بينما لا يزال المطر يتساقط على السطح ونهر سوا يتدفق. وفي الغرفة الأخرى، كانت عمتي لا تزال مستيقظة، وكان الضوء لا يزال مضاءً، وكنت لا أزال أسمع سعالها من وقت لآخر.
- هل تؤمن بالمعجزات؟
وبعد ثوانٍ قليلة، سمعت عمتي تهمس ردًا على ذلك:
- معجزة؟ ما هذا؟ لم أعد أعلم. إنه بعيد جدًا، كوان!
تنهدت. أنا أيضًا لا أؤمن بالمعجزات. أنا فقط مازلت أنتظر بشكل مؤلم شخصية ما زالت حتى الآن ضائعة في السحاب والرياح...
*
لم أسمي خالتي أمي أبدًا. لا أتساءل. تذهب عمتي كل يوم إلى رصيف نهر سوا لتتطلع نحو مصب النهر، حيث تجد في الصباح قوارب صيد تعود من البحر المفتوح، حاملة معها الكثير من الأسماك الطازجة. كان رصيف نهر سوا يعج بالحركة لبرهة ثم ساد الهدوء، ولم يكن هناك سوى صوت أمواج نهر سوا وهي تضرب الشاطئ وأزيز الذباب عندما يشم رائحة السمك الفاسد. وكانت هناك أوقات أخرى رأيت فيها عمتي تغطي وجهها وتبكي عندما رأت الزوجات يتحدثن مع أزواجهن بعد عودتهم من الرحلات، ويمسحن العرق الذي يسيل على وجوههن أو صدورهن العارية المدبوغة المليئة برائحة الرجال القوية. في تلك اللحظة، فجأة أردت أن أركض لأعانق خالتي بقوة وأمسح الدموع التي كانت تتدفق على وجهها الداكن المليء بالتجاعيد نتيجة حياة مليئة بالمتاعب. ثم كان هناك خيط غير مرئي يربط ساقي معًا! وقفت ساكنًا تحت ظل شجرة السوا دونغ، أنظر نحو رصيف نهر سوآ، أشاهد عمتي وهي تبكي وتقضم ألمها.
يبدو أن الزمن توقف، لذا تمكنت من النظر إليها بعناية، وأدركت أن السنوات ظهرت على شعرها ووجهها وشكلها. بدون والدي، كانت حياة عمتي مليئة بالصعوبات.
كم مرة تمنيت أن أمسك يدي خالتي النحيلة لأخفف الجراح في حياتها. ولكن بعد ذلك حدث شيء جعلني أبطئ. يوما بعد يوم، بقيت غير مبال، وغير مبال، وبارد تجاه خالتي. لم أتحدث مع خالتي مطلقًا، فقط سألت أو أجبت على الأشياء الضرورية حتى نتمكن من إدراك وجود بعضنا البعض في المنزل الصغير على الضفة العاصفة لنهر سوا.
*
تزوج والدي من خالتي بعد فترة وجيزة من وفاة والدتي. في ذلك الوقت كنت غاضبًا جدًا من والدي!
أخرجت كل غضبي واستيائي على خالتي لأن والدي سارع إلى الزواج مرة أخرى عندما غادرت والدتي للتو. لأنه في رأيي، عمتي هي الشخص الإضافي في هذا البيت، وهي التي تدخلت في حياتنا الهادئة.
من الجانب الآخر لنهر سوا، في طريق العودة إلى القرية، لم تحضر عمتي معها الكثير باستثناء حقيبة ملابس وشبكة صيد لم تنته من إصلاحها. جلست متجمعًا تحت شجرة النيم وأنا أنظر إلى عمتي، ابتسمت لي. كانت نظراتي حادة كالسهم. كانت عمتي تمشي خلف والدي، على بعد ثلاث أو أربع خطوات تقريبًا. عند رؤية هذا المشهد، تدفقت الدموع فجأة على خدي. في ذلك الوقت، وجدت عمتي أكثر كراهية من كونها مثيرة للشفقة. في ذهن طفل يبلغ من العمر سبع أو ثماني سنوات، ستحل هذه المرأة الغريبة محل مكانة الأم في قلب الأب، وحتى أنا سأظل "مستبعدًا". أنا مستاءة جدًا! في الأيام الأولى التي قضتها خالتي في المنزل، كنت أتجول تحت شجرة السوا دونغ، خارج سياج الكركديه، تحت رصيف نهر سوآ... كان النهر طويلاً وهائلاً. كلما اقتربنا من مصب النهر، كلما كانت مياه النهر أسرع. لقد شهد نهر سوا الأيام السعيدة لعائلتنا، وكذلك الخسائر والأحزان والتغيرات السريعة في عائلتي.
في العديد من الليالي كنت أشاهد خالتي تتجول حول المنزل الصغير. في ذلك الوقت، لم تكن القرية لديها كهرباء. في كل ليلة، كانت مصابيح الزيت المتذبذبة تلقي بظلها على الحائط. كان شعرها منسدلاً، ووجهها شارد الذهن لأنها كانت قلقة بشأن كسب عيشها في الأيام العاصفة القادمة. أرى أنك تشبه والدتي كثيرًا! عندما أنظر إلى خالتي، أفتقد أمي كثيرًا! نامت الأم بسلام في التربة الناعمة. لقد غمرت الأم روحها في الأرض، والحديقة، وفي تدفق نهر سوا. إن فقدان شيء ما يجعل من المستحيل بالنسبة لي قراءة درس القافية بأكمله. كانت الكلمات صعبة القراءة، وظللت أتمتم، محاولاً قراءتها بصوت عالٍ حتى تعرف عمتي أنني لا أستطيع قراءتها. ثم كانت تأتي إليّ بشكل استباقي وتقرأ لي الكلمات الصعبة حتى أتمكن من القراءة معها.
في الأيام التي أفتقد فيها والدتي، عندما أرى خالتي، أريد أن أمسك يدها، وأتصرف وكأنني مدللة، ثم أسقط في أحضانها لأداعبها بحنان. ولكن بعد ذلك لم أستطع فعل ذلك. نظرت إليّ لفترة طويلة، وكانت عيناها مليئة بالعاطفة، وسألتني:
- كوان، لماذا تكره عمتك كثيرًا؟
انحنيت رأسي ولم أجب.
- نعم هذا صحيح! أنا لم أولدك، ولم أكن معك منذ أن كنت صغيراً... لهذا السبب...! كوان، هل تعتقد أنني من سرق والدك؟
ولم أجيب أيضا. فجأة، ضاق حلقي وامتلأت عيناي بالدموع. لماذا أحب خالتي كثيرا؟ طوال تلك السنوات التي عشناها معًا، لم تصرخ عمتي في وجهي أبدًا مثل زوجات الأب في القصص الخيالية التي قرأتها. لقد كانت دائمًا متسامحة، ولطيفة، ومضحية من أجل أطفالي الثلاثة. ربما صورة والدتي الراحلة لا تزال تقف شامخة كالحصن في قلبي، لذلك أنا عازم على عدم هدم الجدار لقبول أي صورة أخرى. بالنسبة لي، أمي هي كل شيء! لقد انتقلت والدتي الحبيبة إلى السماء، وتركت في روحي جروحًا يصعب شفاءها. كانت عمتي كالطبيب، تخفف آلامي يومًا بعد يوم، وساعة بعد ساعة، ثم في أحد الأيام، قالت لي عمتي عاجزة في ريح ما بعد الظهر الخفيفة:
- يا إلهي! كوان، متى سوف تناديني "أمي" مرة أخرى؟ هل حبي لك يختلف عن حب الأم لإبنها؟!
لقد وقفت متجذرًا في الأرض. لكن الرياح ظلت تهب على السطح، مما جعل قلبي يؤلمني. الريح لها رائحة نهر سوا. تحمل الريح طعم البحر المالح، ورائحة الحبار التي تبقى في آخر أشعة الشمس في نهاية فترة ما بعد الظهر. أنا أشعر بالأسف الشديد من أجلك! كنت أريد أن أنادي "أمي" ولكن لم أستطع أن أقول الكلمات. ركضت فجأة إلى رصيف نهر سوا، جلست، نظرت إلى السماء، وتركت تيارين من الدموع يتساقطان بحرية على خدود صبي يبلغ من العمر أربعة عشر أو خمسة عشر عامًا...
*
لا تزال عمتي تذهب بجد إلى رصيف نهر سوا للترحيب بكل قارب صيد، على الرغم من أن هذه القوارب لن تحظى أبدًا بحضور والدي.
لا تزال عمتي تشعل النار كل صباح ومساء في المطبخ البسيط، والأطباق التي تطبخها، وبخار الأرز العطري الذي يتصاعد إلى السطح... أثناء الوجبات المطبوخة في المنزل، لا تزال عمتي تجلس بتفانٍ لإزالة عظام السمك من أجلي. سجنت عمتي حياتها في هذا البيت، على ضفاف نهر سوا، ولكن ليس بسبب والدي، وليس بسبب حبها، ولكن في بعض الأحيان كنت أعتقد أنها هي التي قاطعت حياتنا الهادئة. عمة لي. لأنه بدون خالتي، سأكون مثل الطائر الوحيد، الضائع في السماء، مثل سمكة تقطعت بها السبل في منتصف صيف حارق.
هذا الشهر، تضيء زهور الكركديه الفناء الأمامي، على طول الطريق المؤدي إلى نهر سوا.
وفي فترة ما بعد الظهر، عدت إلى المنزل ضد الريح. البحر هادئ في فترة ما بعد الظهر. كان هناك حنين معين ينخر في داخلي. عندما خطوت فوق العتبة ودخلت، رأيت فجأة صورة مألوفة وغريبة. على كرسي خشبي قديم به رجل مكسورة، كان على عمتي أن تستخدم عصا خشبية لتثبيته وتثبيته معًا، ووضعته بجانب الحائط، وكانت عمتي تجلس وتخيط كل غرزة من قميصي بدقة. تلك الصورة تشبه إلى حد كبير والدتي في الماضي. وبعد ذلك نظرت إلى الوراء، لم تكن أمي، بل كانت خالتي. أعلم أن خالتي لن تصبح أمي أبدًا، لكن الحب الذي أشعر به تجاهها ربما سيكون كاملاً وكاملاً مثل الحب الذي أشعر به تجاه والدتي الراحلة. تدفقت الدموع إلى عيني.
- عمة!... أمي... أمي!...
بدا صوتي وكأنه يتكسر في المنزل الهادئ بعد الظهر. منذ أن رحل أبي، أصبح المنزل هادئًا وساكنًا!
وكأنها تخشى أن تكون سمعت خطأً، سواء كان صوت النهر أو الريح، رفعت عمتي وجهها وفركت أذنيها. صرخت في البكاء:
- أم! أحبك أمي!
سقط القميص الذي في يد عمتي على الأرض. كانت تمشي نحوي ببطء. حتى عمتي لم تتمكن من إخفاء مشاعرها عندما تم مناداتها بـ "أمي" بهذا الاسم المقدس والنبيل!
- كوان، ابني!
عانقت خالتي بقوة وبكيت كما لم أبكي من قبل. في أذني، أستطيع سماع تهويدة نهر سوا، ونسيم النهر اللطيف يتدفق إلى أذني الأغاني التي كانت والدتي تغنيها لي للنوم. في صوت الأمواج، في المحيط، في السماء والأرض... هناك همسة أمي التي تحبني!
هوانغ خانه دوي
المصدر: https://baolongan.vn/loi-thi-tham-cua-song-a192893.html
تعليق (0)