
تعد باكستان موطنًا لأكثر من 7000 نهر جليدي، وهو عدد أكبر من أي مكان آخر على وجه الأرض (باستثناء القطبين). تتسبب درجات الحرارة العالمية المرتفعة المرتبطة بتغير المناخ في ذوبان الأنهار الجليدية بسرعة، مما يؤدي إلى نشوء آلاف البحيرات الجليدية.

هناك نهران جليديان في باكستان يستحقان التجربة، نهر هوبر الجليدي (الأسود في وادي هوبر) ونهر باسو الجليدي (الأبيض). يقع نهر هوبر الجليدي في وادي ناجار في الجزء الشمالي من البلاد. وادي هوبر هو جزء ذو مناظر خلابة من وادي ناجار في شمال باكستان، على بعد حوالي 10 كم من ناجار خاص (المدينة الرئيسية في ناجار).

تتغذى الأنهار التي تنبع من جبال الهيمالايا الشرقية بشكل أساسي على أمطار الصيف. وقد يزداد تدفقها مع ارتفاع درجة حرارة المناخ مما يؤدي إلى زيادة الرطوبة الجوية. لكن معظم مياه نهر السند، الذي يتدفق غرباً من قمة كانجرينبوك، تأتي من الثلوج والأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا وكاراكورام وهندوكوش.

يتميز وادي هوبر بمناظره الخلابة مع الجداول المتدفقة والأنهار الجليدية المذهلة. وفي اتجاه مجرى النهر، في سهول باكستان وشمال الهند، يعتمد أكبر نظام للزراعة المروية في العالم على نهر السند. المياه الجليدية التي تتدفق إلى هذا النهر هي شريان الحياة لحوالي 270 مليون شخص.

بالإضافة إلى النهر الجليدي الأسود، يوجد في باكستان أيضًا نهر جليدي أبيض فريد من نوعه يسمى باسو. كلما ارتفعت، كلما غطت السحب المزيد، مما يخلق مشهدًا ضبابيًا، والطقس بارد جدًا.

يتصل نهر باسو الجليدي بنهر باتورا الجليدي والعديد من الأنهار الجليدية الأخرى لتشكيل شريط يبلغ طوله 56 كم.

وفقا للبحوث العلمية ، فإن معظم الأنهار الجليدية تتقلص. في البداية، سوف يؤدي ذلك إلى زيادة تدفق المياه إلى نهر السند. ولكن إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع كما هو متوقع، واستمرت الأنهار الجليدية في الذوبان، فإن نهر السند سيصل إلى "ذروة المياه" حوالي عام 2050. وبعد ذلك، سينخفض التدفق.

في مايو 2022، تسببت مياه ذوبان مفاجئة من نهر باسو الجليدي في إتلاف جزء من أساس الجسر على طريق كاراكورام السريع الشهير في البلاد. وشهدت باكستان أيضًا فيضانات تاريخية عندما اجتاحت موجة الحر التي ضربت جنوب آسيا وألحقت أضرارًا بأكثر من اثني عشر منزلًا في قرية قريبة.
مصدر
تعليق (0)