ويقول الخبراء إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله تظل غير محتملة، وإن ذكر حزب الله لقبرص من شأنه أن يضيف بعداً جديداً للصراع بين إسرائيل وحماس في غزة.
وفي كلمة تلفزيونية خلال حفل تأبين أحد قادة حزب الله الذي قُتل في هجوم إسرائيلي، حذر حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، من حرب "غير مقيدة" ضد إسرائيل. ويشار إلى أن زعيم حزب الله هدد قبرص للمرة الأولى، قائلاً إن حزب الله قد يعتبر البلاد "جزءاً من الحرب" إذا استمرت في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها للتدريبات العسكرية.
وبحسب شبكة "سي إن إن"، أعلن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس على الفور أن بلاده "لم تسهل أبدا ولن تسهل أي عمل عدواني أو هجوم ضد أي دولة". وأعلن الاتحاد الأوروبي أيضًا أن قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن "أي تهديد لإحدى الدول الأعضاء هو تهديد للاتحاد الأوروبي".
وفي محاولة لاحتواء الأضرار، اتصل وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب بنظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، معرباً عن "ثقة لبنان المستمرة بالدور الإيجابي الذي تلعبه قبرص في دعم الاستقرار في المنطقة"، بحسب وسائل إعلام رسمية لبنانية.
تقع قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط، على خط الصدع الجيوسياسي بين الشرق الأوسط وجنوب أوروبا، وهي أقرب جغرافيا إلى الصراعات في الشرق الأوسط منها إلى مراكز القوة الأوروبية. بدأت العلاقات الدبلوماسية بين قبرص وإسرائيل في عام 1960، بعد أن حصلت الجزيرة على استقلالها من الحكم الاستعماري البريطاني، لكن قبرص لم تفتح سفارة في تل أبيب حتى عام 1994. أصبحت العلاقات متوترة في الثمانينيات والتسعينيات بسبب قضايا تتعلق بعلاقات إسرائيل مع تركيا والصراع العربي الإسرائيلي، حيث انحازت قبرص إلى الدول العربية ودعمت دولة فلسطين.
وبحلول أواخر تسعينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحسنت العلاقات الثنائية، حيث بدأت إسرائيل في تحويل تعاونها الاقتصادي نحو شرق البحر الأبيض المتوسط. وتنظر إسرائيل أيضًا إلى قبرص كشريك لمواجهة التهديدات الإقليمية، وخاصة من الجماعات المرتبطة بتركيا وإيران. وفي السنوات الأخيرة، استخدمت إسرائيل قبرص لتدريب قواتها تحسبا لحرب محتملة مع حزب الله. منذ شهر مارس/آذار، سمحت قبرص لسفن المساعدات بالإبحار من موانئها؛ وافقت إسرائيل على فتح مركز لوجستي للاتحاد الأوروبي على أراضيها كجزء من الجهود الدولية لإنشاء طريق للمساعدات الإنسانية عن طريق البحر إلى غزة. انتقدت نيقوسيا بعض تصرفات إسرائيل في غزة. في أبريل/نيسان، أصدرت قبرص بيانا مشتركا مع الإمارات العربية المتحدة، تدين فيه الهجوم الإسرائيلي المميت على جمعية "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية والذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
ومع ذلك، وبينما يقول الخبراء إن الحرب بين إسرائيل وحزب الله لا تزال غير مرجحة، فإن ذكر حزب الله لقبرص من شأنه أن يضيف بعداً جديداً للصراع بين إسرائيل وحماس في غزة. وهذا يعني للمرة الأولى أن دولة من دول الاتحاد الأوروبي تخاطر بالانجرار مباشرة إلى القتال الأوسع في غزة.
فييت خويه
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://www.sggp.org.vn/khia-canh-moi-cua-cuoc-chien-post745961.html
تعليق (0)