اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة "الميثاق المستقبلي" الطموح الذي وصفته بأنه يهدف إلى خلق عالم أفضل للأجيال القادمة، وسط انتقادات متزايدة لفشله في منع الصراعات عالميا.
تم اعتماد المعاهدة في قمة عقدت في نيويورك يومي 22 و23 سبتمبر/أيلول. ومن بين الدول المعترضة روسيا وإيران.
قمة المستقبل في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 22 سبتمبر/أيلول. الصورة: رويترز
ما هي المعاهدة المستقبلية؟
وتصف الأمم المتحدة المعاهدة بأنها "بيان تاريخي" يتعهد باتخاذ إجراءات من أجل عالم أفضل للأجيال القادمة.
يتضمن النص الذي اعتمدته الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة التزاما بتعزيز تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتزامات اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. ويتناول النص معالجة الأسباب الجذرية للصراع وتسريع الالتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة.
وتتضمن المعاهدة وثيقتين ملحقتين، هما: التأثير الرقمي العالمي، الذي يتناول حوكمة الذكاء الاصطناعي، والإعلان بشأن الأجيال القادمة، الذي يعزز اتخاذ القرارات الوطنية والدولية التي تركز على ضمان رفاهية الأجيال القادمة.
وتغطي المعاهدة مجموعة واسعة من المواضيع بمستويات متفاوتة من الطموح، وفقا لريتشارد جاويان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية. وستكون المنتديات والوكالات المختلفة التابعة للأمم المتحدة مسؤولة عن رصد مواضيع مختلفة.
هل تحدد المعاهدة كيفية جعل العالم مكانا أفضل؟
ليس حقيقيًا. وكما هو الحال غالبا مع قرارات الأمم المتحدة والتزاماتها، فإن ميثاق المستقبل مليء بالأهداف والالتزامات النبيلة، لكنه يفتقر إلى الخطوات العملية التي يمكن للهيئة اتخاذها لتحقيق رؤيتها.
وتؤكد الوثيقة أن البلدان "ستقضي على الجوع وتقضي على انعدام الأمن الغذائي"، وستعالج فجوات التمويل والاستثمار العالمية، وستلتزم بنظام تجاري متعدد الأطراف عادل، وتحقق المساواة بين الجنسين، وتحمي البيئة والمناخ، وتحمي الأشخاص المتضررين من حالات الطوارئ الإنسانية. ولكن المعاهدة لا تحدد كيف ستقوم الأمم المتحدة وأعضاؤها بذلك.
وتتعهد المعاهدة باستعادة الالتزامات والتعهدات بشأن نزع السلاح النووي والبيولوجي، و"تجديد الثقة في المؤسسات العالمية"، وتعزيز وحماية حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية وكراهية الأجانب. ولكن مرة أخرى، هذه مجرد وعود مكتوبة.
وانعكاسا للإحباط المتزايد بسبب الجمود ونقص التمثيل العالمي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتعهد النص بإعطاء الأولوية "لتصحيح الظلم ضد أفريقيا" و"تحسين التمثيل" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. ولكن النص لا يذكر كيف ستعمل الأمم المتحدة على تسريع الإصلاحات.
وبما أن العديد من قرارات الأمم المتحدة لا يتم الالتفات إليها، فإن المعاهدة تتعهد "بتعزيز استجابة" مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و"تجديد" عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة مع تعزيز منظومة الأمم المتحدة بأكملها، بما في ذلك المجلس الاقتصادي والاجتماعي ولجنة بناء السلام. ولكن المعاهدة لا تنص على كيفية القيام بذلك.
لماذا تعترض بعض الدول؟
واعترضت روسيا وإيران وكوريا الشمالية وبيلاروسيا وسوريا ونيكاراغوا على مشروع القرار في اللحظة الأخيرة، وخاصة بشأن قضايا السيادة الوطنية ودور الكيانات الخارجية في الشؤون الداخلية.
وتضيف المعاهدة فقرة تنص على أن الأمم المتحدة "ستعمل بموجب عمليات صنع القرار الحكومية الدولية" وأن "منظومة الأمم المتحدة لا يجوز لها التدخل في المسائل التي تقع أساسا ضمن الاختصاص المحلي لأي دولة" وفقا لميثاق المنظمة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين في كلمته خلال القمة إن الدول التي كانت تنسق النص منذ أشهر - ألمانيا وناميبيا - كانت فقط تقوم بتنسيق "ما تمليه الدول الغربية وتتجاهل الطلبات الروسية المتكررة لإجراء محادثات بين الحكومات". ووصف هذا النهج بـ"الاستبدادي".
وقال إن روسيا "ستبتعد عن التوافق بشأن هذه الوثيقة"، مؤكدا أن المعاهدة لا يمكن النظر إليها على أنها تخلق "واجبات وصلاحيات جديدة" للدول لأنها "مجرد إعلان وغامضة للغاية".
نغوك آنه (بحسب الجزيرة)
[إعلان رقم 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/hiep-uoc-tuong-lai-cua-lien-hop-quoc-la-gi-va-tai-sao-nga-va-mot-so-nuoc-phan-doi-post313844.html
تعليق (0)