تصاعدت التوترات بين إسرائيل وفلسطين في الأيام الأخيرة بعد تبادل الضربات الجوية وإطلاق الصواريخ. وفي 12 مايو/أيار، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور مذهلة تظهر منظومة دفاع جوي إسرائيلية تعترض صاروخا أطلقته مجموعة مسلحة.
وبحسب مجلة "ذا درايف" ، فإن الصور، التي يُعتقد أن المصور الصحفي الإسرائيلي جلعاد كفير، التقطها، تظهر صاروخا اعتراضيا ومحركه ينطلق مباشرة نحو الصاروخ المستهدف، مما يخلق كرة نارية في السماء.
ويُعتقد أن الصور التقطها المصور الصحفي جلعاد كفير.
ويعتقد أن الصاروخ هو من نوع بدر 3، وهو صاروخ غير موجه يستخدمه لواء القدس التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. الجهاد الإسلامي هي ثاني أكبر منظمة إسلامية مسلحة في قطاع غزة بعد حماس.
وتقول بعض المصادر إن الصاروخ الاعتراضي أطلق من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الشهير "القبة الحديدية"، في حين يقول آخرون إنه كان صاروخ "مقلاع داوود"، لأنه قبل ساعات فقط من ظهور هذه الصور، نشرت شركة رافائيل المصنعة للصاروخ على تويتر أن الجيش الإسرائيلي نفذ أول اعتراض باستخدام نظام "مقلاع داوود" في وسط إسرائيل، ضد صاروخ أطلق من قطاع غزة.

أطلقت منظومة القبة الحديدية صاروخا اعتراضيا من مدينة سديروت الإسرائيلية في 10 مايو/أيار.
القبة الحديدية ومقلاع داوود هما اثنان من الأنظمة التي تشكل دفاعات إسرائيل. يتخصص نظام القبة الحديدية في التعامل مع الأهداف على مسافة تتراوح بين 4-70 كم، في حين يتخصص نظام مقلاع داود في القتال ضد أهداف أبعد من ذلك.
وتستخدم منظومة القبة الحديدية صواريخ "تامير"، المصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المدفعية. وتم نشر نظام القبة الحديدية بنجاح آلاف المرات منذ دخوله حيز الاستخدام في عام 2011، ويبلغ معدل نجاحه 96%، بحسب رويترز. تستخدم صواريخ تامير في المقام الأول صمامات القرب، أي أن الرأس الحربي ينفجر عندما يقترب من الهدف. ومع ذلك، يمكن للصواريخ أيضًا أن تهاجم بشكل مباشر بفضل دقتها العالية جدًا.
اعترضت منظومة القبة الحديدية الصواريخ في مدينة عسقلان الإسرائيلية في 11 مايو.
في هذه الأثناء، يقوم صاروخ اعتراضي مذهل من نظام مقلاع داود بتدمير الهدف عن طريق الاصطدام به مباشرة. يبلغ طول الصاروخ المذهل 4.5 متر ويتكون من محرك يعمل بالوقود الصلب والصاروخ الرئيسي الذي تتمثل مهمته في تدمير الهدف.
إن مقدمة صاروخ ستونر منحنية مثل رأس الدلفين، وهو ما يساعد على تمييزه عن صاروخ تامير. ومع ذلك، فإن دقة الصور تجعل التعرف عليها مستحيلا. ويعمل نظام مقلاع داود لصالح الجيش الإسرائيلي منذ عام 2017، ويحتوي كل مجمع على قاذفة تحتوي على ما يصل إلى 12 صاروخًا.
ويعتقد أن مدى صاروخ ستونر يتراوح بين 241 و321 كيلومترا، على الرغم من أن معظم عمليات الاعتراض حدثت على مسافات أقرب، وخاصة ضد الصواريخ التي تفتقر عادة إلى أنظمة التوجيه.
نظام مقلاع داود أثناء إطلاق صاروخ Stunner
وكالة الدفاع الصاروخي الامريكية
لو تم بالفعل استخدام صواريخ مقلاع داود لاعتراض الصاروخ في الصورة، فإن هذا الاستخدام من شأنه أن يسبب بعض الارتباك. أولا، يتم استخدام نظام القبة الحديدية بشكل أكثر شيوعاً ضد هذه الأهداف، وثانياً، تبلغ تكلفة كل صاروخ مذهل حوالي مليون دولار، وهو أغلى بعدة مرات من صاروخ الهدف. وتتراوح تكلفة كل صاروخ من طراز "تامير" بين 40 ألف دولار و100 ألف دولار، كما كان استخدامه لإيقاف الصواريخ التقليدية مثيرا للجدل في الماضي.
ولذلك، أفيد أنه تم استخدام منظومة "مقلاع داوود" لاعتراض الصاروخ المذكور لأن الهدف كان متجها نحو منطقة غير محمية بالقبة الحديدية.
ولم يتسن حتى الآن التأكد ما إذا كان الصاروخ الذي ظهر في الصور هو من منظومة القبة الحديدية أم مقلاع داوود. ومع ذلك، فإن إعلان رافائيل يظهر أن إسرائيل تعمل على توسيع قدراتها الدفاعية المتعددة الطبقات لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات، بدءاً من الأسلحة عالية التقنية إلى الصواريخ التقليدية التي تستخدمها الجماعات المسلحة في قطاع غزة.
[إعلان رقم 2]
رابط المصدر
تعليق (0)