زادت كوريا الشمالية من دعمها العسكري لروسيا، مما دفع كوريا الجنوبية إلى النظر في توفير المزيد من قذائف المدفعية لأوكرانيا. وبحسب معلومات من قناة KFN News، قامت كوريا الشمالية في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتعبئة نحو 1500 جندي من القوات الخاصة النخبة إلى روسيا، في سياق العلاقات العسكرية المتعمقة بشكل متزايد بين البلدين. وقد أثار هذا الإجراء مخاوف كوريا الجنوبية، مما أجبر سيول على النظر في زيادة الدعم لأوكرانيا من خلال توفير المزيد من قذائف المدفعية عيار 155 ملم عبر الولايات المتحدة.
أكدت هيئة الاستخبارات الوطنية في كوريا الجنوبية أن نحو 12 ألف جندي كوري شمالي تم نشرهم في أقصى شرق روسيا منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول. أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية وجود سفن حربية روسية في موانئ كوريا الشمالية، ما أثار الشكوك حول قيامها بنقل قوات كورية شمالية للانضمام إلى الصراع في أوكرانيا. وردا على ذلك، استدعت الحكومة الكورية الجنوبية السفير الروسي في سيول للتعبير عن قلقها إزاء هذا الأمر، وطالبت روسيا بسحب القوات الكورية الشمالية من أوكرانيا على الفور.
وقال نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم هونغ كيون خلال اجتماع مع السفير الروسي "إن كوريا الجنوبية سترد بكل الوسائل الممكنة، بالتعاون مع المجتمع الدولي، على أي عمل يهدد مصالحنا الأمنية الأساسية". (مصدر الصورة: وزارة الدفاع الوطني الكورية) |
أكد نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم هونغ كيون أن التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ يشكل تهديدا خطيرا ليس لكوريا الجنوبية فحسب بل وللمجتمع الدولي بأكمله. وحذر من أن كوريا الجنوبية ستتعاون مع الشركاء الدوليين للرد بقوة على أي عمل من شأنه الإضرار بالأمن القومي. في هذه الأثناء، رفض السفير الروسي لدى كوريا الجنوبية، جورجي زينوفييف، هذه المخاوف، مؤكداً أن التعاون العسكري مع كوريا الشمالية يتوافق تماماً مع القانون الدولي وليس يهدف إلى زعزعة استقرار شبه الجزيرة الكورية.
علاوة على ذلك، فإن وضع إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا يشكل أيضا مصدر قلق خاص. في العام الماضي، زودت كوريا الجنوبية الولايات المتحدة بـ500 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم، والتي تم شحنها بعد ذلك إلى أوكرانيا. في ضوء التطورات المعقدة الحالية، تدرس سيول تقديم المزيد من قذائف المدفعية لأوكرانيا. ويقول مسؤولون دفاعيون إن كمية القذائف المدفعية التي يمكن أن تتلقاها أوكرانيا من شأنها أن تحدد بشكل كبير نتيجة الصراع مع روسيا.
إن الحفاظ على إمدادات قذائف المدفعية عيار 155 ملم أصبح يشكل تحديًا لكل من كوريا الجنوبية وأوكرانيا. إن القتال بين روسيا وأوكرانيا، مع التركيز على المدفعية، جعل أوكرانيا بحاجة إلى ما يصل إلى 75 ألف قذيفة شهرياً للحفاظ على مواقعها، في حين تتطلب الهجمات واسعة النطاق ضعف هذا العدد. وتستطيع روسيا، التي تستطيع إنتاج نحو 250 ألف قذيفة شهرياً، أن تحافظ على تفوقها بدعم من كوريا الشمالية. وتشير التقارير إلى أن كوريا الشمالية ربما زودت روسيا بما يصل إلى 10 ملايين قذيفة، على الرغم من أن معظمها قديمة.
وتشير التقارير إلى أن كوريا الشمالية ربما زودت روسيا بما يصل إلى 10 ملايين قذيفة، على الرغم من أن معظمها قديمة. - صورة: وكالة الأنباء المركزية الكورية |
ورغم أن القانون الكوري الجنوبي يحظر تصدير الأسلحة إلى مناطق الحرب، فإن الضغوط الدولية قد تجبر سيول على إعادة النظر في هذه السياسة. في عام 2023، أقرضت كوريا الجنوبية الولايات المتحدة 300 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم، مما ساعد بشكل غير مباشر في زيادة مخزونات أوكرانيا. لكن المحللين يقولون إن كوريا الجنوبية بحاجة إلى أن تكون حذرة في توفير المزيد من الذخيرة دون إضعاف قدراتها الدفاعية. في ظل مخزوناتها المحدودة من قذائف المدفعية وإنتاجها السنوي الذي لا يتجاوز نحو 200 ألف قذيفة، تواجه كوريا الجنوبية خطر مواجهة نقص في الذخيرة في حال اندلاع صراع مع كوريا الشمالية.
وفي الوقت نفسه، تواصل كوريا الشمالية تعزيز علاقاتها مع روسيا. ويملك جيش البلاد نحو 21 ألف قطعة مدفعية قادرة على إطلاق النار بشكل متواصل لمدة 45 يوما، ما يخلق كمية هائلة من الذخيرة تصل إلى ملايين الطلقات التي يمكن توريدها لروسيا. ورغم أن الكثير من هذه الذخيرة قد يكون قديمًا، إلا أنه لا يزال من الممكن استخدامها بفعالية في القتال.
ويفرض الوضع الحالي تحديات كبيرة على كوريا الجنوبية في ظل ضرورة تحقيق التوازن بين دعم أوكرانيا وضمان الأمن الوطني في مواجهة التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية. وفي ظل التوترات المتصاعدة، فإن قرار سيول بالتدخل بشكل أعمق في الصراع بين روسيا وأوكرانيا سيكون بمثابة اختبار لعلاقاتها الدولية في الفترة المقبلة.
[إعلان 2]
المصدر: https://congthuong.vn/chien-su-nga-ukraine-han-quoc-can-nhac-cung-cap-them-dan-phao-155mm-cho-ukraine-354044.html
تعليق (0)