
بينما على طول ساحل تام ثانه وتام تيان، يمكن للمرء أن يجد بسهولة السلطة الشهيرة المصنوعة من سمك الرنجة الطازج اللامع، إلا أن سلطة الأنشوجة نادراً ما توجد في نوي ثانه - حيث يتدفق نهر ترونغ جيانغ بهدوء.
إن سمك الأنشوجة المستخدم في هذه السلطة ليس من النوع الذي يتم صيده من البحر؛ بل هو من النوع الذي يتم صيده في الشباك في منتصف النهر بالقرب من المصب، وهو متوفر فقط خلال الفترة الانتقالية من الربيع إلى الصيف.
تم نقل سمك الأنشوجة الطازج والشفاف فوراً إلى سوق منتصف الصباح، حيث اشترته والدتي بسرعة. تم تنظيف السمك، وإزالة رؤوسه، وتقصير عموده الفقري، وشطفه بالخل، ثم نقعه في عصير الليمون.
تُخلط شرائح السمك، التي تكون شفافة في البداية ثم تتحول إلى اللون الأبيض الحليبي العطري، مع عصير الليمون والأعشاب والخردل الأخضر المفروم ناعماً وصلصة السمك عالية الجودة والفول السوداني المحمص وقليل من ورق الأرز المشوي المقرمش قبل تقديمها في طبق.
أجلس على الشرفة، قبل أن تشتد حرارة شمس أواخر الربيع، تهب نسمة باردة من الحقول تحمل عبير الأرز الأخضر، فأقطع قطعة من ورق الأرز لأتناول منها سلطة سمك. خضرة الخضراوات المنعشة، والسمك الأبيض الطري الحلو الذي يذوب في الفم، ممزوجًا برائحة الفلفل الحار والثوم، كفيل بأن يجعلك تتنهد من اللذة؛ لا يمكنك إلا أن تُقدّر حقًا هذا المذاق الإنساني الرائع.
يكمن سر لذة سلطة الأنشوجة في تحضيرها السريع: السمك الذي يتم صيده على عجل من شباك النهر - ويتم نقله بسرعة إلى السوق - ويتم تحضيره بسرعة بحيث يتم تقديم السلطة في غضون 30 دقيقة تقريبًا - والتسابق لتناولها قبل أن تنتهي - لأن والدتي لا تعد إلا وعاءً واحدًا من الأنشوجة في كل مرة، وهو ما يكفي فقط للحفاظ على نضارتها وإشباع الرغبة.
يستمد طبق سلطة الأنشوجة نكهته المميزة من بساطة مكوناته وتواضعها. فكل شيء تقريباً يأتي من حديقة المنزل، بدءاً من صلصة السمك الذهبية التي كانت والدتي تُخمّرها من مرق الأنشوجة في العام الماضي، وصولاً إلى الفول السوداني المحمص بقشوره الذي احتفظت به من الموسم السابق، والأعشاب أو النعناع الذي كانت تزرعه تحت شجرة المانجو، والموز غير الناضج الذي كانت تحصل عليه من الجيران.
وينبع ذلك أيضاً من حب والدتي واهتمامها بابنتها التي تستخدم نصف عقلها فقط للتفكير في الطعام، وتهمس أحياناً في حضن والدتها قائلة: "أمي، أشعر فجأة برغبة شديدة في تناول شيء ما..." وفي اليوم التالي كانت ترى والدتها تسرع إلى السوق لشراء المكونات والطهي.
وينبع ذلك أيضاً من ذكريات طفولتي، حيث كنت أشاهد والدي والجيران يتحدثون ويضحكون بصوت عالٍ حول السلطة التي كانت والدتي تعدها، ويربتون على رأسي قائلين إنني صغير جداً على تناول السلطة، ثم أتمنى لو أنني أكبر بسرعة حتى "تكون معدتي قوية بما يكفي" لتجربة تلك السلطة التي كان الجميع ينتظرها بفارغ الصبر كل ربيع.
كما أن حلاوة سلطة الأرز تجسد مشاعري تجاه النهر الذي يتدفق بصمت إلى البحر على مدار السنة، وتجاه الأسماك الصغيرة والروبيان الذي غذاني حتى الآن.
وهكذا، مع مرور نسائم الصيف الأولى، أينما ذهبت، أرغب دائمًا في العودة إلى ذلك الجزء من النهر، منتظرًا اصطياد سلة من الأنشوجة - قلبي يتوق ويهتز بنفس الحماس الذي يهبّ به نسيم النهر بلا هوادة عبر الفصول الأربعة...
المصدر: https://baoquangnam.vn/goi-ca-com-song-truong-giang-3153200.html






تعليق (0)