تتناول المقالة "التغيرات الشخصية المرتبطة بزراعة الأعضاء" المنشورة في المجلة الطبية Transplantology في يناير/كانون الثاني كيف يواجه بعض متلقي الأعضاء تغيرات كبيرة ودائمة في تفكيرهم وسلوكهم.
قام باحثون في كلية الطب بجامعة كولورادو في الولايات المتحدة بدراسة ما إذا كانت التغيرات في الشخصية تحدث للمرضى بعد تلقي عمليات زرع الأعضاء. على وجه التحديد، ما هي التغييرات التي تطرأ على متلقي زراعة القلب وهل هم مختلفون عن أولئك الذين تلقوا عمليات زراعة أعضاء أخرى؟
تشير الأبحاث إلى أن متلقي زراعة الأعضاء قد يواجهون تغيرات في الشخصية مرتبطة بمتبرع أعضائهم. الصورة: شترستوك
هناك العديد من التغييرات في الشخصية والاهتمامات وحتى الذكريات الجديدة.
وأُجريت الدراسة عبر الإنترنت على 47 شخصًا، من بينهم 23 متلقيًا لعملية زرع قلب و24 متلقيًا لأعضاء أخرى. وأظهرت النتائج أن 89% من متلقي زراعة الأعضاء أفادوا بتغيرات في الشخصية بعد الجراحة. ولم يكن هناك فرق كبير بين متلقي زراعة القلب ومتلقي زراعة الأعضاء الأخرى.
وتشمل هذه التغيرات التفضيلات في الطعام، والمهنة، والموسيقى، والفن، والحميمية، والأنشطة الترفيهية. يتمتع بعض الأفراد بقدرة أكبر على التكيف الاجتماعي والجنساني، فضلاً عن قدرة أكبر على الوعي الروحي أو الديني.
وعلى الرغم من أن هذه التغيرات عادة ما تكون غير ضارة أو مفيدة، إلا أن هناك أيضًا تغيرات مثيرة للقلق، بما في ذلك الهذيان، والاكتئاب، والقلق، والذهان، والخلل الجنسي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأشخاص بعد زراعة الأعضاء قد طوروا "ذكريات جديدة" يبدو أنهم لم يختبروها من قبل على الإطلاق. ترتبط هذه الذكريات في كثير من الأحيان بالإدراكات الحسية للمتبرع بالأعضاء.
وتذكر المقالة مثالاً واحدًا: "أستاذ جامعي يبلغ من العمر 56 عامًا حصل على قلب ضابط شرطة يبلغ من العمر 34 عامًا توفي بشكل مأساوي بعد إصابته برصاصة قاتلة في الوجه".
"بعد عملية الزرع، روى المتلقي تجربة غريبة قائلاً: "بعد أسابيع قليلة من تلقي القلب، بدأت أحلم أنني رأيت ضوءًا ساطعًا يضيء مباشرة على وجهي وأصبح وجهي ساخنًا وكأنه يحترق".
"شفرة القلب"
هناك فرضيات مختلفة طرحت لتفسير هذه الظاهرة. ومن الناحية النفسية، قد تنبع التغيرات في شخصية المتلقي من تخيلاته الخاصة عن المتبرع، أو قد تكون بسبب استخدام المتلقي لآليات دفاعية للتعامل مع الضغوط المرتبطة بعملية الزرع.
وفي الوقت نفسه، تشير الفرضيات الكيميائية الحيوية إلى أن ذكريات المتبرع وسمات شخصيته قد يتم تخزينها في العضو المتبرع به ونقلها إلى المتلقي.
على سبيل المثال، من الممكن نقل "الإنجرام" - وهو أثر ذاكرة للتجارب الماضية - من دماغ المتبرع إلى دماغ المتلقي عبر حويصلات خارج الخلية (الإكسوسومات). وقد تم طرح فكرة نقل الذاكرة الخلوية بين المتبرع والمتلقي، مثل ذاكرة الحمض النووي DNA والحمض النووي الريبوزي RNA.
غلاف كتاب شفرة القلب تأليف بول بيرسال. الصورة: أمازون
وتشير نظرية أخرى إلى أن السمات الشخصية تنتقل عبر النظام العصبي في القلب، وهو النظام الذي يستخدم النواقل العصبية الكيميائية للتواصل وتخزين المعلومات.
ويقال إن النظام، المعروف أيضًا باسم "قلب الدماغ"، يقوم بتخزين الذكريات التي يمكن نقلها إلى المتلقي أثناء جراحة زرع الأعضاء، مما قد يؤدي إلى تغيير شخصية المتلقي.
تتضمن فرضية أخرى المجال الكهرومغناطيسي للمتلقي، مما يشير إلى أن معلومات شخصية المتبرع قد يتم تخزينها في المجال الكهرومغناطيسي للقلب ونقلها أثناء الجراحة، مما يؤدي إلى تغييرات في شخصية المتلقي. تم طرح هذه الفرضية لأن جسم الإنسان هو كيان كهربائي يتكون بالكامل من جسيمات مشحونة، ويحكمه مبادئ كهرومغناطيسية.
وقال الدكتور ميتش ليستر، مؤلف الدراسة: "قد تكون التغيرات في الشخصية أيضًا نتيجة لتحسن الصحة البدنية بعد الجراحة، وليس انتقال الشخصية من المتبرع إلى المتلقي".
وقد تم وصف التغيرات الشخصية بشكل مماثل في كتاب بعنوان "شفرة القلب" لطبيب الأعصاب بول بيرسال، الذي أظهر في عام 1999 أن العديد من السمات الشخصية لمتلقي القلب تتغير وفقًا لمتبرع القلب.
تتعلق إحدى الحالات بصبي يبلغ من العمر خمس سنوات حصل على قلب صبي يبلغ من العمر ثلاث سنوات يدعى توماس. ومن المعروف أن توماس توفي للأسف بعد سقوطه من حافة النافذة أثناء محاولته الحصول على نموذج لعبة خارقة. ولم يتضح بعد ما إذا كان الأمر مجرد مصادفة أو وراثيا، لكن الصبي البالغ من العمر خمس سنوات والذي تلقى تبرعا بالقلب كان يشترك أيضا في نفس الاهتمامات مع توماس.
هوآي فونج (وفقا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست)
[إعلان رقم 2]
مصدر
تعليق (0)