اليوم أعيش في مدينة الآلاف من الزهور، ويطلق عليها الكثيرون أيضًا مدينة الهضبة، أو مدينة الضباب، أو مدينة السياحة... أيًا كان اسمها فهو معقول. يأتي الشتاء، والطقس البارد في دالات يجلب للناس العديد من المشاعر، والعديد من الحالات المزاجية.
ربما يكون فصل الشتاء هو الموسم الأكثر جمالًا في دالات، ففي هذا الوقت يكون الطقس جميلًا والمناظر الطبيعية أيضًا في أبهى صورها. هذا هو الوقت من العام مع العديد من المهرجانات، لذلك فإن مدينة ذات الطراز الأوروبي مثل دالات هي أيضًا مناسبة جدًا لتجربة لا تُنسى في عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة. وأنا حاليا موظف حكومي، مقيم في المدينة؛ لكن ولد ونشأ في الريف "مزارعًا حقيقيًا"؛ "طالب الأدب الذي ترك للتو المحراث والفأس" هذا ما يناديني به أقاربي في كثير من الأحيان. ولهذا السبب، في الأيام الجافة والباردة مثل هذا اليوم، أتذكر جذوري ومسقط رأسي الحبيب؛ هناك كل عصر يجلس بجانب النار الدافئة وذكريات الطفولة تستمر في التدفق مرة أخرى. هناك ذكريات تأتي وتذهب، ولكن هناك أيضًا العديد من الذكريات التي لا تُنسى. ومن بين هذه الذكريات، فإن الذكرى الأكثر تميزًا هي وعاء "الذرة بالليمون" الذي كانت جدتي تطبخه في كثير من الأحيان للعائلة بأكملها عندما يأتي الشتاء.
في فترة الدعم في القرن الماضي، لم تكن هناك مواقد غاز، ولا طناجر أرز، ولا طناجر ضغط... لذا فإن طهي قدر من الذرة بالليمون كان يتطلب الكثير من الجهد والحطب والوقت. أولاً، قم باختيار الذرة البيضاء المجففة، ثم قم بإزالة الحبات ونقعها في الماء مع كمية مناسبة من ليمون التنبول لمدة 5 إلى 6 ساعات. ضعيها في قدر، ضعيها على الموقد واتركيها تغلي حتى تنضج حبات الذرة؛ أخرجيها وافركي حبات الذرة والخيط حول الحبات حتى تصبح نظيفة وبيضاء، ثم أضيفي الماء لطهي الذرة. يمكنك إضافة بعض الفاصولياء السوداء لطهيها معًا. مع وصفة جدتي، عند تناول الطعام، أضف القليل من ملح الفول السوداني، وسيحصل أرز الذرة اللزج على نكهة غنية من الفاصوليا السوداء، ورائحة ناعمة من حبات الذرة، ودهن الفول السوداني المختلط معًا، مما يجعلني أصرخ حتى الآن. في السنوات الفقيرة، عندما لم يكن هناك ما يكفي من الأرز للأكل، كان تناول الأرز اللزج مع الذرة والليمون بمثابة وجبة جانبية، وجبة إضافية؛ ولكنه أيضًا الغذاء الرئيسي للأسر الكبيرة التي تعاني من صعوبات كثيرة، وخاصة الأسر التي لديها القليل من الأراضي، ولا تملك ما يكفي من الأرز لتأكله، وتضطر إلى الذهاب إلى مناطق الأقليات العرقية لشراء أو استخدام شيء مثل التبغ والملح ... لتبادله بالذرة المجففة لإحضارها وتخزينها كغذاء رئيسي. لأن العائلة لديها العديد من الإخوة والأخوات، ففي كل مرة تقوم فيها جدتي بتحضير رقائق الذرة، فإنها عادة ما تطبخ كمية كبيرة، تكفي لوجبتين في اليوم، وخلال الأشهر العجاف، يمكنها تحضيرها مرة واحدة في الأسبوع. في البداية، تناول ملح الفول السوداني له طعم مالح، دهني، حلو، جوزي... يبدو لذيذًا، ثم يصبح مملًا. تناوبت أنا وإخوتي على البحث في القدر للحصول على مرق السمك وسكبه في وعاء الذرة، والذي كان كافياً لإنهاء وجبة الطعام ومساعدتنا على قضاء اليوم في وقت المجاعة. معظم الأشخاص الذين ولدوا في الستينيات أو أوائل السبعينيات من القرن الماضي والذين نشأوا الآن في المدينة ولدوا ونشأوا في الريف، على الأقل يعرفون كيف يبدو الريف؛ لذلك عندما تسمع عن الأرز اللزج مع الذرة أو الذرة مع الليمون، فلن يكون الأمر غريبًا. أرض زراعة الذرة هي أرض جبلية أو غير مغمورة بالمياه، يتم زراعتها في بداية موسم الأمطار. عندما يصبح الذرة متساويًا، يمكنك قطع نبات الذرة، وكسر الكيزان، وغليها، وبيعها أو استخدامها كوجبة عائلية. يتم قطع الذرة المتبقية في الحديقة من أعلى الثمرة (يجب أن يترك كل نبات ثمرة واحدة) حتى تتمكن الذرة الممتلئة من الاستمرار في امتصاص العناصر الغذائية حتى تصبح قديمة وجافة، ثم يتم حصادها وتعليقها على رف دخان أو تخزينها في مكان جاف لاستخدامها خلال العام. هناك أنواع عديدة من الذرة، ولكن خلال فترة الدعم كانت الذرة الشمعية والذرة الهجينة هي الأكثر شعبية. الذرة الشمعية لها آذان صغيرة، ولكن حبوبها ناعمة، مطاطية، ولذيذة، وفترة نموها قصيرة، والعناية بها سهلة، لذلك يعطي المزارعون الأولوية لزراعتها أكثر للمساعدة في تخفيف الجوع. تتميز الذرة الهجينة بثمارها الكبيرة وطويلة الأمد ويمكن زراعتها على سفوح التلال. غالبًا ما يزرعه الناس في حقولهم ويحصدونه بكميات كبيرة، مما يخدم تربية الماشية بشكل جيد. في الأيام التي كانت جدتي تصنع فيها الأرز اللزج بالذرة والليمون، كانت العائلة بأكملها تتجمع حول النار، وتجهز السلال والأحواض لطحن الذرة؛ وخاصة في أشهر الشتاء المبكرة يكون الجو عائليًا دافئًا. كان ذلك الجو منذ أكثر من 40 عامًا، ولكن عندما أفكر فيه، يختنق قلبي دائمًا، متذكرًا وقتًا من الفقر.
ومع ذلك، أصبح اليوم الأرز اللزج المصنوع من الذرة تخصصًا؛ هو طبق إفطار موجود في كل مكان من المناطق الحضرية إلى المناطق الريفية. الطبق مناسب لجميع الفئات والأعمار في المجتمع. فهو مريح، ويوفر أيضًا مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية وهو مفيد لصحة الإنسان. وفقًا للتحليل الوظيفي، تحتوي كل حصة من أرز الذرة اللزج على متوسط 8.3 جرام من الدهون، و51.3 جرام من النشا، و8.2 جرام من البروتين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ذكر الكمية المتنوعة من الفيتامينات والمعادن في هذا الطعام مثل فيتامين C، B1، B5، A، D... إلى جانب الزنك والنحاس والصوديوم والمغنيسيوم والكالسيوم... بالنسبة للذرة، منذ العصور القديمة، لخصها المزارعون في الأغاني الشعبية حول المودة العائلية والعلاقات الاجتماعية، على وجه التحديد: من الأفضل أن تأكل الذرة مدهونة بالليمون/ من أن تكون غنيًا ويتيمًا وحدك. عندما يأتي الشتاء، أجلس وأتذكر وعاء الذرة مع الليمون، أتذكر وقتًا من الفقر ولكنه حقًا لا يُنسى بسبب الحب والعلاقات في مجتمع الأسرة في مسقط رأسي.
مصدر
تعليق (0)