في حين لا يزال العمال ذوو الدخل المنخفض يجدون فرص العمل بسهولة نسبية، يواجه الخبراء وكبار المديرين منافسة شرسة.
يبدو أن سوق العمل في الولايات المتحدة صامد، استناداً إلى البيانات الاقتصادية .
ومع ذلك، فإن وراء هذا المظهر الخارجي المستقر تكمن حقيقة قاتمة بالنسبة لموظفي المكاتب، وخاصة في قطاع التكنولوجيا.
إن قصة جون باخ، الذي عمل في موقع eBay لمدة 13 عاماً، تشكل مثالاً حياً على الركود الذي يجتاح سوق العمل في مجال التكنولوجيا بهدوء.
بعد أن تم تسريحه من عمله في وقت سابق من هذا العام، ومع ثقته في خبرته التي تمتد لثلاثين عامًا في الصناعة ومع انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، فقد تصور أن العثور على وظيفة جديدة لن يكون صعبًا للغاية. لكن الواقع أكثر قسوة. بعد أكثر من 130 طلبًا، وعشرات مكالمات الرفض، ولم يتلق أي عرض، وجد باخ نفسه في دوامة من عدم اليقين، متسائلاً عن قيمته وسط عاصفة التباطؤ الوظيفي.
إن قصة باخ ليست حالة معزولة. وهو يعكس اتجاها مقلقاً نحو الطبقية الصارخة في سوق العمل. في حين لا يزال العمال من ذوي الدخل المنخفض يجدون فرص العمل بسهولة نسبية، يواجه المهنيون والمديرون التنفيذيون الذين يتقاضون رواتب مكونة من ستة أرقام أو أكثر منافسة شرسة وفرصًا نادرة.
وبعبارة أخرى، هناك حالة من "الركود في قطاع الوظائف البيضاء" تحدث بهدوء، مما يلقي بظلاله على سوق العمل في قطاع التكنولوجيا.
وتوضح البيانات الصادرة عن موقع LinkedIn، وهو منصة للتواصل الاجتماعي تركز على الأعمال والوظائف، صورة لهذا الانحدار. وبناء على ذلك، انخفض معدل التوظيف في قطاع التكنولوجيا بشكل حاد في الآونة الأخيرة. وتحديداً، سجل قطاع تكنولوجيا المعلومات انخفاضاً بنسبة 27%، وقطاع ضمان الجودة بنسبة 32%، وقطاع إدارة المنتجات بنسبة 23%.
ومن الجدير بالذكر أن حتى قطاع الهندسة، الذي يعتبر بمثابة "درع فولاذي" ضد التقلبات الاقتصادية، لم يكن بمنأى عن هذا الاتجاه، حيث سجل انخفاضاً كبيراً بلغ 26%. إن التناقض الصارخ مع حقبة ما بعد الوباء، عندما استمرت شركات التكنولوجيا العملاقة في التوسع واستقطاب المواهب، يوضح بشكل أكبر مدى خطورة الوضع الحالي.
فما هو سبب هذا التحول المذهل؟ وجزء من السبب يعود إلى سياسات التوظيف "المفرطة" التي تنتهجها شركات التكنولوجيا في فترة ما بعد الوباء. وبسبب مخاوفهم من موجة "الاستقالات الجماعية"، قاموا بتكثيف عمليات التوظيف، مما أدى إلى فائض في الموظفين مع دخول الاقتصاد فترة صعبة. ولإعادة التوازن إلى القوى العاملة، تضطر الشركات إلى تنفيذ تدابير لتقليص أعداد الموظفين، بدءاً من التسريح الجماعي إلى تجميد التوظيف.
وهناك سبب آخر يدفع شركات التكنولوجيا إلى خفض التوظيف وهو أن موظفيها الحاليين أقل ميلاً إلى تغيير وظائفهم، ويبحثون بدلاً من ذلك عن الاستقرار. وتُظهر بيانات من شركة Visier، وهي شركة مزودة لبرامج الموارد البشرية، أن معدل دوران العمل الطوعي في شركات التكنولوجيا أقل من 20% هذا العام، بانخفاض عن نحو 27% في عام 2022.
علاوة على ذلك، فإن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يشكل أيضًا عاملًا مهمًا يؤثر على سوق العمل التكنولوجي. تعمل أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل ChatGPT، على زيادة إنتاجية العمالة بشكل كبير، مما يقلل الحاجة لدى الشركات إلى توظيف موظفين إضافيين. وهذا صحيح بشكل خاص في مجال البرمجة. قالت شركة جوجل مؤخرًا أن أكثر من 25% من أكوادها الجديدة يتم إنشاؤها الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي.
[إعلان 2]
المصدر: https://www.vietnamplus.vn/con-bao-suy-thoai-phu-bong-den-len-thi-truong-viec-lam-cong-nghe-my-post998694.vnp
تعليق (0)