وبحسب جدول الأعمال، سيجري الملك الكمبودي نورودوم سيهاموني، خلال زيارته إلى فيتنام يومي 28 و29 نوفمبر/تشرين الثاني، محادثات واجتماعات مع كافة كبار القادة في فيتنام.
بدعوة من الرئيس لونغ كونغ، سيقوم الملك الكمبودي برياه بات سامديتش برياه بورومينيوت نورودوم سيهاموني بزيارة دولة إلى فيتنام يومي 28 و29 نوفمبر.
وقبيل هذه الزيارة المهمة، أجرى مراسل وكالة أنباء فيتنام في بنوم بنه مقابلة مع السفير الفيتنامي لدى مملكة كمبوديا نجوين هوي تانغ، حيث ناقشا أهمية الزيارة وتداعياتها على العلاقات الثنائية بين فيتنام وكمبوديا.
- بحسب الجدول الزمني، سيقوم الملك الكمبودي نورودوم سيهاموني بزيارة دولة إلى فيتنام في الفترة من 28 إلى 29 نوفمبر. كيف يقيم السفير أهمية وضرورة الزيارة المقبلة في تعزيز العلاقات الثنائية بين فيتنام وكمبوديا؟
السفير نجوين هوي تانغ: نادراً ما يقوم الملك نورودوم سيهاموني بزيارة الدول المجاورة، بما في ذلك الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا.
ومع ذلك، بالنسبة لفيتنام، منذ تتويج الملك في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2004 وحتى الآن، بعد 20 عاماً من الحكم، قام الملك نورودوم سيهاموني بثلاث زيارات إلى فيتنام في أعوام 2006 و2012 و2018. وهذه المرة، قام الملك بزيارة دولة، وهي الزيارة الرابعة لفيتنام.
وبحسب جدول الأعمال، سيجري الملك نورودوم سيهاموني خلال هذه الزيارة محادثات واجتماعات مع كافة كبار القادة في فيتنام.
ومن خلال هذا، أراد الملك نورودوم سيهاموني أن ينقل إلى زعماء وشعب فيتنام الصداقة الوثيقة والدافئة بين زعماء كمبوديا وزعماء وشعب فيتنام. ومن ثم المساهمة في تعزيز الثقة السياسية بين الجانبين، وتعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والثقافة والتعليم وغيرها من المجالات.
وعلى هذا النحو، فإن الزيارة من شأنها بالتأكيد أن تساهم في تعميق العلاقات بين فيتنام وكمبوديا تحت شعار "الجيران الطيبون، والصداقة التقليدية، والتعاون الشامل، والاستدامة الطويلة الأمد".
- حققت فيتنام وكمبوديا العديد من الإنجازات والنتائج الجيدة على مدى تاريخ العلاقات بين البلدين. هل يمكن للسفير أن يستعرض بعض الإنجازات البارزة في العلاقات الثنائية بين البلدين في الآونة الأخيرة؟
السفير نجوين هوي تانغ: فيما يتعلق بالإنجازات التي تحققت في العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، يمكننا تسليط الضوء على المجالات الرئيسية التالية:
أولا، على الصعيد السياسي، كان كبار زعماء البلدين يتبادلون الزيارات بشكل منتظم. في عام 2024، ستزور فيتنام كمبوديا بزيارة دولة للرئيس تو لام.

ومؤخرا، كانت هناك الزيارة الرسمية لرئيس الجمعية الوطنية تران ثانه مان، إلى جانب المشاركة في مؤتمرين دوليين استضافتهما كمبوديا، الدورة الكاملة الثانية عشرة للمؤتمر الدولي للأحزاب السياسية الآسيوية (ICAPP-12) والدورة الكاملة الحادية عشرة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام (IPTP-11).
وعلى العكس من ذلك، على الجانب الكمبودي، كانت هناك في ديسمبر/كانون الأول 2023 زيارات لرئيس الجمعية الوطنية خون سوداري ورئيس الوزراء هون مانيت، وهذه المرة كانت زيارة دولة للملك نورودوم سيهاموني. بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا العديد من الاتصالات واللقاءات رفيعة المستوى بين قادة البلدين.
على وجه التحديد، في يوليو/تموز 2024، قاد الزعيم سامديتش تيكو هون سين وفداً كمبودياً لحضور جنازة الأمين العام الراحل نجوين فو ترونج في هانوي. وفي ذلك الوقت، كان للسيد هون سين اتصالات رفيعة المستوى مع كافة قادة بلادنا. ومن ثم المساهمة في تعميق الثقة السياسية بين قادة الجانبين وخلق التوجه للعلاقة الشاملة بين البلدين.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجالات الدفاع الوطني والأمن والشؤون الخارجية، فقد أدركت فيتنام وكمبوديا في السنوات الأخيرة دائما أن أمن واستقرار دولة واحدة هو أيضا لصالح الدولة الأخرى. ومن هنا، فإن التعاون في مجال الأمن والدفاع يحظى بتقدير كبير من الجانبين.
وقد نفذ الجانبان بشكل منتظم وفعال البروتوكولات الخمسية وكذلك خطط التعاون السنوية بين وزارة الدفاع الوطني الفيتنامية ووزارة الدفاع الوطني الكمبودية، وبين وزارة الأمن العام الفيتنامية ووزارة الداخلية الكمبودية. وبالتالي المساهمة في الحفاظ على بيئة سلمية ومستقرة للتعاون المتبادل والتنمية.
وفي الشؤون الخارجية، يتشاور الجانبان بشكل منتظم بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الثنائية، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية، بما يضمن تعامل الجانبين مع القضايا الإقليمية والدولية بطريقة متناغمة، بما يضمن مصالح وسيادة كل دولة.
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي، فهذا مجال شهدنا فيه تغييرات إيجابية في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه، فيما يتعلق بالتعاون الاستثماري، تظل فيتنام واحدة من الدول والمناطق العشرة التي لديها أكبر استثمارات في كمبوديا وتحتل المرتبة الأولى في رابطة دول جنوب شرق آسيا في الاستثمار في كمبوديا.
لدينا حاليًا 205 مشروعًا صالحًا برأس مال مسجل قدره 2.94 مليار دولار أمريكي، بما في ذلك عدد من الشركات الفيتنامية التي تعمل بشكل فعال للغاية وتساهم بشكل إيجابي في الميزانية الكمبودية وكذلك في العلاقة بين البلدين، مثل Metfone، ومجموعة صناعة المطاط في فيتنام، وAngkor Milk، والبنوك التجارية، إلخ.
وفي الآونة الأخيرة، يقوم مشروع الزراعة عالية التقنية التابع لمجموعة ثاكو بتنفيذ مشروعين كبيرين للغاية في مقاطعتي راتاناكيري وكراتي. ويعد هذا المشروع بمثابة أمل كبير للتعاون في القطاع الزراعي بين البلدين.

وفيما يتعلق بالتجارة، شهدت التجارة بين البلدين في السنوات الأخيرة تطورات ونموا مشجعا أيضا. وفي عام 2022، تجاوزنا علامة 12.57 مليار دولار أمريكي. في عام 2023، وعلى الرغم من الركود الاقتصادي العالمي الصعب، لا تزال كمبوديا سوقًا مهمًا بالنسبة لنا، مع بقاء حجم التجارة بين البلدين مرتفعًا عند 8.57 مليار دولار أمريكي.
وفي هذا العام، وبعد الأشهر العشرة الأولى من هذا العام، وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 8.4 مليار دولار أمريكي، ونأمل أن نعود هذا العام إلى مستوى يزيد عن 10 مليار دولار أمريكي. وهذا أيضًا هو الأساس لنا لمواصلة تنفيذ الهدف الطموح الذي حدده رئيسا الوزراء لرفع حجم التجارة البينية بين فيتنام وكمبوديا إلى 20 مليار دولار أمريكي.
وفيما يتعلق بالتعاون بين لجان الجمعية الوطنية والوزارات والفروع والنقابات والمنظمات الاجتماعية والسياسية والتبادلات الشعبية بين البلدين في الآونة الأخيرة، فقد استمر الحفاظ عليها وتطويرها بشكل جيد للغاية، وخاصة التعاون بين المحافظات الحدودية الذي ساهم في ضمان استقرار الحدود بين البلدين، وخدمة التنمية وبناء حدود سلمية وودية وتعاونية من أجل التنمية المتبادلة.
وتعتبر هذه نتائج بارزة في علاقات التعاون بين فيتنام وكمبوديا، ناهيك عن التعاون في مجال التعليم والتدريب، الذي يوليه الجانبان أيضًا اهتمامًا كبيرًا ويقدرانه، مما يساهم في استكمال الموارد البشرية للنظامين السياسيين في البلدين.
في كل عام، يستقبل كمبوديا ما بين 2400 إلى 2500 طالب دولي في فيتنام، في حين يوجد لدى فيتنام أكثر من 100 طالب دولي في كمبوديا. ويعتبر هذا إضافة مهمة للغاية للموارد البشرية والنظام السياسي في البلدين.
- لقد حققت العلاقات بين فيتنام وكمبوديا العديد من النتائج الجيدة في الآونة الأخيرة، ولكن لا تزال هناك العديد من الفرص لمزيد من التطوير. في الفترة المقبلة، ما هي المجالات التي ستعطيها الدولتان الأولوية لتعزيز العلاقات الثنائية بين فيتنام وكمبوديا، وكذلك العلاقات المتعددة الأطراف في المنطقة وعلى الصعيد الدولي، السفير؟
السفير نجوين هوي تانغ: في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى الصعوبات والتحديات الناجمة عن التطورات المعقدة في العالم والمنطقة، فإن العلاقات بين فيتنام وكمبوديا وكمبوديا وفيتنام ستتمتع بفرص جيدة للتطور، خاصة في المجالات الناشئة مثل التكنولوجيا العالية والتكنولوجيا الخضراء والتكنولوجيا النظيفة والتكنولوجيا الرقمية والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي (AI)...
وهذه هي المجالات التي تجذب انتباه وتشجع استثمار شركات البلدين في أسواق كل منهما، وهي أيضًا مجالات جذب واستغلال موارد الشركات الأجنبية في سوقي كمبوديا وفيتنام.

وفي ضوء العلاقات التقليدية بين البلدين في الآونة الأخيرة، أعتقد أنه سيتعين علينا مواصلة إعطاء الأولوية والتركيز على تعزيز العلاقة في المجالات التالية:
أولاً، سياسياً، يجب علينا الاستمرار في جعل العلاقات السياسية جديرة بأن تكون جوهراً لتوجيه العلاقات الثنائية، ورفع الوعي باستمرار بأهمية ودور العلاقات الثنائية في تنمية كل بلد.
ثانياً، يجب أن نعرف كيف نتغلب على التحديات ونستغل الفرص لتعزيز التنمية في التعاون، وخاصة التعاون الاقتصادي، حتى يصبح الاقتصاد القوة الدافعة للعلاقات الثنائية، وفي الوقت نفسه يجب أن يصبح الاقتصاد عاملاً يضمن التنمية المستدامة في العلاقات بين البلدين.
ثالثا، سيظل التعاون في مجال الأمن والدفاع أحد الركائز المهمة للعلاقات الثنائية. وسوف يتعين علينا مواصلة التعاون في هذا المجال، وبالتالي المساهمة في ضمان بيئة سلمية ومستقرة وآمنة حتى تتمكن فيتنام وكمبوديا من الاستمرار في التطور بقوة.
وعلى هذا الأساس، سيتعين على الجانبين إجراء مشاورات جيدة مع بعضهما البعض في الآليات الثنائية والمتعددة الأطراف، وخاصة بشأن القضايا المتعلقة بمصالح البلدين. ويحتاج الجانبان إلى تبادل المعلومات وتقاسمها بشكل نشط لضمان المصالح المتناغمة بين البلدين.
رابعا، علينا أن نواصل الاهتمام بتشجيع وتحسين نوعية التعاون بين لجان الجمعية الوطنية والهيئات التشريعية في البلدين، وبين الوزارات والفروع والمحليات والنقابات والمنظمات السياسية والتبادلات الشعبية. هذه منطقة مهمة جدًا. وفي الفترة المقبلة، سيتم إعطاء الأولوية للقيام بعمل أفضل، وخاصة التبادلات بين الشعوب.
خامسا، يتعين على الجانبين مواصلة تعزيز الدعاية والتثقيف لشعبي البلدين، وخاصة جيل الشباب اليوم والغد، لفهم الدور التقليدي وأهمية العلاقات بين فيتنام وكمبوديا بشكل واضح. ومن ثم تعزيز الشعور بالمسؤولية في الحفاظ على العلاقات بين فيتنام وكمبوديا وتنميتها إلى الأبد من أجل تنمية كل بلد وسعادة شعبي البلدين.
- شكرا جزيلا لك السفير!
تعليق (0)