تشكل قمة مجموعة السبع محور اهتمام المجتمع الدولي في الأيام المقبلة.
قمة مجموعة السبع هذا العام تنعقد في الفترة من 19 إلى 21 مايو/أيار في هيروشيما باليابان. (المصدر: رويترز) |
في الفترة من 19 إلى 21 مايو/أيار، ستتجه كل وسائل الإعلام الدولية نحو مدينة هيروشيما في اليابان، حيث ستُعقد قمة مجموعة السبع. وستستقبل الدولة المضيفة زعماء الدول الأعضاء الستة المتبقية (المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا والولايات المتحدة) وعدد من الدول الأخرى المدعوة لحضور قمة مجموعة السبع الموسعة.
يشكل العمل الأمني مصدر قلق خاص للبلد المضيف، وخاصة بعد تعرض رئيس الوزراء المضيف كيشيدا فوميو لهجوم بقنابل الدخان في مدينة واكاياما في 15 أبريل/نيسان. ومع ذلك، فإن ما يثير اهتمام المجتمع الدولي بشكل خاص هو محتوى مناقشات قادة مجموعة السبع هذه المرة، وخاصة حول الصراعات بين روسيا وأوكرانيا والصين.
الصراع بين روسيا وأوكرانيا
ومن المؤكد أن الصراع في أوكرانيا سيكون أحد أبرز الأحداث، حيث فرض أعضاء مجموعة السبع عقوبات ثنائية، فضلاً عن المشاركة في حزم عقوبات متعددة الأطراف بأشكال مختلفة. ولذلك، فليس من المستغرب أن يواصل البيان المشترك لمجموعة السبع انتقاد روسيا مرة أخرى. وقال وزير المالية الياباني إن الأطراف ستكثف جهودها لتبادل المعلومات لمنع روسيا من "التهرب" من العقوبات، أو حتى فرض عقوبات أكثر شمولاً.
لكن السؤال هو إلى أي مدى تريد مجموعة الدول السبع أن تذهب؟ في الآونة الأخيرة، لم يتمكن زعماء دول الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على "الانفصال" الكامل عن الغاز الروسي في الحزمة الحادية عشرة من العقوبات. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الدول الأربع الأعضاء في مجموعة السبع من أوروبا من بين المعارضين أم لا. ورغم أنه من غير المرجح أن يتكرر الخلاف المذكور أعلاه في مجموعة الدول السبع، فإن هذا يدل على أن إيجاد نهج موحد تجاه روسيا ليس بالأمر السهل.
والسؤال الآخر هو كيف ستساعد هذه الدول أوكرانيا. وفيما يتعلق بالأسلحة، كانت هناك بعض "الاختلافات" في وجهات نظر دول مجموعة السبع. وفي حين أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا مستعدة لإرسال الكثير من المعدات والأسلحة الحديثة، فإن مساعدات طوكيو لكييف لا تزال تقتصر على الضروريات والسلع الإنسانية والتزامات إعادة الإعمار بسبب العوائق الدستورية.
وفي الوقت نفسه، قامت ألمانيا بعمليات "رفع وخفض" عدة مرات قبل أن تقرر إرسال دبابات ليوبارد 1 و2 إلى أوكرانيا. ناهيك عن حقيقة أن الدول الأوروبية "بدأت تفقد قوتها" مع استنفاد أسلحتها الاحتياطية تدريجيا، وهي مضطرة إلى تسريع الإنتاج. ومع ذلك، فإن جميع الأسلحة التي يتم تسليمها إلى الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية تأتي مع التزام بعدم استخدامها لمهاجمة الأراضي الروسية.
فيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية لأوكرانيا، تعهد وزراء مالية مجموعة السبع في اجتماع عقد الأسبوع الماضي بتقديم ما لا يقل عن 44 مليار دولار كمساعدات لأوكرانيا في عام 2023. وهذا مبلغ كبير بالنسبة للدول الأوروبية التي تحاول الحد من التضخم والحفاظ على زخم التعافي بعد جائحة كوفيد-19. ناهيك عن الجدل الدائر حول تأثير الحبوب الأوكرانية على الزراعة الأوروبية.
ومن المرجح أن تكون هذه الجوانب من الصراع حاضرة في مناقشات زعماء مجموعة السبع في هيروشيما.
قصة الصين
وفي مقال بتاريخ 17 مايو/أيار، علقت وكالة رويترز للأنباء بأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا ليس "الفيل الوحيد في الغرفة". وبدلاً من ذلك، فإن قضية الصين هي العامل الذي قد يتسبب في أكبر قدر من الخلاف بين دول مجموعة السبع.
ومن ناحية أخرى، تشعر المجموعة بالقلق إزاء الدور المتنامي للصين في سلاسل التوريد العالمية والأمن الاقتصادي. ومن ناحية أخرى، فإن مجموعة السبع لا تريد ولا تستطيع أن "تعزل" القوة الآسيوية والشريك التجاري الرائد لجميع أعضاء المجموعة، سواء كانت اليابان أو ألمانيا أو كندا أو الولايات المتحدة.
وقال البروفيسور ميشيشيتا ناروشيجي من المعهد الوطني للدراسات العليا في السياسات في طوكيو إن قضية "المنافسة بين القوى العظمى" ستكون موضوعا مهما في قمة مجموعة السبع هذه. عليهم معالجة قضايا الأمن الاقتصادي والتقنيات الحساسة. فكل ذلك جزء من تنافس القوى العظمى الدائر بين الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك بين الولايات المتحدة والصين، على حد قوله.
وبحسب وكالة رويترز، من المتوقع أن يناقش زعماء مجموعة السبع ما يسمى "الإكراه الاقتصادي" الذي تمارسه الصين، حتى أنهم سيخصصون قسما خاصا لكيفية التعامل مع القوة الآسيوية، بالإضافة إلى المحتوى المتعلق بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، والمرونة الاقتصادية، والأمن الاقتصادي، والأمن الغذائي.
ويبدو أن بكين تدرك هذه القصة جيدا. وفي مقال كتبه في وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في 17 مايو/أيار، قال المعلق شين بينج إن "الأسرة الصغيرة" لمجموعة السبع تفقد تدريجيا مكانتها ومجدها الماضي، وانتقد المجموعة لاستمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لبكين. وفي الوقت نفسه، ذكر مقال افتتاحي بقلم السيد يانغ بو جيانغ، مدير معهد الدراسات اليابانية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، نُشر في صحيفة تشاينا ديلي في 17 مايو/أيار، أن معظم القضايا التي ستتم مناقشتها في قمة مجموعة السبع ستكون مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالصين.
وفي هذا السياق، تشكل قمة مجموعة السبع المقبلة فرصة لقادة الدول الأعضاء للجلوس ومناقشة القضايا الساخنة، وإيجاد حلول للصراع بين روسيا وأوكرانيا، وإيجاد نهج مناسب تجاه الصين.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)