مدينة خاركوف الأوكرانية تتعرض لهجوم صاروخي (صورة: رويترز).
وذكرت صحيفة "برافدا" الروسية في 10 يناير/كانون الثاني أن روسيا تدعو جيشها إلى إيجاد طرق لإنشاء "منطقة عازلة" بعمق يصل إلى 15 كيلومترا في مقاطعة خاركوف (أوكرانيا)، ودفع القوة النارية الأوكرانية بعيدا عن مدينة بيلغورود الحدودية الروسية قدر الإمكان.
تقع مدينة بيلغورود على بعد 25 كم فقط من الحدود الأوكرانية. وكانت المنطقة هدفا متكررا لنيران المدفعية أو هجمات بطائرات بدون طيار يعتقد أنها مرتبطة بأوكرانيا منذ أن أطلقت موسكو حملتها العسكرية في الدولة المجاورة.
وفي الآونة الأخيرة، في 30 ديسمبر/كانون الأول، أسفرت غارة على مدينة بيلغورود عن مقتل أكثر من 20 شخصا. وفي أعقاب الحادث، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن موسكو ستكثف هجماتها على أهداف في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في 9 يناير/كانون الثاني إن الجيش الروسي سيبذل كل ما في وسعه لمنع الهجمات الأوكرانية على بيلغورود.
وتحت الضغط المتزايد الناجم عن هذه الهجمات عبر الحدود، تسعى روسيا إلى إنشاء منطقة عازلة أمنية يصل عمقها إلى 15 كيلومتراً في خاركوف (مقاطعة مجاورة في أوكرانيا).
كما دعا القوميون الروس مرارا وتكرارا إلى تنفيذ عملية مماثلة في الصيف الماضي وسط غارات واسعة النطاق عبر الحدود من قبل القوات الموالية لأوكرانيا في بيلغورود.
وبحسب معهد دراسة الحرب، فإن إنشاء منطقة عازلة أمنية بعمق 15 كيلومترا وعرض مئات الكيلومترات، يتطلب من روسيا إطلاق حملة واسعة النطاق، الأمر الذي يتطلب قوات أكبر حجما وأفضل تجهيزا من تلك المنتشرة حاليا على الحدود مع أوكرانيا.
ومع ذلك، يرى المحللون العسكريون أنه من الصعب على روسيا تنفيذ حملة للسيطرة على معظم أراضي خاركوف في المستقبل القريب.
وقال معهد دراسة الحرب إن روسيا قد تكثف جهودها للسيطرة على مدينة كوبيانسك في مقاطعة خاركوف في الأسابيع المقبلة. وبحسب معهد دراسات الحرب، يبدو أن المجموعات القتالية الروسية على جبهة كوبيانسك مجهزة بشكل جيد لشن هجوم أكثر كثافة.
لم يعد بإمكان الجيش الروسي الآن سوى تنفيذ عمليات تكتيكية في خاركوف لصرف انتباه أوكرانيا عن جبهة كوبيانسك.
تعد مدينة كوبيانسك مركزًا استراتيجيًا للبنية التحتية للنقل، حيث تربط شبكات السكك الحديدية والطرق في شمال شرق أوكرانيا. سيطرت روسيا على كوبيانسك في بداية الحرب وحولتها إلى جسر حيوي بين الأراضي الروسية والقوات المقاتلة في خاركوف ودونباس. لكن يتعين على روسيا الانسحاب من هنا في سبتمبر/أيلول 2022.
لقد دخل الصراع بين روسيا وأوكرانيا شهره الثالث والعشرين دون أن تظهر أي علامات على التراجع. كثفت روسيا وأوكرانيا هجماتهما بعيدة المدى على بعضهما البعض في الوقت الذي توقفت فيه المعارك على طول خط المواجهة إلى حد كبير.
استأنفت روسيا حملة جوية واسعة النطاق في أواخر عام 2023 ضد أهداف في جميع أنحاء أوكرانيا لاستنزاف الدفاعات الجوية لكييف وسط تباطؤ تدفقات المساعدات من الغرب.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)